3. سمات الخطابة في العصر الإسلامي

الطَّابع الدِّيني: حيث اتجهت الخطب للدَّعوة إلى الإسلام والدِّفاع عنه، ثمَّ بيان أحكامه وعقيدته وترسيخ أركانه والتَّأكيد على وحدانيَّة الله تعالى وصدق رسالة الإسلام وما توجبه من تقوى الله والتزامٍ لحدود الشَّريعة الَّتي أنزلها على نبيِّه.

الدَّعوة إلى الأهداف الإنسانيَّة: وهو ما يتناسب وأحكام الدِّين الحنيف والشَّريعة الجديدة الَّتي أعادت تشكيل العقل العربيّ والحياة العربيَّة، فحرَّرتها من الشّرك والضَّلال وأخرجتها من الجهل والوثنيَّة ودعتها إلى الفضائل.

اتِّساع دائرة الخطابة: حيث اتَّجهت إلى نواحي الحياة جميعًا، وتناولت الآداب والشُّؤون والتَّعاليم جميعًا في ظلِّ نهضةٍ حضاريَّةٍ أحدثها الإسلام، فقصدت إلى أغراضٍ سامية وفكرٍ راقٍ، كما عبَّرت عن الصِّراع العقليّ والعاطفيّ حول المبادئ والمعتقدات.

اختلاف الهيكل العام للخطب: حيث أصبحت الخطبة تقسم إلى أجزاء، ففيها مقدِّمة تبدأ بحمد الله والثَّناء عليه ونحو ذلك، وفيها المضمون الَّذي يتناول فيه الخطيب غايته، وفيها الخاتمة الَّتي تنتهي بالصَّلاة على النَّبي أو الدُّعاء أو غير ذلك.

- الإكثار من الاقتباس: حيث أكثر الخطباء من الاستشهاد بالقرآن الكريم، وبما أثر من أحاديث عن النَّبي الكريم -صلَّى الله عليه وسلّم- ففيهما القول الفصل فيما هو حقٌّ وما هو باطلٌ، وفيهما بيانٌ لصواب الرَّأي وخطئه، بالإضافة إلى ما بهما من بلاغةٍ وبيان .

البعد عن التَّكلُّف: فقد تخلَّصت الخطب في العصر الإسلاميّ من الصَّنعة والتَّكلُّف، وابتعد الخطباء عن السَّجع فصار نادرًا وقليلاً لا يرد إلَّا عفو الخاطر، فقد نهى النَّبي محمَّد عنه لاقترانه في ذلك الوقت بسجع الكهان.

الإيجاز: فنرى الخطب الَّتي وصلت إلينا من العصر الإسلاميّ قصيرة في معظمها، وربَّما يعود هذا القصر إلى عدم حفظ نصوص الخطب كاملةً، حيث كان العرب يعتمدون على السَّماع في حفظهم، ولم يكن الخطباء يدوِّنون تلك الخطب.