4. المفاهيم الأساسية في التحليل الليبرالي الجديد

- المفاهيم الأساسية في التحليل الليبرالي الجديد :

يعتمد التحليل الليبرالي الجديد على مجموعة من المفاهيم في بناء فرضياته، وينظر بطريقة مختلفة إلى بعض المفاهيم التي طرحها النموذج الواقعي، مثل: القوة والمصلحة القومية والأمن بالإضافة إلى مفهوم الاعتماد المتبادل  

- الأمــــن: (Security)

          ينظر الليبراليون إلى مفهوم الأمن من تصور آخر مخالف للتصور الواقعي، حيث يستبدلون مفهوم الأمن القومي عند الواقعيين بمفهوم الأمن الجماعي.

          فالليبراليون يرون أن هذا الأخير يتحقق من خلال إنشاء منظمات ومؤسسات دولية وإقليمية تعمل على ضمان وتحقيق الأمن والسلام بطريقة تعاونية وتبادلية بين الدول، وبالتالي وجود فاعلين غير الدولة عكس المنظور الواقعي.

          وهذا التصور الليبرالي البديل يقوم على أساس تشكيل تحالف موسع يضم أغلب الفاعلين في النظام الدولي بقصد مواجهة أي فاعل آخر، والفاعلين هنا قد تكون دول، منظمات ومؤسسات دولية وإقليمية.

          كما أن المأزق الأمني عند الليبراليين هو انعدام وجود اتصال ونقص المعلومات بين الأطراف والفاعلين مما يؤدي إلى أزمة ثقة وتخوف بين الدول مما يؤدي إلى ظهور حالة اللا أمن بالنسبة للدول وحتى بالنسبة للقوى الكبرى، وبالتالي فإن الاتصال ين الدول عن طريق هذه المؤسسات والمنظمات شيء ضروري ومهم ومركزي لتحقيق الأمن بالنسبة للدول. 

- القوة الناعمة (Soft power)

          قدم الليبراليون تصورا آخر لمفهوم القوة بعكس تصور الواقعيين التي يقوم مفهوم القوة لديهم على أساس العوامل المادية، فجوزيف ناي (Joseph Nye) يرى بأن للقوة شقين: الشق الصلب والشق الناعم.

فهو يرى أن كل من القوة العسكرية والاقتصادية مثالان للقوة الصلبة ويمكن استعمالها للإقناع (جزرة) أو للتهديد (عصا). كما يرى أن هناك طريقة غير مباشرة لممارسة القوة، إذ بإمكان دولة ما أن تنال النتائج التي تريدها وذلك لأن الدول الأخرى تريد أن تتبعها، تعجب بقيمها، تتشبه بمثلها،  تطمح للوصول إلى مستوى رخائها. وبالتالي هذا النوع من القوة تجعل من الآخرين أن يريدوا ما تريد، و هي القوة الناعمة (Soft powerوالتي تعرف على أنها:« قدرة بلد ما على إيجاد وضع تستطيع فيه بلدان أخرى أن تطور أفضلياتها أو أن تعرف مصالحها بطريقة متناغمة مع أفضليات وصالح ذلك البلد»، وهي تنشأ من موارد مثل الجاذبية الثقافية أو الإيديولوجية وكذلك قواعد ومؤسسات النظم الدولية. 

          كما يشير جوزيف ناي إلى أن القوة الناعمة ليست ضدا للقوة الصلبة بالضرورة، فالفاتيكان لم تفقد قوتها الناعمة عندما فقدت قوتها الصلبة في إيطاليا.

          بالإضافة إلى أنه يحث الدول على اللجوء في تعاملاتها وخاصة القوة الكبرى (الولايات المتحدة الأمريكية USA) إلى التقليص من استعمال القوة الصلبة وتعويضها باستعمال القوة الناعمة أي المجال الثقافي والاقتصادي للانتشار في النظام الدولي، حيث أنها تحقق السلم والأمن وهي أقل تكلفة من استعمال القوة الصلبة (Hard Power) القوة العسكرية.

- المصلحة الوطنية: ( National Interest)