2. موقف المملكة الماسيسيلية من النزاع القرطاجي الروماني

     كان سيفاكس على علاقة  صداقة مع القرطاجيين، الذين كانت لهم  مصالح إستراتيجية  في المملكة الماسيسيلية ، حيث امتلكت قرطاجة محطات على الساحل  الماسيسيلي ، و أرادت الاحتفاظ بها   لاستخدامها  كنقط  ارتكاز لجيوشها البرية و لأسطولها  أيضا ،  و لضمان إمدادها  من اقرب  الطرق في حربها ضد الرومان في اسبانيا.    

  كانت إدارة هذه التخوم المتمثلة  في المدن الساحلية  و الموانئ  تثير القلاقل و المصادمات  بين القرطاجين و الملك النوميدي  سيفاكس، الذي اعتبرها جزءا من مملكته وأراد أن يسترجعها عندما تسمح له الظروف بذلك ووجد سيفاكس من التواجد الروماني في اسبانيا ظرفا مناسبا للضغط على قرطاجة لاستعادة المناطق التي اقتطعتها قرطاجة من مملكته، ولتحقيق مسعاه انتهج سيفاكس سياسة التقرب من الرومان، هؤلاء الذين أدركوا أهمية الحصول على دعم إفريقي،  كما أدركت قرطاجة خطورة تحالف ماسيسيلي روماني ، فان كانت روما قد أخفقت في حملاتها السابقة على افريقية فان حظوظها في النجاح تكون أوفر بوجود المناصرة و الدعم المحلي.   

  كان سيفاكس يعمل على ضم تلك المراكز التي انتزعتها منه قرطاجة ليجعل منها منافذ ا لمملكته على العالم المتوسطي ، وإذا  بقرطاجة وروما  تخطبان ود هذا الملك النوميدي القوي .