3. الفكر الاقتصادي الأوربي المعاصر

3.2. المدرسة الطبيعية

   نشأ الفكر الطبيعي أو كما يسمى ايضا الفكر الفيزوقراطي بفرنسا حيث كانت الزراعة لها مكانتها على الرغم من العمل بالفكر التجاري و كرد فعل عن السياسات التي فرضها هذا الفكر من احتكار و ضرائب ظالمة و غيرها من تدخلات الدولة لصالح التجار .

و لقد تأسس هذا المذهب على يد فرانسوا كيسناي (1694/1774 ) طبيب لويس الخامس عشر انذاك و كان لهذا المذهب مفكرين اخرين مثل آن روبير جاك تورجو ( 1728-1781) بيير صمويل ديبون دي نيمور ( 1739 -1817 ) .

و تدور أفكار  هذا المذهب حول ما يلي  :

- الإصلاح اﻟﻤﺠتمع القديم   الذي كان الجميع ملتزمين به عن طريق  تمييز أصحاب الأراضي  وأن يردوا عن هذا اﻟﻤﺠتمع طموحات وتطفلات الرأسمالية التجارية  والقوى الصناعية الصاعدة التي كانت توصف بأنها صعبة المراس وغير ناضجة وفظة.

- وكان الالتزام الأول والمحوري للفيزيوقراطي هو تجاه مفهوم القانون الطبيعي لأنه في رأيهم هو القانون الذي كان من الناحية الجوهرية  يحكم السلوك الاقتصادي والاجتماعي. أما قانون الملوك و المشرع فيكن قبولها الا بقدر ما يتسق مع القانون الطبيعي  أو بقدر ما يكون إضافة محدودة إليه. ويتمشى وجود ا لملكية وحمايتها مع القانون الطبيعي ، ومن ثم تتمشى مع حرية الشراء والبيع  أي حرية التجارة  والخطوات الضرورية لضمان الدفاع عن هذا اﻟﻤﺠال.فالحكمة تقضي بترك الأمور تسير فيها وفقا للبواعث والقيود الطبيعية دون تدخل.

كما أن القاعدة التي توجه  التشريع والحكم بوجه عام ينبغي أن تكون "دعه يعمل  دعه يمر".

- مفهوم الناتج الصافي الذي يعني  أن الثروة كلها تنشأ في الزراعة  ولا ينشأ شيء منها في أي صناعة أو تجارة أو حرفة أخرى.

و قد وضع فرنسوا ما يسمى  " الجدول الاقتصادي " قام فيه بتوضيح كيف تتدفق المنتجات من الفلاح إلى مؤجري الأرض أو ا لملاك ومنهم إلى التجار وأصحاب ا لمصانع وغيرهم من الطبقات العقيمة ،  وكيف تتدفق النقود _ عبر مسالك متعددة _ عائدة إلى الفلاح. [1]

 



[1] ص 61، 67 بالتصرف