2. المبحث الأول تعريف علم الكلام.

عرف الإيجي علم الكلام بقوله : " علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشبه[1]

  والمراد بالعقائد : ما يقصد به نفس الاعتقاد دون العمل، وبالدينية المنسوبة إلى دين محمد[2] .

  وقال ابن خلدون في كتابه المقدمة : " هو علم يتضمن الحجج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية، والرد على المبتدعة والمنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف وأهل السنة "[3] .

  كما عرف التفتزاني علم الكلام بقوله: " علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية المنسوبة إلى دين محمد وإن لم تكن مطابقة للواقع لعدم إخراج الخصم من المعتزلة والجهمية والقدرية والجبرية والكرامية وغيرهم عن أن يكون من علماء الكلام وإن خطأناه أو كفرناه " .

  وذكر أيضاً تعريفاً آخر بأنه " العلم بالعقائد الدينية عن الأدلة اليقينية " أي العلم بالقواعد الشرعية الاعتقادية المكتسبة من أدلتها اليقينية، سواء توقفت على الشرع كالسمعيات أم لا، وسواء كانت من الدين في الواقع ككلام أهل الحق أو لا ككلام المخالف " .

  يستنتج من التعريفات السابقة ما يلي :

1-  إن علم الكلام يعتمد على منهـج البحث والنظر والاستدلال العقلي كوسيلة لإثبات العقائد وتقريرها مع أنها تثبت بالوحي .

2- وظيفـة علـم الكـلام هـو الاحتجـاج العقلـي على صحة العقائد ودفع شبـه ودعاوى الخصوم .

3-  إن علم الكلام يتناول جميع أصول الدين وأركانه المعروفة الستة .



[1] المواقف : للايجي، ص7 .

[2] المصدر السابق ، ص7  .

[3] مقدمة ابن خلدون. عبد الرحمن بن محمد بن خلدون، ص45، مؤسسة الأعلى للمطبوعات، بيروت