3. الفكر الاقتصادي الأوربي المعاصر

3.4. المدرسة الماركسية

ولدت هذه المدرسة انطلاقا من افكار كارل ماركس 1818-1883 الذي اشتهر بكتاب "رأس المال "

و قد كان يعبر عن صيحة المحرومين  في القرن التاسع عشر ، و ان كان آدم سميث هو مهندس الرأسمالية فان كارل ماركس هو المشخص لعيوبها و نهايتها المحتملة .

فقد أدان بجرأة استغلال النظام الرأسمالي الذي يمنع تدخل الدولة لضبط السوق و موازنتها فهو يرى انه نظام غير انساني يستغل البشر فالبضائع تتراكم و العمل ذاته لا تعتبره الراسمالية سلعة ، فتدفع للعامل فقط قيمة المنتج و لا تدفع له مقابل عمله ، و بذلك فالرأسمالية تراكم الأموال من خلال استغلالها جهد العامل . كما ستحل الالة محل العامل عندما تتراكم الموال و يجد العامل نفسه في صراع غير متكافئ مع الالة .[1]

و قد تجلت افكاره في نظرية فائض القيمة التي جاء بها و مفادها أن الرأسمالي بامتلاكه أدوات الانتاج لا

يستطيع أن ینتج السلع المطلوبة ، وهنا یشترى قوة العامل فى یوم طویل یدفع له المقابل أجرا غیر عادلاً ؟

فلم یتضمن هذا المقابل كل ما أنفقه العامل ویدخل ضمن نفقات العمل ، وكان المقابل فقط نتیجة المشاركة فى العملية الانتاجیه ، وهنا ظهر لغز القیمة . حیث يتجه الراسمالي  إلى استئجار مجهود العامل محرك الارباح الحقیقى، والتى یستحوذ علیها بالكامل ویعطى الكاد الضئیل ، والفرق سماه ماركس قانون فائض القیمة ، اى الفرق بین الجهد المبذول فى تحقیق الارباح ، وبین ما یحصل علیه من اجر مقابل مجهوده الكبیر ،وهذا الفائض لم یحقق. ( العدالة للعامل وحقق ارباح طائلة للرأسمالي .[2]



[1]جاسم سلطان ، مرجع سابق ، ص 53

[2] أحمد عبد السميع علام ، مرجع سابق ، ص 6