1. علاقة الانثربولوجيا بالعلوم الاخرى

تمثل الانثروبولوجيا حلقة الوصل بين العلوم الاجتماعية و الإنسانية و الطبيعية حيث تربطها علاقة وثيقة بها ،و هو ما جعلها تشكل مع مختلف هذه العلوم ، منظومة من المعارف و الموضوعات التي تدور حول الكائن موضوع الدراسة و هو الإنسان .و يأتي هذا التكامل بين هذه العلوم بالنظر إلى تلك الأطر المعرفية و المناهج التحليلية ، التي تنظم العلاقة المتبادلة و المتكاملة بين المجالات المعرفية المختلفة التي تسعى إليها هذه العلوم .

 أولا:علاقة الانثروبولوجيا بالعلوم الاجتماعية:

أ/ علم الاجتماع :

يعتبر علم الاجتماع هو اقرب الفروع العلمية إلى الانثروبولوجيا الاجتماعية فقد قامت أسس الانثروبولوجيا الاجتماعية على تعاليم المدرسة الفرنسية بما في ذلك اميل دوركايم على وجه الخصوص ، و إذا كانت هناك العديد من الفروق و الاختلافات بين كل من علم الاجتماع و الانثروبولوجيا الاجتماعية سواء في موضوع الدراسة أو المنهج المستخدم أو مدى القضية التي ينتهي إليها كل من التحليل السوسيولوجي أو الانثروبولوجي الاجتماعي ، إلا أن تلك الهوة قد ضاقت و اقترب العلمان من بعضهما البعض و بدا التكامل بينهم واضحا أكثر وضوحا عن ذي قبل ،حيث تحولت الكثير من نقاط الاختلاف بينهما إلى نقاط التقاء و تكامل. فمن حيث موضوع الدراسة نلاحظ أن الاهتمام السوسيولوجي كان يرتكز على دراسة الأنماط المجتمعية الحديثة و خاصة فيما يتعلق بمشكلات المجتمع الصناعي وما نجم عنه من مشكلات أسرية ،اضطرابات نفسية و اجتماعية .....الخ، في الوقت الذي كانت فيه الدراسات الانثروبولوجية الاجتماعية ترمي بالدرجة الأولى إلى دراسة المجتمعات البدائية لضرورات تاريخية و منهجية و تطبيقية خاصة .إلا انه حدث تغير الآن و حدث مزيد من التقارب بين موضوعات البحث في كلا العلمين .فقد تقلص اهتمام الباحثين الانثروبولوجيين بالمشكلات التقليدية في الأنماط المجتمعية البدائية ،و تمت دراسات حقلية لكثير من مشكلات المجتمع الصناعي و على الجانب الأخر بدأت الدراسات السوسيولوجية تهتم بدراسة المجتمعات المحلية الصغيرة و نظمها الاجتماعية .

     يمكن القول ان العلاقة بينهما علاقة تداخلية تكاملية حتى ان بعضهم اطلق على الانثربولوجيا الاجتماعية علم الاجتماع المقارن.

رابعا : علاقة الانثروبولوجيا بعلم النفس

تشترك الانثروبولوجيا مع علم النفس عموما في نحو وضع تعميمات عامة و جماعية على الجماعات الإنسانية في ضوء الأسس الثقافية .و الواقع أن العلاقات بين الانثروبولوجيا و علم النفس لم تصل إلى درجة التوثق و العمق ، إلا حينما بدأ علماء الاثروبولوجيا يوجهون اهتمامهم للعلاقة بين الثقافة و الفرد .

لقد  حاول الانثروبولوجيون خلال بداية القرن العشرين الاستفادة من علم النفس بطرق شتى ، على أساس اقتناعهم بأن هذا العلم كفيل بتزويدهم بحلول مقنعة لكثير من مشكلاتهم .كما تمكن أيضا علماء النفس من تصحيح بعض المفاهيم النفسية ، و مراجعة بعض النظريات التي كانت راسخة في تراث هذا العلم  بفضل الدراسات الانثروبولوجية .