4. القيمة الابستمولوجية لنظرية النسبية العامة والخاصة

لقد جاءت الفيزياء الأينشتاينية بثورة مفاهيمية كبرى ضد الفيزياء الكلاسيكية وضد الأنساق الفلسفية الكلاسيكية على حد سواء برفضها فكرة المطلق،ومفهوم الثبات، وإبداعها للبعد الرابع أو المتصل الزمكاني وإلغاء مفهوم الجاذبية وتعويضها بمفهوم التجاذب الهندسي وغيرها من المفاهيم.

  وبهذا كشفت الفيزياء المعاصرة مع أينشتاين محدودية المجال الابستمولوجي الذي تنطبق عليه مقولات وأطر الفيزياء الكلاسيكية،ولقد عبر الجنرال Snuts  عن هذا التحول في خطابه الإفتتاحي بمناسبة الاحتفال المئوي للإتحاد البريطاني للعلمBritish Association of science عام 1933:"لقد سادت النظرية الميكانيكية للعالم منذ عصر غاليلو ونيوتن،أما الآن فمنذ مجيئ أينشتاين حلّ محلّها المفهوم الرياضي للكون(...)،وإذا كانت المادة أساسا بنية روحية أو عضوية فلا يمكن أن تختلف اختلافا جوهريا عن الكائن الحي (...)أو عن العقل الذي هو كائن منظم نشط"[1].



 فيليب فرانك:فلسفة العلم،الصلة بين العلم والفلسفة،ترجمة علي علي ناصف،المؤسسة العربية للدراسات والنشر،ص ص78،79. [1]