اجراءات مكافحة المخدرات

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: مخاطر المخدرات
Livre: اجراءات مكافحة المخدرات
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Saturday 23 November 2024, 01:13

1. دور الأسرة في الوقاية من المخدرات:

تعتبر الوقاية من أنسب الميادين للأخذ بها لمواجهة التعاطي والإدمان. والمقصود بالوقاية الإشارة إلى أي فعل مخطط نقوم به تحسبا لظهور مشكلة معينة أو مضاعفات لمشكلة كانت قائمة أصلا، وذلك بغرض الإعاقة الجزئية أو الكلية للمشكلة أو لمضاعفاتها، أو للمشكلة والمضاعفات معا ،ويتمثل دور الأسرة في الوقاية من المخدرات في عدة جوانب تتبلور في المجالات التالية:

  • توعية الأبناء وتثقيفهم أمنيا وسلوكيا، وتعريفهم بأنواع السلوك المنحرف ومنه تعاطي المخدرات وأسبابه ومجالاته ونتائجه، وسبل التصدي له ومقاومته. وكذلك تبصيرهم بعواقبه وعقوباته وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع، وتعريفهم بجهود الأجهزة المعنية بمكافحة الجريمة والسلوك المنحرف كالأجهزة الأمنية والأجهزة القضائية والمؤسسات العقابية، ودور كل منها في التصدي للجريمة والسلوك المنحرف، كالسرقة، القتل، الاختلاس والمخدرات، على أن تكتمل هذه بعد غرسها بالتأكيد لهم على أن مرتكبي الجريمة ومتعاطي المخدرات ومهربيها ومروجيها لابد أن تطالبهم يد العدالة وينالوا جزاءهم، لأن الأعين اليقظة لهم بالمرصاد ولو بعد حين.
  • كما يقتضي من الأسرة اختيار البرامج التلفزيونية والإذاعية المناسبة لأعمار الأطفال وثقافتهم ومستوياتهم الفكرية، وتوجيههم التوجيه المناسب نحو قبول البرامج الإعلامية الهادفة، وإبعادهم عن البرامج التي تتعارض مع سبل تربيتهم وتنشئتهم ومستوياتهم العمرية والإدراكية، ومنها برامج المخدرات غير المدروسة والتي قد تؤثر على اتجاهاتهم وميولهم وتثير عندهم الفضول وحب الاستطلاع، وكذلك إظهار الاشمئزاز من أي سلوك شاذ أمامهم كالسرقة أو تعاطي المخدرات، لأن الابن يقلد الأسرة في هذا الانطباع ويحذو حذوهم، ويعتمد تلك الصورة كقدوة أو نموذج يبقى حاضرا في الذهن.
  • على الأسرة متابعة سلوك الأبناء ومراقبته بصورة مستمرة مباشرة أو غير مباشرة، وملاحظة أية تغيرات قد تطرأ على ممارساتهم وسلوكياتهم، ومعرفة سببها ومصدرها، والعمل على معالجتها بكل حكمة وروّية.
  • ابتعاد الوالدين عن ممارسة بعض الأنماط السلوكية الغير المتزنة في التعامل مع الأبناء كالتسلط وحدة المزاج والقسوة المبرحة والأنانية، أو التسيب والإهمال واللامبالاة. وبشكل عام يجب تجنب الأطفال كل مظاهر الخلافات الأسرية والعلاقات المضطربة وانعكاساتها على نفسياتهم وسلوكياتهم وضروب حياتهم.
  • مساعدة الأبناء في اختيار الأصدقاء من العناصر الخيرة والمعروفة بسلوكها السليم، ومتابعة أنماط التفاعل الاجتماعي بينهم وبين أصدقائهم، وكذلك معرفة سلوكيات هؤلاء الأصدقاء وأسرهم وخلفياتهم وتأكد من سلوكياتهم وسمعتهم بين الناس. كما يقتضي من الأسرة مراقبة سلوكيات أبناء الجيرة والحي السكني، واكتشاف العناصر الخيرة والشريرة المنحرفة بينهم ليتسنى لها توجيه أبناءها مع من يتعاملون ويرافقون ويتصاحبون، وكذلك الشأن بالنسبة لزملائهم في المدرسة أو في مواقع العمل، لأن جميع هذه الأوساط والبيئات الاجتماعية مؤهلة لإفراز أنماط مختلفة من الأفراد متباينة الأفكار والتربية والتنشئة، بينهما السوي والمعتدل والشاذ.
  • أن تعمل الأسرة على توفير جو عائلي مليء بالعطف والحنان، جو يسوده التعاون والمعاملة الحسنة والعادلة والتقدير والاحترام لكيانهم، يجعلهم يشعرون بالاطمئنان النفسي ويدعم القيم الخلقية والاجتماعية ويعطيهم الثقة بمن حولهم وبالتالي يضمن عدم توجيههم نحو السموم والمخدرات.
  • أن يكون لدى الآباء معرفة بأعراض الإدمان ومتعاطي المخدرات حتى يستطيعوا معرفة إذا كان قد أدمن أحد أبنائهم أو بدأ في أخذ المخدر، إضافة إلى مراقبة نشاطات الأبناء. 

