2. الفرضية

إن الفرضية هي إجابة مؤقتة لسؤال البحث. ويمكن تعريف الفرضية بأنها تفسير مؤقت أو محتمل يوضح العوامل أو الأحداث أو الظروف التي يحاول الباحث أن يفهمها. - الفرضية هي تفسير مؤقت لا يزال بعيداً وبمعزل عن الحقيقة وامتحان الواقع ، ثم إذا ما درس وامتحن الواقع أصبح بعد ذلك إما فرضا خطأ وزائغا ويجب رفضه وتعديله ، أو صحيحا يصلح أن يكون قانونا يفسر مجرى الظواهر . وتتميز الفرضية بالخصائص التالية : -التصريح- التنبؤ- وسيلة التحقيق الامبريقي 1- التصريح: الفرضية هي عبارة عن تصريح يوضح في جملة أو أكثر علاقة بين حدين أو أكثر ، مثال ذلك :تكثر الجريمة في المجتمعات الفقيرة هذه الفرضية تقيم العلاقة بين حدين: الجريمة – المجتمعات الفقيرة . 2-التنبؤ: الفرضية هي عبارة عن تنبؤ لما سنكشفه في الواقع ، ففي المثال السابق سنتوقع أننا نجد الجريمة نسبتها مرتفعة في المجتمعات الفقيرة ، مقارنة بالمجتمعات الغنية . إذن الفرضية هي جواب مفترض للسؤال الذي نطرحه وهو " أين تكثر الجريمة ؟ ". 3-وسيلة للتحقق الامبريقي: الفرضية هي وسيلة للتحقق الامبريقي ، إن التحقق الامبريقي هو خاصية من خصائص البحث العلمي تحتوي على مقارنة الافتراضات بالواقع من خلال ملاحظة هذا الأخير . إذن التحقق الامبريقي هو عملية يتم خلالها معرفة مدى مطابقة التوقعات والافتراضات للواقع أي الظواهر. إن التحقق الميداني يتضمن إذن ملاحظة الواقع ، والفرضية توجه هذه الملاحظة ، إن الفرضية التي تقول أن الجريمة تكثر في المجتمعات الفقيرة ، ستبين إذن صحة هذه العلاقة من خلال ملاحظتها للواقع . وعموما ، يمكن القول أن الفرضية هي تصريح يتنبأ بوجود علاقة بين حدين أو أكثر أو بين عنصرين أو أكثر من عناصر الواقع . لكن في حالة إذا لم نستطع التنبؤ ، فعندئذ ستعوض الفرضية بهدف البحث ، وهدف البحث هو غاية للإجابة عن سؤال البحث ، يستلزم القيام بتحقق أمبريقي ، ويحدث ذلك في البحوث الكيفية ، حيث يصعب قياس الظواهر ، وفي هذه الحالة نقوم بالإحاطة بسؤال البحث دون صياغة الفرضيات ، فمثلا إذا استخدمنا المنهج التاريخي بصفة خاصة ، فإن الباحث لا يستطيع أن يضع الفرضية إلا في نهاية بحثه ، ففي بداية البحث تكون لديه فكرة موجهة خاضعة لتحولات متتالية بالنسبة لهذا النوع من البحوث أو البحوث الوصفية عامة ، فإننا نقدم الإجابة عن السؤال في صيغة " هدف البحث " بدلا من تقديمه في صيغة فرضية . (جزء): أشكال الفرضية: يمكن صياغة الفرضية بأشكال مختلفة، يمكننا أن نميز بين ثلاث أشكال أساسية هي : - الفرضية أحادية المتغير - الفرضية ثنائية المتغيرات - الفرضية متعددة المتغيرات (جزء1):أ/ الفرضية أحادية المتغير: وفي هذه الحالة تركز الفرضية على ظاهرة واحدة بهدف التنبؤ بتطورها ومداها ، مثال : " الفقر يزداد في العالم منذ عشر سنوات " هذه الفرضية أحادية المتغير (جزء2):ب /الفرضية ثنائية المتغيرات: تعتمد الفرضية في هذه الحالة على عنصرين أساسيين يربط بينهما التبؤ، وغالبا ما يستخدم هذا النوع في البحوث العلمية . في هذا النوع من الفرضيات، تتكون الفرضية من متغيرين، بمعنى أن إحدى الظاهرتين تتغير بتغير الظاهرة الأخرى مثال: " ترتفع نسبة المواليد في المناطق الريفية أكثر منها في المناطق الحضرية " هذه الفرضية تربط بين نوع المنطقة ونسبة المواليد. (جزء3):ج/ الفرضية متعددة المتغيرات: نقصد بهذه الفرضية أن هناك علاقة بين ظواهر متعددةمثال: " إن الفقر والتفكك الأسري والمنحدرات يؤدي إلى حدوث حالات التسرب المدرسي عند التلاميذ " من خلال هذه الفرضية ، نلاحظ أن الفقر والتفكك الأسري والمخدرات هي حدود ثلاثة يمكن اعتبارها سببا في التسرب المدرسي . وأخيرا يمكن القول أن هناك مصادر عديدة للفرضية يمكن حصرها في خبرة الباحث الذاتية والنظريات العلمية السابقة، والمكونات الثقافية للمجتمع. ويشترط في الفرضية العلمية أن تكون معتمدة على الملاحظة ومطابقة للحقائق العلمية المسلم بها ، وأن تكون مختصرة ودالة عن وجود العلائقية أو الشرطية أو انعدامها.