4. العلاقة بين البيئة والتنمية

العلاقة بين البيئة والتنمية.

        إن الاهتمام المتزايد بالبيئة هو نتيجة لما أنتجته الثورة الصناعية من آثار سلبية وانتهاكات متكررة وخاصة تزايد ظاهرة الاحتباس الحراري والظواهر الأخرى مثل الأمطار الحمضية و نفوق الحيوانات ، و تقلص المساحات الغابية ، ومن الناحية الاقتصادية فإن استنزاف الموارد الطبيعية مقارنة مع التزايد السكاني المستمر ،هو تعدي صريح على حق الأجيال القادمة من نصيبهم في التنمية  وعليه ان لم يتم التحكم في النمو الديمغرافي السريع سيِؤثر بالسلب على الثروات الطبيعية خاصة الغير متجددة .

     ان التنمية بالمفهوم الواقعي هي سياسة سيطر فيها القوي على الضعيف ويستنزف فيها الثروات الطبيعية تحت شعار تحقيق الرفاه ، وزيادة النمو الاقتصادي ، ويجوع فيها نسبة كبيرة من الشعوب من أجل رفاه الأقلية ، الأمر الذي يأدى على عدم الإنصاف والصراع المستمر بين التنمية والبيئة ، بمعنى آخر كلما زادت معدلات التنمية تزداد معها المشاكل البيئية.

    ومنه العلاقة بين البيئة والتنمية ، أو أسبقية من البيئة أو التنمية . فبالنسبة لدول العالم الثالث تقتضي أسبقية التنمية على البيئة عن طريق ضرورة الاهتمام بمشاكل الفقر والجهل والأمراض والأوبئة على حماية البيئة ، بمعنى كيف للدول الفقيرة أن تهتم بجودة الحياة اذا كانت العناصر الأساسية للحياة ذاتها غير متوفرة.