2. في الحضارة الإسلامية

2.1. تطور علم الإخصاب عند المسلمين

فأول عمل قد اعتبر مشكلة بيوايتقية هي عملية الإخصاب في سلالة الأحصنة والنعاج" النعاج المورسكية -التي توافدت برحيل المسلمين الأندلوسيين في حروب الاضطهاد الإسباني- بالكباش الجزائرية مما ولد صنف مايعرف بأولاد جلال أفضل أصناف الكباش في العالم " والبقر والهدف منها تحسين الجنس وتطوير النوعية في حين أن الطرح المسيحي كان يرفض التفريق بين الشهوة والإنجاب ويجب أن يكونا مثلا متلازمين في الطرح الكاثوليكي أما ابن سينا فقد لاقى صعوبات كثيرة في عملية التشريح وكذلك التجريب على الحيوانات الراقية.وقد أوصى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالتباعد في الزواج إذ قال "تباعدوا تصحوا"وهي أنجع الطرق للحد من التشوهات والأمراض الوراثية بالإضافة إلى اعتماد مرضعة أجنبية قوية لإرضاع الأطفال .

والملفت للنظر عند المسلمين أنهم استوجبوا على الطبيب فحص غير المسلمين اعتقادا منهم أن الطب إنساني كما هي الأمراض متداولة بين كل البشر ويقول أبو الحسن علي بن رضوان في كتابه "عيون الأنباء في طبقات " كانت صناعة الطب عن أبي اصيبعة كنزا وذخيرة ويكنزها الآباء ويدخرونها للأبناء وكانت في بيت واحد منسوب إلى استقل ... وأقدم الأطباء اليونانيين أبقراط هو الولد السادس عشر، فلما حصلت له معرفة صناعة الطب بالتجربة وبقية عنده أمور منها... وشرع في تعليمها لأولاده وأقاربه وعهد إليهم أن لا يعلموا هذه الصناعة لأحد إلا لأولادهم، ولمن هو من نسل اسق ليبوس لا غير، ومن حكم أبقراط يقول:" خذ بعين الاعتبار جديا موارد مريضك القليلة أو الكثيرة وامنح خدمتك بغير مقابل أحيانا ذاكر إحسانا سابقا أو رضا تناله في الحال"، كما أن المسلمين قد ربطوا بين المرض المعنوي والحسي ورأوا أن المعنوي يكون دواؤه سماوي والأرضي دواؤه مادي طبيعي، واعتبروا القلب بمفهومه الواسع هو الجامع بين الطبين وأن مرضه المعنوي قد يؤدي إلى مرض حسي وهذا ما يمكن إثباته في الطب المعاصر وقد اعتبرت روح التفاؤل والرضا بالأقدار والسعي دون كلل أو ملل أفضل الأدوية.