خطوات البحث العلمي

الموقع: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
المقرر: منهجية البحث العلمي
كتاب: خطوات البحث العلمي
طبع بواسطة: Visiteur anonyme
التاريخ: Monday، 13 May 2024، 6:52 PM

الوصف

تتضمن هذه المحاضرة أهم الخطوات التي يمر بها البحث العلمي.

1. الملاحظة

تعتبر الملاحظة هي اللبنة الأساسية للبحث العلمي النظري أو التطبيقي على حد سواء ، وبذلك لا يمكن إجراء بحث علمي دون وجود عنصر الملاحظة . وهناك عدة تعريف تتعلق بالملاحظة منها بأنها " إدراك الظواهر، والوقائع، والعلاقات عن طريق الحواس، سواء وحدها أو باستخدام المساعدة، وذلك فيما يتعلق بالغير " وهناك من يعرفها بأنها: " تلك الوسيلة التي نحاول بها التحقق من السلوك الظاهري للأشخاص، وذلك بمشاهدتهم بينما هم يعبرون عن أنفسهم في مختلف الظروف والمواقف التي اختيرت لتمثل ظروف الحياة العادية أو لتمثيل مجموعة خاصة من العوامل " وبذلك يمكن القول أن الملاحظة هي نوعان: ملاحظة حسية ، وملاحظة إدراكية . فالملاحظة الحسية هي تلك الملاحظة المستمدة من حواس الإنسان الخمس ، وهي متوافرة لدى كل الناس ، ويطلق عليهم بالملاحظة العادية . أما الملاحظة الإدراكية فهي تلك التي يكون مصدرها العقل ويتم فيها الاعتماد عن استخدام منهج معين ، وتكمن مهمة الملاحظة الإدراكية في الكشف عن طبيعة الظاهرة وأجزائها ويطلق عادة على هذا النوع من الملاحظة بالملاحظة العلمية ( التعريف الثاني ) وبذلك فالملاحظة العلمية هي تلك التي تكون من اختصاص الباحثين والأكاديميين دون غيرهم.

