1. المبحث الأول: مفهومي الفلسفة والعقيدة.

مفهوم الفلسفة:

الدلالة اللغوية للفلسفة:

قال ابن منظور: الفلسفة الحكمة، أعجمي، وهو الفيلسوف([1]). والفيلسوف: يونانية، أي محب الحكمة، أصله (فيلا) وهو المحب و(سوفا)، وهو الحكمة([2]).

وجاء في المعجم الوسيط أن الفلسفة هي ((دراسة المبادئ الأولى، وتفسير المعرفة تفسيراً عقلياً)).

الدلالة الاصطلاحية للفلسفة:

هي مجموعة من الأفكار المترابطة في صورة مذاهب فكرية تتسق في بحثها عن الحقيقة الكونية، وظواهر الطبيعة البشرية.

وتعرف بأنها الوصول عن طريق العقل إلى فهم المجهول، والإجابة عن الأسئلة التي يعجز العلم عن بحثها والفصل فيها.

وحيث إن الفلسفة تتخذ من العقل مرتكزاً لها ومحوراً تدور في حدوده، فإنها لا تبدأ الفلسفة بمسلمات مهما كان مصدرها، فإذا كان الدين يرتكز على الإيمان، فالفلسفة لا تجعل الإيمان سنداً لما يوصف بأنه حق. بالإضافة إلى أن الفلسفة تعني الحكمة أو محب الحكمة، الأمر الذي يتطلب إيضاح المعنى الاصطلاحي واللغوي للحكمة، ومن ثم التعرف على الفارق بين مدلول الحكمة عند المسلمين وعند غيرهم .

الدلالة اللغوية للعقيدة.

في اللغة هي المصدر من الفعل اعتقد يعتقد اعتقاداً، أُخذت من العَقد، وهو الشّد والرّبط بقوّة، ولذلك يُطلق مُصطلح العَقد على البيع، والشّراء، واليمين، والنّكاح ونحوها؛ لارتباط هذه الأطراف شرعاً وعُرفاً، أمّا العقيدة في الاصطلاح فيُقصد بها ما ينعَقِدُ عليه قلبُ الفرد، ويَجزم به، ويتَّخذ منه دينًا ومَذهبًا له؛ بحيث لا يشوبه الشكُّ فيه، أي إنّها ما ينعقد عليه الضّمير، أو يُمكن القول بأنّها الإيمان الجازمُ المُترتّب عليه قَصدُ وعملُ وقولُ المرء.

الدلالة الاصطلاحية لمفهوم العقيدة الإسلامية.

هي العقيدةُ التي دلّت عليها الأصول الإسلاميّة من القرآن الكريم وسنة النّبي عليه الصّلاة والسّلام، والإجماع، ويُقصد بها بأنّها الإيمان الجازم بالله عز وجل، وملائكته، وكتبه، ورسله، والإيمان باليوم الآخِر، والقضاء والقدر خيره وشرِّه، والإيمان بكلِّ ما جاء في القُرآن الكريم، وما ورد عن النبيِّ من سُننٍ صحيحةٍ، وكل ما أجمع عليه السّلف الصالح، والتسليم لله بذلك كلِّه، والعملُ لله بمقتضاه، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والاتِّباع له.



([1]) ابن منظور، لسان العرب، جاء مادة الحكم، ص (4/98) .

([2]) الطاهر أحمد الزواوي، ترتيب القاموس المحيط على طريقة المصباح المنير وأساس البلاغة،   (1/98) .