2. دور المؤسسات التربوية والتعليمية في الوقاية من المخدرات (المدرسة، الجامعة)

ونظرا لأهمية دور المؤسسات التربوية والتعليمية في الوقاية من المخدرات، فقد حرصت الهيئات والمنظمات الدولية على ايلاء هذا الموضوع اهتماما خاصا من خلال العمل على ما يلي:

  • التأكيد على تعميم إلزامية التعليم في جميع البلدان العربية، حتى سن معينة، يفضل ألا تقل عن سن الخامسة عشرة، وضرورة توفير البرامج الدراسية التي تتناسب وحاجات الأطفال والمراهقين النفسية والتربوية الحديثة.
  • زيادة حرص المدرسة على توفير فرص النجاح لجميع طلابها والتقليل من فرص الإحباط والقلق التي تدفع بهم إلى البحث عن وسائل هروب غير سوية في مواجهة شعورهم بالإحباط والقلق والاكتئاب وغيرها من المشاعر السلبية، والتي يكون الإدمان على المخدرات أحد أشكالها.
  • التوسع في إنشاء الجامعات لتستوعب أكبر عدد ممكن من الطلاب الراغبين باستكمال دراساتهم للحد من تدفقهم إلى خارج البلاد لمتابعة تحصيلهم العلمي، وزيادة فرص التعليم الجامعي محليا بفروعه المختلفة، للحيلولة دون تعرضهم وهم في سن مبكرة إلى الانحراف وتعاطي المخدرات في بلدان الدراسة، سيما البلدان التي تنتشر فيها المخدرات بصورة وبائية.
  • وضع مناهج دراسية ومواد تدريبية للوقاية من تعاطي المواد المخدرة، والتعريف بأخطارها وأثارها الصحية والاجتماعية والاقتصادية أو تضمين المناهج الدراسية بعض هذه الحقائق
  • عقد ندوات ودورات تدريبية خاصة بأساتذة الجامعات ومعلمي المدارس والمشرفين والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين فيها، لتعريفهم بأخطار المخدرات على طلابهم وتلاميذهم، وأساليب التوجيه والتوعية والرقابة السليمة لتجنيبهم أثارها وأخطارها السلبية، وكذلك تطوير قدراتهم على الاكتشاف المبكر لحالات التعاطي بين الفئات المذكورة.
  •  أن تعمل المؤسسات التربوية المختلفة على إعداد وتشجيع البحوث العلمية، فيما يتعلق بانتشار المخدرات، وتعاطيها وأسبابها، وطرق الوقاية منها، ومعرفة خصائص المدمنين والمعرضين للإدمان، ونشر وتوزيع هذه البحوث والمعلومات المستجدة، وتبادلها بين الدول العربية.
  • تعريف جميع الأفراد من الفئات المستهدفة في نظم ومراحل التعليم المختلفة بمخاطر إساءة استعمال المخدرات، من خلال البرامج التعليمية الشاملة في مؤسساتهم التعليمية.
  • تنظيم حلقات دراسية ودورات تدريبية لمساعدة أهالي الطلاب على إدراك أعراض تعاطي المخدرات وسمات متعاطيها في مراحله المبكرة، وتمكينهم من توعية أولادهم بالأضرار الصحية للمخدرات
  • ضرورة توفير الأجواء النفسية والتربوية والاجتماعية المناسبة التي تتيح للطلاب الانخراط في النشاطات الاجتماعية والثقافية والترويحية، بحيث يوفر للفرد الشعور بالرضا والانجاز واحترام الذات، بعيدا عن الإحباط والقلق والاكتئاب التي قد تساهم في ممارسة السلوك المنحرف وتعاطي المخدرات.
  • تشجيع البحث العلمي وعمل رسائل الماجستير والدكتوراه حول هذه الظاهرة، ودراسة أبعادها المختلفة وآثارها على الفرد والمجتمع.من خلال وظيفة خدمة المجتمع تقوم الجامعة بعمل مجموعات توعية من الأساتذة والمختصين بها تجوب النوادي الرياضية والمدارس والمؤسسات الاجتماعية الأخرى، لتبين مخاطر هذه الظاهرة وكيفية التعرف على المتعاطي وكيف يمكن علاجه

