1. أهم مبادئ النظرية الليبرالية الجديدة في فهم العلاقات الدولية
- النظرية الليبرالية الجديدة : (Theory Neoliberalism)
نشير بداية إلى أن الليبراليين يرفضون تلك الصورة التي تقول بها الواقعية على أن السياسات الدولية تقوم على منطق القوة، فهذه الصورة للسياسات الدولية لا تأخذ في الاعتبار العواقب الهامة لعديد من التطورات المعاصرة تحت تأثير قوى عديدة نابعة من الاعتماد الدولي المتبادل.
ولقد استمرت أفكار المدرسة الواقعية، تمارس سيطرتها ونفوذها على حقل العلاقات الدولية، لكن مع نهاية السبعينيات من القرن العشرين، عرف المنظور الليبرالي تطورا كبيرا خاصة بعد إصدار كتاب روبرت كيوهان (Robert Keohane) وجوزيف ناي (Josephl Nye) بعنوان (International and world politics وتطور العلاقات الاقتصادية الدولية وتشابكها مما أدى إلى تراجع العلاقات الإستراتيجية والعلاقات ما بين الدولية لصالح علاقات عبر قومية
فالليبراليون يرون بأن سياسات العلاقات الاقتصادية الدولية واقتصاديات العلاقات السياسية الدولية أي الموضوعات التي تبرز في نطاق التعاون أو التصارع بين الفاعلين الدوليين، في سعيهم نحو تحقيق أهداف الرخاء والثروةـ تمثل محورا أساسيا في محتوى السياسات الدولية.
كما أن الليبراليين ينظرون إلى علاقات الدولة – المجتمع على أنها لها تأثيرات أساسية على سلوك الدولة في السياسات العالمية، أي أن الأفكار الاجتماعية والمصالح والمؤسسات تؤثر على السلوك من خلال تشكيل أفضليات الدولة. وهذه تعتبر غاية مهمة في ظل الحسابات الإستراتيجية للحكومات، وهي العلاقات- تتشكل بواسطة المؤسسات الداخلية أو بواسطة الاعتماد الاقتصادي المتبادل، أو من خلال الأفكار المتعلقة بتوفير الحاجات العامة القومية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.وبالتالي فإن الليبرالية (الشبكة العنكبوتية) في تفسيرها للعلاقات العامة عوضت لعبة البلياردو للواقعية (Boules des billards) والتي مفادها أن العلاقات الداخلية والخارجية غير مرتبطة.
وعليه وانطلاقا من هذه الرؤى نجد أن من أهم مبادئ المنظور الليبرالي والتي تساعد على فهم العلاقات الدولية تتمثل في:
- يمكن تقليص حدة النزاعات بين الدول عن طريق إتباع منطق جديد وهو منطق التعاون والتقارب بين الدول ومحاولة إيجاد قيم مشتركة فيما بينهم.
- التعاون بين الدول يكون بإنشاء مؤسسات ومنظمات تعمل على تحقيق التعاون والأمن وتقليص حدة التهديدات.
- نشر القيم الديمقراطية وتقليص الوازع العسكري لأن الديمقراطيات في اعتقادهم نادرا ما تدخل فيما بينها وغالبا ما تكون الصراعات بينها وبين دول غير ديمقراطية.
- نشر التجارة والقيم الليبرالية الخاصة بفتح الحدود والتبادل الحر وتطوير شبكة رأس المال فوق القومي، حيث أن هذا التداخل يحقق الأمن نتيجة تخوف كل طرف على مصالحه الاقتصادية التي تؤدي إلى تحقيق الرفاهية للدول والشعوب وكل الفاعلين في النظام الدولي وبالتالي الوصول إلى العولمة.
ونشير هنا إلى أن تقاليد الليبرالية تعتمد على الفلسفة السياسية التي يعود تاريخها إلى جون ستيوارت ميل (John Stuart Mill)، مازيني جوزيبي (Giuseppe Mazzini)، و ودرو ويلسون(Woodrow Wilson) وجون ماينار كينزو(John Maynard Keynes) ، كذلك إلى تصورات إيمانويل كانط (Immanuel Kant) في القرن (18م) .