2. الأسس الفكرية للنظرية المثالية

تستمد  المثالية أساس رؤيتها من الأديان السماوية والفلسفات الإنسانية التي تهتم بوضع الضوابط والمعايير الأخلاقية العامة للسلوك الإنساني والأسس المرجعية للفكر المثالي في العلاقات الدولية تعود إلى أكثر من منبع، فهي ورثت التفاؤل الفكري الذي أتى به عصر التتوير في القرن الثامن عشر من جهة ليبرالية القرن التاسع عشر من جهة ثانية والمثالية الويلسونية في القرن العشرين.

         لذلك فالمثالية تعتمد بالأساس على جملة من المبادئ والقيم والمثل التي يعتنقها دعاتها، وقد حاولوا أن يقيموا وفق تصوراتهم نظاما دوليا مثاليا يتلاءم مع تلك القيم والمثل ومن أبرز تلك المبادئ: "الإنسانية" ( Humanism) و "الأممية"( Nationalism).

         فالمثالية تعتقد أن بإمكان الإدارة الإنسانية أن تقضي على الحرب بواسطة التأثير في بيئة الإنسان وذلك من خلال المؤسسات والهياكل، وتنطلق المثالية في ذلك من الاعتقاد بان الطبيعة الإنسانية تقوم على الإحسان والمساواة بين الناس والدول بوصفهم لاعبين في السياسة الدولية، فهي ترى بأن الدول هي امتداد للإنسان وتسعى من أجل تحقيق الإنسان المثالي، لذلك تركز في المقام الأول على مخاطبة عقل الإنسان وقلبه

في الوقت نفسه، واستثارة الجوانب الخيرة في الطبيعة البشرية بهدف الارتقاء بالسلوك الإنساني، والعمل على أن يأتي هذا السلوك متماشيا مع القواعد الأخلاقية التي تحث على التعاون بدلا من الصراع، وعلى السلام بدلا من الحرب وعلى العدالة بدلا من الظلم، وعلى الحب والإخاء والكرم بدلا من الكراهية والحقد واللا إنسانية.

          وهذه النظرة التفاؤلية لدى المثاليين دفعت بهم إلى اقتراح حلول قانونية لتسوية القضايا السياسية مطالبين بالخصوص:

          - بإقامة حكومة عالمية.

          - نظام الأمن الجماعي.

          - نزع التسلح واعتبار السلام قضية لا تتجزأ، وإدانة الحرب، وتحقيق السلام بواسطة القانون الدولي.

   لذلك يسمى المثاليون كذلك بأنصار النزعة القانونية.