التنمية المستدامة

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: قانون البيئة والتنمية المستدامة
Livre: التنمية المستدامة
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Saturday 20 April 2024, 10:03

1. تعريف التنمية المستدامة

تعريف التنمية المستدامة*

         إن الخوض في المواضيع المتعلقة بالبيئة خاصة في الجوانب القانونية التي تحميها من كل أنواع الانتهاكات ، لابد أن يجعل مقترب التنمية المستدامة مرتبط ارتباطا وثيقا بالبيئة ، حيث أن الاعتداءات المتكررة عليها يؤكد ضرورة تدخل مقترب التنمية المستدامة لتمكين الإنسان من حقوقه خاصة البيئية.

وعلى هذا الأساس يمكن تفكيك مفهوم التنمية المستدامة بالتطرق الى:

ـ مفهوم التنمية الذي يعني تلبية احتياجات الأجيال الحاضرة أي الموجودة وتمكينها الفعلي من الانتفاع بالتنمية الاقتصادية.

ـ الاستدامة والتي تعني عدم المساس بحقوق الأجيال القادمة تطبيقا لمبدأ الإنصاف بين الأجيال اي الترابط بين الأجيال.

التنمية المستدامة عرفها تقرير برونتلاند عام 1987 بأنها " التنمية التي تستجيب لمتطلبات الحاضر دون المساس بقدرات الأجيال المستقبلية في الاستجابة لحاجاتهم الخاصة".

التطور التاريخي لمقترب التنمية المستدامة

      قد سبق ظهور مفهوم التنمية المستدامة انعقاد العديد من المؤتمرات والملتقيات الدولية وإصدار تقارير دولية مهدت لظهور مفهوم التنمية المستدامة ومن أهم هذه المحطات نجد :

  • 1950: حيث نشر الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة l'Union internationale pour la conservation de la nature، أول تقرير حول حالة البيئة العالمية، وهدف هذا التقرير إلى دراسة حالة ووضعية البيئة في العالم، وقد أعتبر هذا التقرير رائدا خلال تلك الفترة في مجال المقاربات المتعلقة بالمصالحة والموازنة بين الاقتصاد والبيئة في ذلك الوقت.
  • 1972:انعقاد مؤتمر ستوكهولم ،و قد تم التطرق الى البيئة و المشكلات التي باتت تهددها خاصة استنزاف الثروات الطبيعية.       
  • 1980: الاتحاد الدولي للحفاظ على البيئة  (IUCN)أصدر تقريرا تحت عنوان الإستراتيجية الدولية للبقاء  أين ظهر فيه لأول مرة مفهوم التنمية المستدامة.                                   
  • 1987: إصدار اللجنة العالمية للبيئة و التنمية تقريرا بعنوان "مستقبلنا المشترك"         "Our Common Future " تحت رئاسة رئيسة الوزراء النرويجية  HARLEM BRUNDTLAN أين تم ط رح مقترب التنمية المستدامة كنموذج بديل يراعي شروط تحقيق التنمية الاقتصادية بمراعاة الجانب البيئي، و أنه لا يمكن مواصلة التنمية ما لم تكن قابلة للاستمرار من دون أضرار بيئية. و في هذا الاجتماع ظهرت فكرة التنمية المستدامة كمقترب يهتم بالتوازن البيئي.
  • 1992:انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة و التنمية أو ما يسمى بقمة الأرض في ريو دي جانيرو بالبرازيل ومن أهم النتائج المنبثقة عن القمة : جدول أعمال القرن (أجندة) 21.
  • 2002:انعقاد مؤتمر القمة العالمية للتنمية المستدامة(ريو+10) في جوهانسبورغ جنوب إفريقيا الذي سلط الضوء على ضرورة تغيير أنماط الإنتاج والاستهلاك. و ضرورة الحفاظ على التنوع البيولوجي و على الموارد الطبيعية.

كل هذه المحطات تبلور من خلالها مفهوم التنمية المستدامة حتى أصبح مبدأ من المبادئ الرئيسية التي يقوم عليها قانون البيئة.  

فيديو الوعي البيئي والتنمية المستدامة 

2. أبعاد التنمية المستدامة

تعريف التنمية المستدامة

         إن الخوض في المواضيع المتعلقة بالبيئة خاصة في الجوانب القانونية التي تحميها من كل أنواع الانتهاكات ، لابد أن يجعل مقترب التنمية المستدامة مرتبط ارتباطا وثيقا بالبيئة ، حيث أن الاعتداءات المتكررة عليها يؤكد ضرورة تدخل مقترب التنمية المستدامة لتمكين الإنسان من حقوقه خاصة البيئية.

وعلى هذا الأساس يمكن تفكيك مفهوم التنمية المستدامة بالتطرق الى:

ـ مفهوم التنمية الذي يعني تلبية احتياجات الأجيال الحاضرة أي الموجودة وتمكينها الفعلي من الانتفاع بالتنمية الاقتصادية.

