علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الاخرى

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Course: انثروبولوجيا اجتماعية وثقافية
Book: علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الاخرى
Printed by: Visiteur anonyme
Date: Sunday, 25 August 2024, 2:43 PM

1. علاقة الانثربولوجيا بالعلوم الاخرى

تمثل الانثروبولوجيا حلقة الوصل بين العلوم الاجتماعية و الإنسانية و الطبيعية حيث تربطها علاقة وثيقة بها ،و هو ما جعلها تشكل مع مختلف هذه العلوم ، منظومة من المعارف و الموضوعات التي تدور حول الكائن موضوع الدراسة و هو الإنسان .و يأتي هذا التكامل بين هذه العلوم بالنظر إلى تلك الأطر المعرفية و المناهج التحليلية ، التي تنظم العلاقة المتبادلة و المتكاملة بين المجالات المعرفية المختلفة التي تسعى إليها هذه العلوم .

 أولا:علاقة الانثروبولوجيا بالعلوم الاجتماعية:

أ/ علم الاجتماع :

يعتبر علم الاجتماع هو اقرب الفروع العلمية إلى الانثروبولوجيا الاجتماعية فقد قامت أسس الانثروبولوجيا الاجتماعية على تعاليم المدرسة الفرنسية بما في ذلك اميل دوركايم على وجه الخصوص ، و إذا كانت هناك العديد من الفروق و الاختلافات بين كل من علم الاجتماع و الانثروبولوجيا الاجتماعية سواء في موضوع الدراسة أو المنهج المستخدم أو مدى القضية التي ينتهي إليها كل من التحليل السوسيولوجي أو الانثروبولوجي الاجتماعي ، إلا أن تلك الهوة قد ضاقت و اقترب العلمان من بعضهما البعض و بدا التكامل بينهم واضحا أكثر وضوحا عن ذي قبل ،حيث تحولت الكثير من نقاط الاختلاف بينهما إلى نقاط التقاء و تكامل. فمن حيث موضوع الدراسة نلاحظ أن الاهتمام السوسيولوجي كان يرتكز على دراسة الأنماط المجتمعية الحديثة و خاصة فيما يتعلق بمشكلات المجتمع الصناعي وما نجم عنه من مشكلات أسرية ،اضطرابات نفسية و اجتماعية .....الخ، في الوقت الذي كانت فيه الدراسات الانثروبولوجية الاجتماعية ترمي بالدرجة الأولى إلى دراسة المجتمعات البدائية لضرورات تاريخية و منهجية و تطبيقية خاصة .إلا انه حدث تغير الآن و حدث مزيد من التقارب بين موضوعات البحث في كلا العلمين .فقد تقلص اهتمام الباحثين الانثروبولوجيين بالمشكلات التقليدية في الأنماط المجتمعية البدائية ،و تمت دراسات حقلية لكثير من مشكلات المجتمع الصناعي و على الجانب الأخر بدأت الدراسات السوسيولوجية تهتم بدراسة المجتمعات المحلية الصغيرة و نظمها الاجتماعية .

     يمكن القول ان العلاقة بينهما علاقة تداخلية تكاملية حتى ان بعضهم اطلق على الانثربولوجيا الاجتماعية علم الاجتماع المقارن.

رابعا : علاقة الانثروبولوجيا بعلم النفس

تشترك الانثروبولوجيا مع علم النفس عموما في نحو وضع تعميمات عامة و جماعية على الجماعات الإنسانية في ضوء الأسس الثقافية .و الواقع أن العلاقات بين الانثروبولوجيا و علم النفس لم تصل إلى درجة التوثق و العمق ، إلا حينما بدأ علماء الاثروبولوجيا يوجهون اهتمامهم للعلاقة بين الثقافة و الفرد .

لقد  حاول الانثروبولوجيون خلال بداية القرن العشرين الاستفادة من علم النفس بطرق شتى ، على أساس اقتناعهم بأن هذا العلم كفيل بتزويدهم بحلول مقنعة لكثير من مشكلاتهم .كما تمكن أيضا علماء النفس من تصحيح بعض المفاهيم النفسية ، و مراجعة بعض النظريات التي كانت راسخة في تراث هذا العلم  بفضل الدراسات الانثروبولوجية .

2. علاقة الانثربولوجيا بالعلوم الانسانية

ترتبط الانثربولوجيا بها من حيث التشارك في المواضيع والاهتمامات والتأثير المتبادل ، ومن العلوم الانسانية المساعدة بنتائج ابحاثها لعمل الانثربولوجي نجد علم الاثار اما الذي يتداخل معها من حيث الموضوع علم التاريخ الذي:

أ/علاقتها بعلم التاريخ

 هناك تداخل كبير بين الانثروبولوجيا و التاريخ و منشأ ذلك اهتمام الانثروبولوجيين بوصف   الأحداث و العوامل التاريخية التي تؤدي إلى تكوين و نشأة الظواهر الحضارية و ذلك باستخدام مناهج البحوث التاريخية ، و في خضم هذه العلاقة يرى "ميتلند" انه يجب على الانثروبولوجيا أن تختار بين أن تكون تاريخا أو أن لا تصبح شيئا على الإطلاق، و رغم بروز بعض الاختلافات بين العلمين أبرزها اهتمام المؤرخين (التاريخ) بالأحداث الغير المتكررة في حين تهتم الانثروبولوجيا بدراسة الأحداث المتكررة إلا أن التداخل واضح بينهما في كثير من النقاط ، و بهذا المعنى لا يمكن فصل الانثروبولوجيا عن التاريخ فكلاهما يهتم بتوضيح ماضي الإنسان ويبحث في الحضارات القديمة ،  ويرمي إلى تحديد التغير الحضاري وتتابعه على مر العصور.

