1. مفهوم التاريخ والحضارة والثقافة

ا- مفهوم التاريخ:

التاريخ هو احد العلوم الانسانية  التي تعرفنا على ما انتجه الانسان في مجالات الادب والفلسفة والفن والسياسة والعمران والاقتصاد والدين، وهو استحضار الماضي لدراسته وفهمه وفهم نواميسه.

وقد عرّف ابن خلدون التّاريخ بأنه يُظهر أخبار الأمم السّابقة والدول والقرون الأولى في ظاهره، وفي باطنه يُظهر المبادئ والوقائع وأسبابها، ويرى الدكتور عبد الله العروي أن التّاريخ هو استحضار المؤرخ للماضي لذلك فهو انتقائي في معرفته، وإذا تمّ النظر إلى مفهوم التّاريخ عند المؤرخين المسلمين فإنه يعني معرفة أحوال النّاس في بلادهم، وعاداتهم، ورسومهم، وأنسابهم، ووفياتهم، وأخذ العبرة من أحوالهم الماضية.

- العصور القديمة l’antiquité

   وتمتد من بداية التاريخ الذي ظهرت فيه أقدم الحضارات المعروفة حتى سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية سنة 476 م

-القرون الوسطى le moyen age

   وهي الحقبة الممتدة بين العصور القديمة والحديثة وقد حددت ما بين سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية سنة 476م وفتح القسطنطنية سنة 1453م.

- العصور الحديثة les temps modernes

   تمتد من سقوط القسطنطنية سنة 1453 م وحتى الثورة الفرنسية 1789م ( بالنسبة لأوروبا) أو حتى نهاية القرن الثامن عشر ( بالنسبة لآسيا وإفريقيا)

- - الحقبة الرابعة: période contemporaine

   وتمتد من الثورة الفرنسية سنة 1789م حتى يومنا الحاضر.

ب- مفهوم الحضارة:

- لغة: جاء في معاجم اللغة العربية أن الحضارة بالفتح تعني الإقامة في الحضر، وهي مشتقة من الفعل حضر، وحضر لغة ضد غاب، وكانت الحضارة لغة تعني الإقامة في الحضر (المدينة) خلافا للبادية.

اصطلاحا:

الحضارة هي حالةٌ متقدمةٌ للمجتمع الإنساني تجاوز فيها هذا المجتمع حالة الفوضى ووضع أسسًا تنظيميةً لحياة الناس، مما أنتج نمط حياة أكثر راحةً وفتح مجالات تفكيرٍ وعمل أكثر أمامهم كمجالات التعليم والفنون وغيرها.

 كما تُعرَّف الحضارة بأنّها مجموعة من المحاولات البشريّة للتفكير والاختراع والاكتشاف الخاص بالطبيعة؛ بهدف الوصول إلى حياةٍ أفضل، والحضارة هي جميع النشاطات الإنسانيّة المُرتبطة مع نواحٍ مُختلفة؛ سواء دنيويّة أو دينيّة أو روحيّة أو ماديّة أو عقليّة.
 والحضارة هي المعاكسة للبربرية،  وتعني حالة شعب بلغ من التطور ما يسمح له باعتماد أنظمة متطورة للحياة وللمجتمع، كما أنها تعكس طرق الحياة والإنجازات المادية والفكرية والروحية للمجتمع وهنا يمكننا القول أن لكل شعب حضارته الخاصة به، ولكل من هذه الحضارات صفات وإنجازات تختلف عن غيرها.

ولإكتمال تحقيق الحضارة الإنسانية يفرض توفر عوامل أربعة هي:

- الموارد الاقتصادية.

- النظم السياسية.

- الأخلاق والعادات والتقاليد.

-متابعة العلوم والفنون.

ج- تعريف الثقافة:

يرى مالك بن نبي ان الثقافة لاتضم في مفهومها الثقافة فحسب، انما تضم اسلوب الحياة في مجتع معين وتخص السلوك الاجتماعي ذاته، وعرفها "كيفلي" على انها نسق من الافكار والمعارف والتقنيات ونماذج السلوكات والمواقف التي تمز مجتمع معين، ذلك ان لكل مجتمع ثقافة والثقافة هي الخاصية الكبرى للمجتمع.

وعرفت الثقافة كذلك على أنها البيئة التي خلفها الإنسان بما فيها المنتجات المادية وغير المادية التي تنتقل من جيل الى آخر، فهي بذلك تتضمن الأنماط الظاهرية والباطنية للسلوك المكتسب عن طريق الرموز والذي يتكون في مجتمع معين من العلوم والفنون والمعتقدات والقيم والقوانين والعادات وغيرها.

وعرفها" سابير" قي ثلاث تعريفات تكمل بعضها البعض، وهي على النحو التالي:

- أي صفة يتصف بها الإنسان يكون مصدرها الإرث الاجتماعي.

- مجموعة من الأفكار والمعلومات والخبرات التي تنتشر في مجتمع ما بسبب التأييد الاجتماعي لها ويكون أساسها التراث.

- مجموعة من الأفكار التي تدور حول الحياة والاتجاهات العامة ومظاهر الحضارة التي يتميز بها شعب ما، وتكسبه مكانة خاصة في العالم.

والثقافة في مفهومها الشامل هي ذلك النسيج الكلي المعقد من الأفكار والمعتقدات والعادات والاتجاهات والقيم وأساليب التفكير والعمل، وانماط السلوك وطريقة معيشة الافراد والمجتمعات.