2. أولا : - أوضاع المشرق العربي السياسية والاقتصادية والاجتماعية قبيل الفتح العثماني

-     أصاب الوطن العربي التدهور والركود منذ سقوط بغداد عاصمة الخلافة العثمانية على يد المغول سنة 1258 وذلك سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، فقد  حاق الدمار بالمشرق واشتدت الغزوات الاسبانية والبرتغالية في المغرب والأندلس :

-        أ -  سياسيا :

-   ساد الوطن العربي التفكك السياسي وانقسم إلى عدد من الدول الضعيفة واصبح نهبا لأطماع المغول في المشرق والاسبان والبرتغال في المغرب ، وبذلك فقد وحدته السياسية واضطربت احواله وبرزت بعض الدويلات فتية منها.

 العراق :

حكمت أسرة هولاكو بغداد منذ 1258 حوالي 80 سنة .

ثم حكمت الأسرة المغولية "الجلائريون " حوالي قرن .

 تعرض العراق لحملة مغولية جديدة قادها تيمور لانك ، سنة 1401  ، ثم تنازع الحكم التركمان والمغول وتمكنت الأسرتان التركيتان "القره قونيلو ذو  الخراف السود) و"الاق قوبنلو" ذو الخراف البيض من الحكم حوالي 160  سنة، واشهر حكامها أوزن حسن الذي حكم العراق الطرق وايران لكنه ضعف وقامت الدولة الصفوية مكان في القرن 15م، وقد تطلع الصفويون  للسيطرة على العراق لاحتوائها على العتبات الشعية المقدسة كربلاء ، والنجف ، وذلك بقيادة إسماعيل الصفوي سنة 1508 م .

مصر والشام والجزيرة العربية

                                                         

-    أسس الأيوبيون دولة في مصر والشام والجزيرة العربية ، ولكنها انتهت باستلاء المماليك على السلطة ، بعد مقتل توران  شاه، هؤلاء هم مماليك والده الملك الصالح نجم الدين سنة 1250م، ولقد كان لهم الفضل في حد هجمات المغول والصلبيين وانتصرو في معركة عين جالوت سنة 1260م  وطردوا الصلبيين نهائيا سنة 1291 م، ويعود لهم الفضل  في اعادة الخلافة العباسية وترسيخ المذهب السني في مصر والشام والجزيرة العربية ، وقد خدموا الإسلام وبناء المدارس والمساجد ونشروه في النوبة ، ولكنهم لم يشركوا  أهل البلاد في الحكم فيسيطرو على المراكز العسكرية والادارية وذلك باستخدام جيوش أصلها من العبيد التي كانوا يشترونهم من اوروبا وجنوب روسيا .وكان يصل الى السلطة أقدمهم أو أكثرهم مماليك ، أو بالتآمر .

 وفي وقت لاحق تطلع البرتغاليون الى السيطرة على الخليج العربي والبحر الاحمر.

 فسيطروا على جزيرة سو قطرة  بحر العرب، واحتلوا مسقط قصفا بالمدفعية ، وايضا حصارا هرمز واتجهوا الى خورفكان و وصلوا الى  الكويت ثم البصرة، و أقاموا مراكزا لهم ثم هاجمو شواطئ البحر الاحمر، و وصلوا مدينة جدة و هزموا المماليك سنة 1509م في معركة ديو.

ب- اقتصاديا و اجتماعيا:

انعكست الاوضاع السياسية على الاقتصاد، فقد تدهورت الزراعة، و قل الانتاج لاعتماد الزراعة على الأمطار المتذبذبة، كما ان الارض كانت تحت سيطرة الحكام لإعالة الجنود، فكان الانتاج لاقتصادي شبه اقطاعي في شكله.

و قد كانت الصناعة بدونه تعتمد على الأسواق المحلية، و اشتهرت المنتوجات الحريرية و الكتانية و القطن و الصوف، و استخراج الزيت و العطور، و صناعة النحاس و كذلك صناعة الورق و السكر، و قد كانت هذه الصناعات عائلية يشرف عليها شيخ الحرفة.وبدأت التجارة تزدهر ، ولعب فيها الممالك دورا هاما بالواسطة بين الشرق والغرب فأصبح بإمكان المنتوجات الأوروبية دخول أسواق الشرق لا، وبنا المماليك الفنادق والمؤسسات التجارية لتوفير الراحة للتجار ونظرا لاجتياح اوروبا موارد الشرق الادنى مثل التوابل والحرير ، فقد استخدمت الطرق التجارية التالية ، التي اصبح همها لاحقا السيطرة عليها :

1-  الطريق البري من الصين الى بيزنطا عبر العراق والشام وتسمى طريق الحرير .

ويشرف العرب على هذه التجارة .

2- الطريق البحري : الذي يمر عبر المحيط الهندي ، فالخليج العربي ثم البصرة وبغداد ودمشق وحلب الى البحر المتوسط ثم أوروبا.

3- الطريق البحري : من المحيط الهندي فالبحر الأحمر فالبحر المتوسط فقناة السويس فالقاهرة فالإسكندرية .

نشير إلى أهم المميزات الاقتصادية لهذه الطريق والتي كانت العملة فيها هي الدينار العربي واستفاد العرب منها بفرض الضرائب والمكوس وشكلوا ثروات طائلة وقد حاول البرتغاليون والاسبان السيطرة على هذه الطرق ، ونجح البرتغاليون الوصول الى الهند فكانت كارثة على العرب، الذي فقد موردا اساسيا للاقتصاد.

 انعكست هذه الحالة على المجتمع والذي اغرق في الفقر؛ بينما أستأثر  المماليك بالثروات وانصرفوا إلى حياة اللهو وأهملوا العلوم والثقافة وأكثر من ذلك ظهور الفتنة الطائفية ؛وانتشرت حياة الزهد والتصوف وعم الجهل في جزيرة العرب ووصل الأمر للاعتداء على قوافل الحج .