1. دور الأسرة في الوقاية من المخدرات:

تعتبر الوقاية من أنسب الميادين للأخذ بها لمواجهة التعاطي والإدمان. والمقصود بالوقاية الإشارة إلى أي فعل مخطط نقوم به تحسبا لظهور مشكلة معينة أو مضاعفات لمشكلة كانت قائمة أصلا، وذلك بغرض الإعاقة الجزئية أو الكلية للمشكلة أو لمضاعفاتها، أو للمشكلة والمضاعفات معا ،ويتمثل دور الأسرة في الوقاية من المخدرات في عدة جوانب تتبلور في المجالات التالية:

  • توعية الأبناء وتثقيفهم أمنيا وسلوكيا، وتعريفهم بأنواع السلوك المنحرف ومنه تعاطي المخدرات وأسبابه ومجالاته ونتائجه، وسبل التصدي له ومقاومته. وكذلك تبصيرهم بعواقبه وعقوباته وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع، وتعريفهم بجهود الأجهزة المعنية بمكافحة الجريمة والسلوك المنحرف كالأجهزة الأمنية والأجهزة القضائية والمؤسسات العقابية، ودور كل منها في التصدي للجريمة والسلوك المنحرف، كالسرقة، القتل، الاختلاس والمخدرات، على أن تكتمل هذه بعد غرسها بالتأكيد لهم على أن مرتكبي الجريمة ومتعاطي المخدرات ومهربيها ومروجيها لابد أن تطالبهم يد العدالة وينالوا جزاءهم، لأن الأعين اليقظة لهم بالمرصاد ولو بعد حين.
  • كما يقتضي من الأسرة اختيار البرامج التلفزيونية والإذاعية المناسبة لأعمار الأطفال وثقافتهم ومستوياتهم الفكرية، وتوجيههم التوجيه المناسب نحو قبول البرامج الإعلامية الهادفة، وإبعادهم عن البرامج التي تتعارض مع سبل تربيتهم وتنشئتهم ومستوياتهم العمرية والإدراكية، ومنها برامج المخدرات غير المدروسة والتي قد تؤثر على اتجاهاتهم وميولهم وتثير عندهم الفضول وحب الاستطلاع، وكذلك إظهار الاشمئزاز من أي سلوك شاذ أمامهم كالسرقة أو تعاطي المخدرات، لأن الابن يقلد الأسرة في هذا الانطباع ويحذو حذوهم، ويعتمد تلك الصورة كقدوة أو نموذج يبقى حاضرا في الذهن.
  • على الأسرة متابعة سلوك الأبناء ومراقبته بصورة مستمرة مباشرة أو غير مباشرة، وملاحظة أية تغيرات قد تطرأ على ممارساتهم وسلوكياتهم، ومعرفة سببها ومصدرها، والعمل على معالجتها بكل حكمة وروّية.
  • ابتعاد الوالدين عن ممارسة بعض الأنماط السلوكية الغير المتزنة في التعامل مع الأبناء كالتسلط وحدة المزاج والقسوة المبرحة والأنانية، أو التسيب والإهمال واللامبالاة. وبشكل عام يجب تجنب الأطفال كل مظاهر الخلافات الأسرية والعلاقات المضطربة وانعكاساتها على نفسياتهم وسلوكياتهم وضروب حياتهم.
  • مساعدة الأبناء في اختيار الأصدقاء من العناصر الخيرة والمعروفة بسلوكها السليم، ومتابعة أنماط التفاعل الاجتماعي بينهم وبين أصدقائهم، وكذلك معرفة سلوكيات هؤلاء الأصدقاء وأسرهم وخلفياتهم وتأكد من سلوكياتهم وسمعتهم بين الناس. كما يقتضي من الأسرة مراقبة سلوكيات أبناء الجيرة والحي السكني، واكتشاف العناصر الخيرة والشريرة المنحرفة بينهم ليتسنى لها توجيه أبناءها مع من يتعاملون ويرافقون ويتصاحبون، وكذلك الشأن بالنسبة لزملائهم في المدرسة أو في مواقع العمل، لأن جميع هذه الأوساط والبيئات الاجتماعية مؤهلة لإفراز أنماط مختلفة من الأفراد متباينة الأفكار والتربية والتنشئة، بينهما السوي والمعتدل والشاذ.
  • أن تعمل الأسرة على توفير جو عائلي مليء بالعطف والحنان، جو يسوده التعاون والمعاملة الحسنة والعادلة والتقدير والاحترام لكيانهم، يجعلهم يشعرون بالاطمئنان النفسي ويدعم القيم الخلقية والاجتماعية ويعطيهم الثقة بمن حولهم وبالتالي يضمن عدم توجيههم نحو السموم والمخدرات.
  • أن يكون لدى الآباء معرفة بأعراض الإدمان ومتعاطي المخدرات حتى يستطيعوا معرفة إذا كان قد أدمن أحد أبنائهم أو بدأ في أخذ المخدر، إضافة إلى مراقبة نشاطات الأبناء.