4. الهجرة

مفهوم الهجرة :

      الهجرة لغة هي الخروج من أرض إلى أرض، وهي اصطلاحا انتقال الأفراد أو الجماعات البشرية من موطنهم الأصلي بصفة دائمة أو مؤقتة إلى مناطق أخرى أكثر ملائمة لمطامحهم الملحة، وأكثر استقرارا واستجابة لما لقوه في بيئاتهم القديمة، كما تعرف بأنها مغادرة الشخص إقليم دولته او الدولة المقيم فيها إلى إقليم دولة أخرى بنية الإقامة في هذه الدولة الأخيرة بصفة دائمة.

     والهجرة كما يوضحها القانون الدولي العام هي انتقال الأفراد من دولة إلى أخرى بقصد الإقامة الدائمة فيها، فهي تضمن الهجرة من دولة أصلية واتخاذ الموطن الجديد مقرا وسكنا مستديما في نطاق أحكام القانون الداخلي والقانون الدولي معا، فهي تخضع للقانون الداخلي من ناحية ومن ناحية أخرى من وسائل بكل من الدولتين المهاجر منها والمهاجر إليها وغير ذلك.

      وهناك من يعرفها على أنها عملية الانتقال التي يقوم بها جزء من سكان البلد إن على مستوى داخلي (أي تحرك داخلي أو هجرة داخلية) أو على مستوى خارجي (أي تحرك خارجي أو هجرة خارجية):

ا- الهجرة الداخلية: يقصد بـ Internal Migration انتقال الأفراد والجماعات بصورة دائمة أو مؤقتة داخل حدود الوطن أو الدولة من مجتمع محلي إلى مجتمع محلي آخر طلبا لأسباب الرزق والعيش السعيد، ويعزى ذلك الانتقال لفقر البيئات المحلية المهاجر منها أو اكتظاظها بالسكان وما يتبع ذلك من انخفاض في الأجور أو تفشي البطالة، حيث تعتبر هذه الهجرة من العوامل الهامة في زيادة سكان مجتمع ما أو نقصه بالإضافة إلى الزيادة أو النقص الطبيعي الناجم عن الولادات والوفيات.

      وهي أيضا انتقال السكان من المناطق الريفية الزراعية إلى المدن حيث توجد فيها المصانع، وهذا يتم في داخل البلد الواحد ودوافع ذلك تكون مادية (كضيق العيش والبحث عن فرص العمل) أو بسبب الكثافة السكانية (التي تجبر الدولة أو الأفراد أنفسهم بإعادة الانتشار) أو لدوافع مناخية (كتفضيل الأماكن ذات الطقس المعتدل) أو لدوافع حضارية (كوجود مرافق وخدمات متطورة في الأقاليم المهاجر إليها).

أ‌-         الهجرة الخارجية: وهي انتقال السكان من بلد إلى آخر وأسباب ذلك تعود إلى دوافع اقتصادية، سياسية أو علمية وينجر عن هذا النوع من الهجرة أثار على البلد المرسل والبلد المستقبل للمهاجرين ومن ذلك:

  • نقص في عدد السكان للبلد المرسل وزيادته في البلد المستقبل؛
  • تركيبة السكان من حيث العمر والجنس والمهنة في كل من البلد المرسل والبلد المستقبل.

  إضافة إلى هذا التقسيم للهجرة المرتبط بالمكان (هجرة داخلية أو هجرة خارجية) فانه توجد تقسيمات أخرى عديدة حسب عوامل أخرى، إذ هناك:

  •  الهجرة الدائمة والهجرة المؤقتة (حسب الزمان)
  •  الهجرة الفردية والهجرة الجماعية (حسب العدد)
  • الهجرة الايرادية والإجبارية (حسب حجم الضغط والإكراه)

طرق قیاس الھجرة :

أولاً: الطرق المباشرة :

1-   طریقة محل المیلاد: أكثر استخداماً و شیوعاً لتوفر بیاناتھا  لكن تواجھھا مشاكل أن الأشخاص ینتقلون إلى عدة أماكن.

2-    طریقة تغییر محل الإقامة: تفرض قوانین الأحوال المدینة ضرورة تسجیل النفوس وابلاغ الجھات في حالة تغییر المكان، ویحدث أن یؤجل المھاجر وقت التسجیل.

3-   احصاءات العبور: عن طریق إدارة الھجرة وتسجیل القادمین والمھاجرین من و إلى البلاد.

    ثانیاً: الطرق الغیر مباشرة :    

1-     باستخدام معادلة الھجرة الصافیة. 

2-     طریقة مقارنة معدلات النمو السكاني : تعتمد على مقارنة معدل النمو للدولة بمعدل النمو لمنطقة مع تحدید عدد المھاجرین بین التعدادین. و ندرة ھجرة الدولة من و إلى البلد.          

3-     معدلات البقاء: عن طریق مقارنة الفئات العمریة في ضوء بیانات تعدادین.          

4-     معادلات الھجرة :

  • معدل الھجرة الوافدة = (عدد المھاجرین إلى الدولة / عدد سكان الدولة)*1000

مثال : قدر عدد المهاجرين في بلد ما 250600 مهاجرا وكان عدد السكان 850650 نسمة

حسابمعدل الهجرة 

معدل الھجرة الوافدة = (250600/ 850650)*1000

معدل الھجرة الوافدة = ‰ 295 شخص بلغ معدل الھجرة الوافدة في ھذه الدولة 295 شخص لكل 1000 مواطن.

  • معدل الھجرة المغادرة = (عدد المھاجرین المغادرین / عدد سكان الدولة) *1000
  • معدل صافي الھجرة = (عدد المھاجرین – عدد المغادرین / عدد السكان) *1000

 

مثال : لدينا البيانات التالية :

المھاجرین=  70500 ، المغادرین=  80600 ، عدد السكان =  نسمة  180900

 

معدل صافي الهجرة =( (70500- 80600)/  180900)*1000

بلغ معدل الھجرة في ھذا المجتمع – 55 ‰ بمعنى أن مقابل كل 1000 من السكان یغادر منھم 55 شخص وھذا بلد طارد.

نتائج الھجرة :

- تغییر حجم السكان في مكاني الوصول والھجرة.

- التأثر في التركیب العمري والنوعي في البلد المھاجر منھ و إلیھ.

- التأثیر السلبي والإیجابي على العمالة والبطالة في البلد المھاجر منھ و إلیھ.

- ھجرة الأیدي الفنیة العاملة في الدول الصناعیة.

- استنزاف الأیدي العاملة في منطقة الأصل.

- تخفیضحدة التباین في مستوى الدخل بین المناطق الجغرافیة.

- أثر الھجرة على النمو الحضري (ظھور المدن الملیونیة بصورة مفاجئة).

- ظھور بعض الآثار السلبیة في البلد المھاجر إلیھ كالإنحراف السلوكي والجریمة.

- نشر الأفكار والمخترعات وتبادل الخبرات بین الأشخاصالمھاجرین.