ـ الاستدامة والتي تعني عدم المساس بحقوق الأجيال القادمة تطبيقا لمبدأ الإنصاف بين الأجيال اي الترابط بين الأجيال.

التنمية المستدامة عرفها تقرير برونتلاند عام 1987 بأنها " التنمية التي تستجيب لمتطلبات الحاضر دون المساس بقدرات الأجيال المستقبلية في الاستجابة لحاجاتهم الخاصة".

التطور التاريخي لمقترب التنمية المستدامة

      قد سبق ظهور مفهوم التنمية المستدامة انعقاد العديد من المؤتمرات والملتقيات الدولية وإصدار تقارير دولية مهدت لظهور مفهوم التنمية المستدامة ومن أهم هذه المحطات نجد :

  • 1950: حيث نشر الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة l'Union internationale pour la conservation de la nature، أول تقرير حول حالة البيئة العالمية، وهدف هذا التقرير إلى دراسة حالة ووضعية البيئة في العالم، وقد أعتبر هذا التقرير رائدا خلال تلك الفترة في مجال المقاربات المتعلقة بالمصالحة والموازنة بين الاقتصاد والبيئة في ذلك الوقت.
  • 1972:انعقاد مؤتمر ستوكهولم ،و قد تم التطرق الى البيئة و المشكلات التي باتت تهددها خاصة استنزاف الثروات الطبيعية.       
  • 1980: الاتحاد الدولي للحفاظ على البيئة  (IUCN)أصدر تقريرا تحت عنوان الإستراتيجية الدولية للبقاء  أين ظهر فيه لأول مرة مفهوم التنمية المستدامة.                                   
  • 1987: إصدار اللجنة العالمية للبيئة و التنمية تقريرا بعنوان "مستقبلنا المشترك"         "Our Common Future " تحت رئاسة رئيسة الوزراء النرويجية  HARLEM BRUNDTLAN أين تم ط رح مقترب التنمية المستدامة كنموذج بديل يراعي شروط تحقيق التنمية الاقتصادية بمراعاة الجانب البيئي، و أنه لا يمكن مواصلة التنمية ما لم تكن قابلة للاستمرار من دون أضرار بيئية. و في هذا الاجتماع ظهرت فكرة التنمية المستدامة كمقترب يهتم بالتوازن البيئي.
  • 1992:انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة و التنمية أو ما يسمى بقمة الأرض في ريو دي جانيرو بالبرازيل ومن أهم النتائج المنبثقة عن القمة : جدول أعمال القرن (أجندة) 21.
  • 2002:انعقاد مؤتمر القمة العالمية للتنمية المستدامة(ريو+10) في جوهانسبورغ جنوب إفريقيا الذي سلط الضوء على ضرورة تغيير أنماط الإنتاج والاستهلاك. و ضرورة الحفاظ على التنوع البيولوجي و على الموارد الطبيعية.

كل هذه المحطات تبلور من خلالها مفهوم التنمية المستدامة حتى أصبح مبدأ من المبادئ الرئيسية التي يقوم عليها قانون البيئة.  

3. الاهتمام بالتنمية المستدامة من خلال المؤتمرات الدولية

الاهتمام بالتنمية المستدامة من خلال المؤتمرات الدولية.

      ان التطورات المتلاحقة بشأن التنمية المستدامة دفعت المجتمع الدولي إلى تبني هذا المقترب من خلال مجموعة كبيرة من المؤتمرات الدولية بدأ بمؤتمر ستوكهولم سنة 1972 وإنتهاءا بمؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بالولايات المتحدة الأمريكية لسنة 2015.

     ـ مؤتمر ستوكهولم لسنة 1972 تطرق إلى التنمية المستدامة من خلال أحقية البشر في ظروف ملائمة للحياة في ضل بيئة ذات نوعية تتيح حياة من الكرامة والرفاه ، كما تقتضي ضرورة توخي الحذر في التعامل مع الموارد الطبيعية بمراعاة مصلحة الأجيال الحاضرة والمستقبلية في حقهم في هذه الموارد.

    ـ مؤتمر نيروبي في كينيا سنة 1982 وتبنيه لنفس توجهات مؤتمر ستوكهولم في مجال التنمية المستدامة ، وعلى هذا الأساس ضرورة مساعدة الدول النامية ماديا وتقنيا و وعمليا ومعالجة التصحر والجفاف والمحافظة على الثروات الطبيعية وعدم استنزافها.

   ـ مؤتمر ريو بالبرازيل سنة 1992 وتطرقه للتنمية المستدامة من خلال موقع الإنسان في مركز التنمية المستدامة ، وأحقيته في حياة سليمة متناغمة مع الطبيعة ، كما له الحق في تنمية عادلة تلبي حاجيات الأجيال الحاضرة والمستقبلية.

