3. نشأة علم النفس والمدارس النفسية

   يرى الكثير من المفكرين والعلماء أن جذور علم النفس تأتي من موضوعين هما الفلسفة والفسيولوجيا، إذ لاحظ الانسان وجود الظواهر النفسية منذ أقدم العصور، كما أدهشت ظاهرة التعلم والمعرفة عقول الفلاسفة الاغريق في القرنين الثالث والرابع قبل الميلاد، وحاول أفلاطون تفسيرها على أن المعرفة هي عملية تذكر للمعلومات الموجودة أصلا في العقل، ويذهب أرسطو إلى القول بأن المعرفة تأتي عن طريق الحواس، ولقد قدمت الكثير من المحاولات الفلسفية لتفسير السلوك الانساني، غير أن هذه المحاولات لا تعتبر جزءا من علم النفس، وذلك لأنها فلسفية وليست علمية، بمعنى أنها لم تستند إلى تطبيق المنهج العلمي في تطويرها.

وفي القرن التاسع عشر كان معنى علم النفس العلم الذي يدرس الروح أو الذي يدرس العقل وذلك للتمييز بين هذا الاصطلاح وعلم دراسة الجسد، ومنذ بداية القرن الثامن عشر، زاد استعمال هذا الاصطلاح سيكولوجية وأصبح منتشرا.