3. الاختبارات الشفهية

تعتبر من أقدم الوسائل التقويمية حيث استعملها الصينيون واليونانيون وغيرهم من شعوب الحضارات القديمة. وفيها يقدم المدرس للتلميذ أسئلة شفوية ويطلب منه الاستجابة عنها. ويعتمد عليها المدرس بصورة دائمة خلال دروسه لأنها بالإضافة إلى أهميتها في توصيل المفاهيم الجديدة، تتضح قيمتها التقويمية حين يريد المدرس التأكد من مدى فهم تلاميذه لبعض الحقائق وفي تقويم الخلفية المعرفية عندهم، وأثناء التمهيد للدرس أو عند الرغبة في إثارة انتباه التلاميذ وتكون عادة في صورة قصيرة تتطلب إيجابيات قصيرة يطلب من التلاميذ الإجابة عليها دون كتابة. كما أنها تسمح بربط المعلومات وتسمح من التأكد الفوري لفهم التلاميذ للدرس.

ورغم بعض الانتقادات الموجهة إليها باعتبارها تكون فجائية وتلقائية وأنها غير متساوية السهولة والصعوبة ولا توزع بطريقة عادلة بين التلاميذ ولكن لا يمكن الإستغتناء عنها في تقويم الكثير من المجالات كتقويم القراءة الجهرية للتلاميذ أو عند القيام بعمل المجموعات داخل القسم أو عند مناقشة البحوث الفردية ،أو الجماعية وأداة هامة لمعالجة بعض المواقف الصعبة خاصة عند اتصاف المدرس بكفاءات عالية وطريقة للتعبير وإبداء الرأي ووسيلة هامة لبناء طريقة حوارية حرة وفعالة بين المدرس والتلاميذ .( جامل، 2001، ص202)

ولكن يعاب على هذا النوع من الاختبارات استغراقها لوقت طويل، ولا تخضع لقياس موضوعي دقيق باعتبارها تخضع للتقدير الذاتي للمدرس وتحتاج لفترة طويلة للقيام بها مع نقص في الوقت المحدد للمدرس للتفكير في صياغتها بطريقة واضحة ولقياس أهداف بدقة أو قد تكون محرجة لبعض التلاميذ حين تجعلهم في مواقف صعبة وخاصة عند عدم التمكن من الإجابة .( أبو الرؤوس،  1996، ص67)

ولهذا تتطلب هذه الاختبارات استخدام الأسئلة الواضحة ذات الألفاظ البسيطة والمألوفة الاستعمال وبطريقة تثير تفكيرهم لا من أجل الاسترجاع والتذكر فقط، وتجنيب الأسئلة التخمينية وتجنب الأسئلة التي توحي بالإجابات الصحيحة. كما يجب على المدرس مراعاة الفروق الفردية داخل القسم وطرحها بطريقة تشمل كل التلاميذ لغرض إشراكهم في بناء الدرس، ومنه في تحقيق الأهداف وتشجيع تلاميذه على إعطاء الإجابات الصحيحة حين وقوعهم في الخطأ والعمل معهم لتعديلها وإعادة صياغتها بطريقة سليمة.( جامل، 2001، ص207)