3. دور المؤسسات الدينية المسجد مكافحة المخدرات (المسجد):

إن المسجد بوصفه من أقدم مؤسسات التنشئة الاجتماعية من حيث التربية والتعليم والتثقيف في الإسلام، ودوره المتعدد الجوانب في الوقاية والعلاج من كل أشكال الانحراف، فالإسلام وحده يملك الضوابط والقيود التي تخلق في الإنسان المسلم الحاجز من كل الانحرافات والمشاكل الاجتماعية، فالإسلام ظاهره وباطنه دين اجتماعي، فإذا كان الدين في الشعوب بصفة عامة أحد مقومات الثقافة، فان الإسلام هو الدعامة الأولى في تنظيم المجتمع الإسلامي.ويعتبر المسجد بوصفه المدرسة الإسلامية دائمة الحضور في المجتمع الإسلامي تتعدى وظيفته كل الحدود المرسومة للمؤسسات الاجتماعية الأخرى، ويعتبر المكان الأصيل والطبيعي والتنفيذي نظريا وعمليا لإعداد الأجيال.من هذا المنطلق يمكن للمسجد أن يلعب دورا في عملية الضبط الاجتماعي إلى جانب الأسرة والمدرسة والإعلام وأجهزة الأمن والمنظمات والجمعيات المعنية في مكافحة المخدرات، لذلك توجب على العلماء والدعاة والأئمة العمل والتوعية والإرشاد بمختلف الطرق أن كل مسكر ومخدر، مذهب للوعي والرشد، يحاربه الإسلام ويحرمه الدين، كما أنه ليس من المنطق والعقل أن تؤسس جمعيات ومنظمات لمحاربة المخدرات، ويحرم العلماء والفقهاء المخدرات قياسا على الخمر

4. دور المؤسسات الصحية في الوقاية من خطر المخدرات

لا شك أن مسؤولية الأطباء في الوقاية من خطر المخدرات والعقاقير الخطرة مسؤولية كبيرة، فعليهم الحذر الشديد عند وصف المخدرات، والعقاقير الخطرة للمرضى. وعلى الصيادلة عدم صرف أي مخدر أو عقار بدون وصفة طبية. كذلك فهناك عدد من الأمور التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار لتعزيز دور المؤسسات الصحية في الوقاية من المخدرات، أبرزها ما يلي:

  • النظر إلى المدمن كمريض يجب مساعدته على الشفاء.
  • جعل العلاج مجانيا في المؤسسات الصحية الحكومية، وأن يصاحب العلاج الطبي علاج نفسي، واجتماعي يساعد في إعادة تأهيل المعتمد، واندماجه ثانية في المجتمع بصورة سليمة، وطبيعية، على أن يتم تقييم طرق العلاج بصورة مستمرة ودورية.
  • عدم إلزام المعتمد (مدمن) الراغب في العلاج بالإفصاح عن هويته وذلك تشجيعا لهذه الفئة من الناس على الحضور إلى هذه المراكز إذا علموا أنه لن يرافق عملية العلاج تشهير بالمريض أو المعتمد.
  • كشف المدمنين عن طريق الاستبيانات، والدراسات الاجتماعية، وعن طريق الحالات التي تكشفها الشرطة في حوادث المرور، وتشجيعهم على العلاج.
  • تنظيم وحدات علاجية حكومية تهدف إلى علاج المعتمد على المخدرات، والعقاقير الخطرة بحيث تكون في عيادات خارجية بعيدة عن مستشفيات الأمراض النفسية، والعقلية والعصبية، وبعيدة كذلك عن التجمعات السكانية للحفاظ على أسرار المعتمدين والمحافظة على مكانتهم الاجتماعية.
  • إنشاء جمعيات ولجان خاصة، وتطوعية لعلاج المدمنين.
  • تقديم النشرات والكتيبات والملصقات في أماكن الازدحام للتعريف بالجهات المختصة بالعلاج

5. دور وسائل الإعلام في الوقاية من المخدرات:

إن وسائل الإعلام المختلفة في عالمنا المعاصر سواء كانت مسموعة أو مرئية أو مقروءة تعتبر من أهم المؤسسات التربوية ذات التأثير القوي على الرأي العام وتوجيه الأمة الوجهة الصحيحة المعدة لها.

