1. تعريف الواقعية الجديدة
الواقعية الجديدة (Neoralism)
أسس كينث والتز في كتابه "نظرية السياسة الدولية" (Theory of International politics) نظرية الواقعية الهيكلية (Structural Realism) وكرس فيه نظرية الاختيار العقلاني (Rational Chose) المستوحاة من علم الاقتصاد الجزئي أداة للبحث عن الأسلوب الأمثل لاستخدام القوة لتحقيق الأهداف القومية، فصلا عن تحديثه لنظرية النظام الدولي.
ففي نهاية السبعينيات من القرن الماضي، أضاف والتز بعدا جديدا في التحليل الواقعي بالتركيز على الدور الحاسم لبيئة السياسة الدولية وطبيعة النظام الدولي في تفسير العلاقات الدولية، فيرى والتز أن وضع الدولة في بيئة السياسة الدولية ومكانتها في النظام الدولي أهم في تفسير سلوكها من خصائصها الداخلية وتفاعلاتها مع الدول الأخرى، فبيئة السياسة الدولية وطبيعة النظام الدولي يفسران الفرص المتاحة أمام الدولة والقيود المفروضة على سلوكها الخارجي، أما خصائصها الداخلية وتفاعلاتها مع الدول الأخرى فتحدد تفاصيل السياسة الخارجية لكل دولة.
لذلك يتهم والتز نظريات العلاقات الدولية التي تركز على الخصائص الداخلية للدول وتفاعلاتها بأنها اختزالية ما ينتقد النظريات التي تتناول النظام الدولي دون التركيز على محدداته البنيوية التي تقدم الفرص وتضع القيود على سلوك الدول، فوالتز يسعى إلى تفسير السياسات الدولية على أساس بنية النظام الدولي وحدها دون أي اعتبار على الإطلاق للطابع الداخلي للأمم المكونة له.
وهو يعتمد في ذلك على منهج المشابهة والقياس مع النظرية الجزئية، فهو يشابه الدول بالشركات ويشابه النسق الدولية التي توجد فيها الدول بنسق السوق التنافسي، فمنظومة السياسة الدولية تشبه الأسواق الاقتصادية، فكل منها يتم خلقها وإيجادها بشكل مفاجئ وغير مقصود من طرف الوحدات المكونة لها، لكن في نهاية المطاف تصبح بنية كل منها هي التي تفرض وتحدد السلوك على الوحدات المكونة له من خلال ما توفره هذه البنية من حوافز وقيود.