1. إنتاج اللغة وتفكيكها

   

اللغة وظيفة مكتسبة لها أساس حركي، وآخر حسي، وإن عملية التوافق بين المظهرين لها شأن كبير في نمو اللغة لدى الطفل، وكلما كان هذا التوافق طبعيا، كان الكلام بدوره طبيعيا كذلك، وتقوم عملية الكلام الطبيعي على دعامتين أساسيتين، هما:

-       الجهاز العصبي المركزي.

-       وتتعلق الثانية منهما بأجهزة النطق.

فالإنسان يمتلك مجموعة متعددة من العضلات الوجهية تسمح بحركة كبيرة للشفتين، والوجنات(الخدود)، والفكين، وعضلات قوية، ولسانا مرنا يمكنه التحرك بحرية داخل تجويف الفم...، وكل الملامح التشريحية تعطي البشر قدرة فريدة على إنتاج الأصوات الكلامية[1].

    وعليه، فعملية الكلام الطبيعي تمر بمرحلتين أساسيتين، هما:

1/ مرحلة التكوين: وتعتمد هذه المرحلة بالضرورة على ثلاثة أجهزة:

-       الجهاز الحسي: ويشمل مناطق الإبصار ومناطق السمع.

-       الجهاز الحركي: ويشمل منطق بروكا.

-       الجهاز الترابطي: ويشمل منطق تلفيف فوق الحافي، وهي المنطقة المسؤؤلة عن تخزين، واسترجاع:

   الأفكار الكلامية.

   الأفكار المعقدة المتعلقة بالنشاط الحركي الإرادي

    2/ مرحلة النطق:

ويحدد النطق من الناحية المنهجية، بأنه ترجمة حركية للرموز اللغوية الموجودة في مناطق محددة من الدماغ، حيث تؤدي الحركات المتتابعة لأعضاء النطق إلى سلسلة دائمة، ومتصلة من الموجات الصوتية تصل إلى أذن المستمع التي تقوم بتحليل تغيرات ضغط الهواء، ونقلها على شكل موجات عصبية إلى مراكز معينة من الدماغ، ثم تقوم بتحليلها حسب الرموز اللغوية، ومن ثم تقوم مناطق معينة في دماغ المستمع بتحضير الرسالة للجواب، وتحويلها إلى مناطق أخرى تهيئ أعضاء النطق، وتعطيها الأوامر على شكل موجات عصبية لتقوم بحركات متتابعة لتحدث تغيرات محددة في ضغط لهواء.

    ويشترك في عملية النطق بالإضافة إلى الجهاز العصبي المركزي والطرفي، الجهاز التنفسي، الذي يزوده بالهواء اللازم لتحريك الأوتار داخل الحنجرة، والتي بدورها تعطي الهواء ترددا، وشدة محددين، ينتقل بعدها الهواء المهتز إلى الأنبوب النطقي، معطية لكل صوت لغوي ميزاته الخاصة من حيث التردد، وضغط الهواء، ونوعية الصوت المسموع[2]

     



 [1]  سيد يوسف: سيكولوجية اللغة والمرض العقلي، عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، العدد145، يناير، 1990، ص164.

 محمد علي كامل محمد: الانتباه واللغة بين الاضطراب والتدخل السيكولوجي، دار الطلائع، مصر، 2006، ج2، ص150.[2]