وتقوم وسائل الإعلام بالأدوار التالية في الوقاية من المخدرات:

أ- دور التلفزيون في الوقاية من المخدرات:

  • منع عرض الأفلام والمسلسلات التي تتناول في مادتها المرئية قصصا تعرض نجوما مشهورين عالميين أو محليين يتناولون المخدرات أو الخمور أو المسكرات.
  • منع عرض الأفلام البوليسية التي تتناول في مادتها مطاردات رجال الشرطة للمهربين ومروجي ومتعاطي المواد المخدرة بصورة تظهر هذه الفئات بالذكاء أو القدرة على التخفي والإفلات من الشرطة بمهارات غير منطقية. لأن إظهارهم بهذه الصورة الايجابية تجعل الشباب والأحداث والمراهقين يتأثرون بسلوكياتهم بصورة سلبية من خلال التقليد والمحاكاة.
  • تنظيم عرض برامج التوعية عن مضار المخدرات في أوقات مناسبة مع التركيز في هذه البرامج على ارتباط آثار تعاطي أو تناول هذه المواد على الأضرار التي تلحق بحياة الفرد والمجتمع ووضع الأساليب العلاجية المناسبة.
  • أن تتناول البرامج الدينية التي يقدمها التلفزيون موضوع المخدرات والمسكرات من جوانب تحريمها وآثارها الضارة على الجسم والنفس والمجتمع.
  • نشر الأبحاث والدراسات والنتائج التي يتوصل إليها العلماء المتخصصون في هذا المجال لتحقيق أقصى حد ممكن من الوعي والاستفادة منه

ب- دور الإذاعة:

  • بث المقابلات الإذاعية التي تتناول قضية المخدرات مع المختصين والمهتمين بموضوع المقابلة والتوسع في تناول الموضوع وتدارسه ومناقشته وتحليله والتعليق على مضامينه وإبداء الرأي إزاء الحلول المقترحة للحد من انتشار المخدرات بجميع أنواعها.
  • إعداد تمثيليات إذاعية يومية أو أسبوعية أو مسلسل أو عدة حلقات تتناول موضوع التوعية بأضرار المخدرات.
  • توسيع دائرة الإرشاد والتوعية الصحية ضمن برامج الإذاعة مع التركيز على توعية المستمعين بمضار تعاطي المواد المخدرة، وعلى اعتبار أن الإذاعة من أكثر وسائل الاتصال انتشارا بين الجماهير، ويمكن أن يستفيد منها العامة وخصوصا الفئات التي لم تنل حظها من التعليم أو ممن تنتشر بينهم الأمية.

ج- دور الصحافة:

  • نشر جرائم الاتجار والتهريب والتعاطي مقترنة بالعقوبات التي صدرت بحق مرتكبيها، فان اقتران العقاب بتلك الجرائم يمثل ردعا لمن تسول له نفسه الإقدام عليها.
  •  تخصيص مساحات من الصحف المحلية لنشر النصائح والإرشادات والتوعية بمضار المواد المخدرة والمسكرة.
  • لقاءات صحفية مع المختصين وقادة الرأي. وغيرهم لمناقشة الظاهرة والبحث في سبل معالجتها.
  • إصدار القصص والمواد المطبوعة المبسطة والمدعمة بالرسوم الكاريكاتورية توضح سلبيات انتشار المخدرات وتأثيراتها الجانبية على صحة الإنسان، ومعيشته وسلوكه وذلك عبر الملاحق التي تنشرها الصحف والمجلات سواء أكانت أسبوعية أم شهرية أم دورية.

د- دور الشبكة العنكبوتية (الأنترنيت) في الوقاية من المخدرات:

  •   إنشاء مواقع الصفحات الالكترونية عبر شبكة الانترنيت وتضمنها المعلومات عن أضرار المخدرات.
  • نشر المقالات والتحقيقات لأبرز الكتاب والصحفيين التي تزخر بالتناول البحثي والآراء والأفكار التي تخدم قضية الحد من انتشار المخدرات..
  • نشر رسوم توضيحية عبر المواقع الالكترونية تتناول شرح أضرار المخدرات وسبل الوقاية منها، سواء كانت الرسوم لصور حقيقة أو افتراضية أو كاريكاتورية. 

-       نشر جرائم الاتجار والتهريب والتعاطي مقترنة بالعقوبات التي صدرت بحق مرتكبيها، فان اقتران العقاب بتلك الجرائم يمثل ردعا لمن تسول له نفسه الإقدام عليها.

-       تخصيص مساحات من الصحف المحلية لنشر النصائح والإرشادات والتوعية بمضار المواد المخدرة والمسكرة. (عبد الإله مشرف، 2015، ص168)

-       لقاءات صحفية مع المختصين وقادة الرأي. وغيرهم لمناقشة الظاهرة والبحث في سبل معالجتها.

إصدار القصص والمواد المطبوعة المبسطة والمدعمة بالرسوم الكاريكاتورية توضح سلبيات انتشار المخدرات وتأثيراتها الجانبية على صحة الإنسان، ومعيشته وسلوكه وذلك عبر الملاحق التي تنشرها الصحف والمجلات سواء أكانت أسبوعية أم شهرية أم دورية.