ب/علاقتها بعلم الفلسفة

إذا كانت الفلسفة أم العلوم كما كانت تسمى، بالنظر لشمولية دراستها مجموعة من العلوم الرياضية و الإنسانية و الفيزيائية ،فإن صلة الانثروبولوجيا بها وثيقة جدا و لا سيما  فيما يتعلق بنظرة الإنسان إلى الكون و الحياة ،في زمن ما أو مكان محدد ، فدراسة أصل الإنسان و نشأته و حياته و سعيه إلى البقاء و الخلود ، وما ينجم عن ذلك من تطور و تغير مستمرين ، كلها تقع في ميدان الدراسات الانثروبولوجية ، و لا سيما تلك العلاقة الأزلية بين الإنسان ، وواقعه و ما يطمح إليه من أمال و أهداف تؤمن سيرورة حياته غير ان الانثربولوجيا تركز على التحليلات الميدانيةمن خلال المعايشة اما الفلسفة تحليلات ميتافيزيقية. 

3. علاقة الانثربولوجيا بالعلوم الطبيعية

ثالثا:علاقة الانثربولوجيا بالعلوم الطبيعية:

للانثربولوجيا علاقة وطيدة بالعلوم الطبيعية نظرا لما تقدمه هذه العلوم من مساهمات في تطوير الانثربولوجيا من خلال ما توصلت اليه من انجازات ونتائج بفضل تطور وسائلها كعلم الجيولوجيا والجغرافيا ومنها ما يتداخل معها وكان مرتبط بها في نشأتها كعلم البيولوجيا الذي:

أ/ علاقتها بالبيولوجيا ( علم الاحياء):

ارتبطت الانثربولوجيا في بدايتها بعلم الاحياء ويعد : داروين وغيرهم من علماء البيولوجيا الذين ساهموا في تطور الانثربولوجيا البيولوجية التي تهتم بدراسة الانسان ككائن طبيعي وخصائصه ومواصفاته والجينات وغيرها كما تعد هذه المواضيع من المواضيع الهامة لعلم البيولوجيا ، فالعلاقة بينهما علاقة تداخلية من حيث النشأة والتطور والاشتراك في المواضيع .

ب/ علاقة الانثروبولوجيا بعلم الجيولوجيا و الجغرافيا:

تساعد الدراسات الجيولوجية التاريخية  الباحثين الانثروبولوجيين في تحديد الفترات الزمنية التي عاش فيها كل نموذج من أنواع الجنس البشري، نظرا لوجود البقايا العظمية للأسلاف على شكل بقايا مستحثات حفرية بين ثنايا القشرة الأرضية الرسوبية.كما ساعد علم الجيولوجيا الانثروبولوجيين على معرفة العالم الحيواني الآخر الذي عاصر الإنسان الحفري .

و قد استفادت الانثروبولوجيا أيضا من المعطيات العلمية الجغرافية ، و في مقدمتها النواحي الطبيعية ، من تضاريس و مياه ،إلى جانب الظروف المناخية التي تتفاوت من منطقة إلى أخرى و ذلك بحسب قربها أو بعدها من خط الاستواء ،أو من شواطئ البحار و المحيطات ،أو ارتفاعها و انخفاضها عن سطح البحر. فهذه العوامل كلها تؤثر في حياة الإنسان بجوانبها المختلفة ،العضوية و الاجتماعية و القافية ،و لذلك فإن الأحوال المعيشية و البنى الاجتماعية عند المجتمعات البشرية ،ليست متشابهة بسبب تباين الظروف الجغرافية التي توجد فيها تلك المجتمعات .فسكان المناطق الجبلية المرتفعة يكونون في مأمن من الأخطار الخارجية ، بينما يتعرض سكان السهول دوما إلى غزوات و اجتياحات من الشعوب أو القوى الخارجية .و في المقابل يكون سكان المناطق الساحلية أكثر انفتاحا في علاقاتهم مع العالم الخارجي ، قياسا بأهل المناطق الداخلية حيث تكون العلاقات الأسرية شبه منغلقة على ذاتها ، إلى جانب الالتزام بالعصبية القبيلة ،و هذا ينعكس في سلوك السكان في هذه المناطق .و هناك من يعتقد بوجود علاقة بين الطقس و الخمول الذي يتميز به سكان المناطق الحارة، أو النشاط الاندفاعي ومنهفها الى الان حسب ما وجده العلماء .

سيتم تلخيص ما تم تقديمه من خلال المخطط الاتي: