2. موقف المملكة الماسيسيلية من النزاع القرطاجي الروماني

2.3. دور سيفاكس العسكري بجانب القرطاجيين

  إن الدور العسكري الذي قام به سيفاكس في الحرب البونيقية الثانية مرتبط بسياسته،فعلاقات سيفاكس السياسية بقرطاجة  كما سبق لنا و رأينا أنها مرت بمرحلتين، مرحلة توتر العلاقات السياسية بين المملكة الماسيسيلية و قرطاجة وما نتج عنه من معارك ضد البونيقيين .

مرحلة العلاقات السلمية وإبرام التحالف السياسي الذي يلزم  سيفاكس بالتدخل العسكري في حالة نقل الرومان للحرب على الأرض الإفريقية.

-         حصار اوتيكا وتدخل سيفاكس:

   بموجب العلاقات التي تربطه بقرطاجة ، تدخل سيفاكس عسكريا على رأس قواته التي قدرت بعشرة ألاف من الفرسان وخمسين ألف من المشاة ، إلى جانب قرطاجة  بعد قيام القوات الرومانية بقيادة شيبيون بمحاصرة مدينة اوتيكا ، وقد كان لالتحاق هذا  الملك النوميدي بالقوات القرطاجية وقعا شديدا على القائد الروماني، وتذكر المصادر أن دخول سيفاكس جعل شيبيون يعدل عن حصاره لمدينة اوتيكا ، لكن شيبيون و بمساعدة ماسينيسا

خطط مسبقا لعملية إحراق المعسكرين القرطاجي و النوميدي نظرا لطبيعة المواد التي شيد بها هؤلاء معسكراتهم ، والمتمثلة في مختلف أنواع  الأخشاب وعيدان الأشجار بالإضافة إلى القصب وهي مواد قابلة جدا للالتهاب، ويخبرنا بوليبيوس ان النيران انتشرت بسرعة داخل المعسكر النوميدي  أما عن جيش الملك فقد توفيت الأغلبية منهم اثرى ركض زملائهم لهم بأقدامهم بعدما سقطوا أرضا وهم يفرون من الحريق، كما التهمت النيران قسما كبيرا من الجيش أما البقية فقد فتك بها ماسينيسا الذي كان قد تمركز وجنوده عند مخارج النجاة .

 معركة السهول الكبرى في 203 ق.م

 تجددت المواجهة العسكرية بين الرومان و القرطاجيين وحليفهم سيفاكس وقدرت القوات القرطاجية بثلاثين ألف رجل و عسكرت هذه القوات في منطقة السهول الكبرى (Grandes Plaines) في انتظار وقوع المعركة.

تقابل الطرفان في ساحة المعركة وكان النصر حليف الرومان وانهزم القرطاجيون وحليفهم سيفاكس للمرة الثانية، الذي استطاع مجددا الفرار مع فرسانه ولم يجد الملك النوميدي أية صعوبة للعودة إلى مملكته .

 معركة سيرتا و سقوط الملك سيفاكس:

  أمر شيبيون ليليوس وماسينيسا بملاحقة الملك سيفاكس الذي كان قد انهزم في معركة السهول الكبرى، حتى لا يتمكن من اعداد العدة للقتال من جديد.

 و خلال المعركة أصيب حصان الملك فوقع سيفاكس أرضا وكان ذلك بتاريخ 23جوان203 ق.م" فالتف العدو حوله وتم تسليمه حيا إلى ليليوس  وقد  أثار منظر اسر الملك سيفاكس السرور لدى  ماسينسا ولدى غيره" ، وبعد أسره نقل الملك سيفاكس إلى روما وتوفي فيها سجينا.

 وبهذا انتهى دور سيفاكس في الحرب البونيقية الثانية الذي كانت حريته ومملكته ثمنا لتحالفه مع القرطاجيين ضد الرومان، هؤلاء الذين لم ييأسوا في كسب ود وثقة هذا الملك حتى بعد نزولهم على الأرض الإفريقية،هذا ما لاحظناه في مراسلات شيبيون التي نقلها لنا بوليبيوس.