2. الفرضية

إن الفرضية هي إجابة مؤقتة لسؤال البحث. ويمكن تعريف الفرضية بأنها تفسير مؤقت أو محتمل يوضح العوامل أو الأحداث أو الظروف التي يحاول الباحث أن يفهمها. - الفرضية هي تفسير مؤقت لا يزال بعيداً وبمعزل عن الحقيقة وامتحان الواقع ، ثم إذا ما درس وامتحن الواقع أصبح بعد ذلك إما فرضا خطأ وزائغا ويجب رفضه وتعديله ، أو صحيحا يصلح أن يكون قانونا يفسر مجرى الظواهر . وتتميز الفرضية بالخصائص التالية : -التصريح- التنبؤ- وسيلة التحقيق الامبريقي 1- التصريح: الفرضية هي عبارة عن تصريح يوضح في جملة أو أكثر علاقة بين حدين أو أكثر ، مثال ذلك :تكثر الجريمة في المجتمعات الفقيرة هذه الفرضية تقيم العلاقة بين حدين: الجريمة – المجتمعات الفقيرة . 2-التنبؤ: الفرضية هي عبارة عن تنبؤ لما سنكشفه في الواقع ، ففي المثال السابق سنتوقع أننا نجد الجريمة نسبتها مرتفعة في المجتمعات الفقيرة ، مقارنة بالمجتمعات الغنية . إذن الفرضية هي جواب مفترض للسؤال الذي نطرحه وهو " أين تكثر الجريمة ؟ ". 3-وسيلة للتحقق الامبريقي: الفرضية هي وسيلة للتحقق الامبريقي ، إن التحقق الامبريقي هو خاصية من خصائص البحث العلمي تحتوي على مقارنة الافتراضات بالواقع من خلال ملاحظة هذا الأخير . إذن التحقق الامبريقي هو عملية يتم خلالها معرفة مدى مطابقة التوقعات والافتراضات للواقع أي الظواهر. إن التحقق الميداني يتضمن إذن ملاحظة الواقع ، والفرضية توجه هذه الملاحظة ، إن الفرضية التي تقول أن الجريمة تكثر في المجتمعات الفقيرة ، ستبين إذن صحة هذه العلاقة من خلال ملاحظتها للواقع . وعموما ، يمكن القول أن الفرضية هي تصريح يتنبأ بوجود علاقة بين حدين أو أكثر أو بين عنصرين أو أكثر من عناصر الواقع . لكن في حالة إذا لم نستطع التنبؤ ، فعندئذ ستعوض الفرضية بهدف البحث ، وهدف البحث هو غاية للإجابة عن سؤال البحث ، يستلزم القيام بتحقق أمبريقي ، ويحدث ذلك في البحوث الكيفية ، حيث يصعب قياس الظواهر ، وفي هذه الحالة نقوم بالإحاطة بسؤال البحث دون صياغة الفرضيات ، فمثلا إذا استخدمنا المنهج التاريخي بصفة خاصة ، فإن الباحث لا يستطيع أن يضع الفرضية إلا في نهاية بحثه ، ففي بداية البحث تكون لديه فكرة موجهة خاضعة لتحولات متتالية بالنسبة لهذا النوع من البحوث أو البحوث الوصفية عامة ، فإننا نقدم الإجابة عن السؤال في صيغة " هدف البحث " بدلا من تقديمه في صيغة فرضية . (جزء): أشكال الفرضية: يمكن صياغة الفرضية بأشكال مختلفة، يمكننا أن نميز بين ثلاث أشكال أساسية هي : - الفرضية أحادية المتغير - الفرضية ثنائية المتغيرات - الفرضية متعددة المتغيرات (جزء1):أ/ الفرضية أحادية المتغير: وفي هذه الحالة تركز الفرضية على ظاهرة واحدة بهدف التنبؤ بتطورها ومداها ، مثال : " الفقر يزداد في العالم منذ عشر سنوات " هذه الفرضية أحادية المتغير (جزء2):ب /الفرضية ثنائية المتغيرات: تعتمد الفرضية في هذه الحالة على عنصرين أساسيين يربط بينهما التبؤ، وغالبا ما يستخدم هذا النوع في البحوث العلمية . في هذا النوع من الفرضيات، تتكون الفرضية من متغيرين، بمعنى أن إحدى الظاهرتين تتغير بتغير الظاهرة الأخرى مثال: " ترتفع نسبة المواليد في المناطق الريفية أكثر منها في المناطق الحضرية " هذه الفرضية تربط بين نوع المنطقة ونسبة المواليد. (جزء3):ج/ الفرضية متعددة المتغيرات: نقصد بهذه الفرضية أن هناك علاقة بين ظواهر متعددةمثال: " إن الفقر والتفكك الأسري والمنحدرات يؤدي إلى حدوث حالات التسرب المدرسي عند التلاميذ " من خلال هذه الفرضية ، نلاحظ أن الفقر والتفكك الأسري والمخدرات هي حدود ثلاثة يمكن اعتبارها سببا في التسرب المدرسي . وأخيرا يمكن القول أن هناك مصادر عديدة للفرضية يمكن حصرها في خبرة الباحث الذاتية والنظريات العلمية السابقة، والمكونات الثقافية للمجتمع. ويشترط في الفرضية العلمية أن تكون معتمدة على الملاحظة ومطابقة للحقائق العلمية المسلم بها ، وأن تكون مختصرة ودالة عن وجود العلائقية أو الشرطية أو انعدامها.

3. التجربة (المقارنة

ترتبط التجربة بميدان العلوم الطبيعية والتقنية ، وفي هذه الحالة يكون الباحث في استقلال تام عن الظاهرة المدروسة غير أنه في ميدان العلوم الاجتماعية ومنها العلوم القانونية من المتعذر إجراء التجارب على الظواهر القانونية خصوصا وعلى الظواهر الاجتماعية عموما ، نظرا لتعقد الظاهرة الإنسانية موضوع الدراسة ، وهنا تحل المقارنة محل التجربة ، حيث يعتبرها " إميل دور كايم " تجريب غير مباشر لأن الظاهرة الاجتماعية متغيرة في الزمان والمكان ، وهذا التغير يتطلب من الباحث استخدام أسلوب المقارنة ، عكس الظاهرة الطبيعية التي تتصف بالثبات.

4. النتيجة(القانون)

   إن النتيجة المتوصل إليها في ميدان العلوم الطبيعية والتقنية هي قانون، وذلك لأن الباحث في هذا الميدان يتعامل مع أشياء مادية، وإرادته مستقلة تماما عنها. فمثلا اكتشاف " نيوتن " لقانون الجاذبية ، فهذا القانون صالح في كل زمان ومكان ، بينما في ميدان العلوم الإنسانية فإن الأمر مختلف ، حيث أن الباحث هنا هو الإنسان وهو جزء من الظاهرة محل الدراسة ، مما يؤدي بالباحث إلى تكييف نتائج الدراسة وفقا لميولاته ووفقا لما يراه مناسبا ، وهنا فإن النتيجة المتوصل إليها هي مجرد نتيجة نسبية ، قد تطبق في مجتمع دون آخر وفي زمن دون آخر ، ويرجع ذلك بطبيعة الحال إلى التغيير المستمر للظاهرة الإنسانية في تعاقباتها زمانيا ومكانيا