   ـ المؤتمر العالمي حول حقوق الإنسان بفينا بالنمسا سنة 1993 وخلال هذا المؤتمر ادخل البنك العالمي قضايا البيئة كأحد شروط مساعدة الدول النامية.

   ـ مؤتمر القاهرة حول التنمية والتلوث سنة 1994

   ـ قمة التنمية الاجتماعية في كوبنهاجن بالدنمارك سنة 1995.

   ـ المؤتمر العالمي للمرأة في بيكين بالصين سنة 1995.

   ـ القمة الثانية للغذاء في روما بايطاليا سنة 1996.

   ـ قمة اسطنبول بتركيا سنة 1996 "قمة المدن" التي اعتمدت معايير التسيير البيئي للجماعات المحلية والمؤسسات، وخلال هذه القمة صادقت مجموعة الدول السبع الكبار على مبادرة تخفيض مديونية الدول الفقيرة بقيمة 2000 مليار دولار.

   ـ قمة كيوتو حول التغيرات المناخية في ديسمبر 1997.

   ـ قمة سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1999 للدول الكبرى حول حقوق الإنسان وحماية البيئة.

   ـ قمة نيويورك حول الألفية للتنمية سنة 2000.

   ـ انعقاد المؤتمر العالمي للمياه بلاهاي في هولندا سنة 2000.    

   ـ مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة بجوهانسبرغ بجنوب إفريقيا سنة 2002 والهدف منه هو مراجعة وتقييم ما جاء في مؤتمر ريو أي بمرور عشر سنوات على انعقاده ، من أجل تعزيز الالتزام العالمي بالتنمية المستدامة.

   ـ مؤتمر كوبنهاغن في الدنمارك حول التغيرات المناخية لسنة 2009 من أجل التصدي للتغيرات المناخية ، وما يحسب للمؤتمر أنه انشأ آلية المساعدات المالية من أجل حماية البيئة بتخصيص 30 مليار دولار لدعم الدول الفقيرة.

  ـ مؤتمر ريو +20 بالبرازيل لسنة 2012 والهدف منه هو تقييم التقدم المحرز في مجال التنمية المستدامة ، وقد شكل الاقتصاد الأخضر كطريق للتنمية المستدامة المحور الرئيسي لمداولاته ، وتمخض عن هذا المؤتمر وثيقة ختامية بعنوان " المستقبل الذي نريده".

   ـ مؤتمر الدوحة بقطر لسنة 2012 ومن خلاله تم تعديل بروتوكول كيوتو الملزم المتعلق بخفض غازات الاحتباس الحراري وإضافة 08 سنوات جديدة أي حتى سنة 2020.

  ـ قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2015 تحت شعار تحويل عالمنا من أجل الناس والكوكب.وفيه تم وضع 17 هدف جديد للتنمية المستدامة ، في أجل 15 سنة أي حتى 2030.

4. العلاقة بين البيئة والتنمية

العلاقة بين البيئة والتنمية.

        إن الاهتمام المتزايد بالبيئة هو نتيجة لما أنتجته الثورة الصناعية من آثار سلبية وانتهاكات متكررة وخاصة تزايد ظاهرة الاحتباس الحراري والظواهر الأخرى مثل الأمطار الحمضية و نفوق الحيوانات ، و تقلص المساحات الغابية ، ومن الناحية الاقتصادية فإن استنزاف الموارد الطبيعية مقارنة مع التزايد السكاني المستمر ،هو تعدي صريح على حق الأجيال القادمة من نصيبهم في التنمية  وعليه ان لم يتم التحكم في النمو الديمغرافي السريع سيِؤثر بالسلب على الثروات الطبيعية خاصة الغير متجددة .

     ان التنمية بالمفهوم الواقعي هي سياسة سيطر فيها القوي على الضعيف ويستنزف فيها الثروات الطبيعية تحت شعار تحقيق الرفاه ، وزيادة النمو الاقتصادي ، ويجوع فيها نسبة كبيرة من الشعوب من أجل رفاه الأقلية ، الأمر الذي يأدى على عدم الإنصاف والصراع المستمر بين التنمية والبيئة ، بمعنى آخر كلما زادت معدلات التنمية تزداد معها المشاكل البيئية.

    ومنه العلاقة بين البيئة والتنمية ، أو أسبقية من البيئة أو التنمية . فبالنسبة لدول العالم الثالث تقتضي أسبقية التنمية على البيئة عن طريق ضرورة الاهتمام بمشاكل الفقر والجهل والأمراض والأوبئة على حماية البيئة ، بمعنى كيف للدول الفقيرة أن تهتم بجودة الحياة اذا كانت العناصر الأساسية للحياة ذاتها غير متوفرة.