2. أولوية القوة البحرية : نظرية ماهان "Alfred Thayer Mahan "
يقول 'إداورد ميدايرل': أحدث 'ألفراد ثايير مهان Alfred Thayer Mahan " 1840-1914" ثورة عارمة في السياسة البحرية الامريكية، وأقام أساسا نظريا مكن بريطانيا من الإحتفاظ بمكانتها كدولة بحرية متميزة على غيرها. كما كان هذا التطور البحري الألماني الذي تم بواسطة الأمبراطور غيوم الثاني Wilhelm II والأدميرال تيربتز Tirpitzz.
خلافا لــ 'راتسيل' و'ماكيندر' و'وتشلين' لم يكن 'ألفريد مهان' عالما بل عسكريا أبدى إهتماما بفن الحرب وكتب عددا كبيرا من الدراسات في الهندسة العسكرية. يقول 'ميدايرل' في شأنه: "لقد ترعرع ماهان الصغير ليس فقط في الجو العسكري للأكادمية العسكرية بـ'ويست بوينت' بل وفي جو تتوافر له الثقافة العسكرية في منزله". لم يستخدم 'ألفريد ماهان' مصطلح الجيوبولتيكا، إلا أن منهج تحليله والنتائج الأساسية التي توصل إليها تتطابق مع الرؤية الجيبولتيكية الصرفة. درس تاريخ الأسطول الحربي سنة 1885،وأصدر أول كتاب له سنة 1890 " تأثير القوى البحرية في التاريخ"، The Influence of Sea power upon History"1660-1783" يقول 'دوغين" أنه وفور نشر هذا الكتاب أمسى نصا كلاسكيا في الإستراتجية العسكرية"
القوة البحرية أساس قوة الدولة
هو يرى أن القوة البحرية أساس قوة الدولة و أن أي دولة تريد السيطرة على العالم يجب أن تتحكم في قوة بحرية كبيرة، ويجب أن تكون لها السيطرة على البحار، و برأيه أن الدول البحرية هي التي ستسود العالم في النهاية. في هذا الصدد، كتب 'بول كيندي' يقول: لقد أشار عدد من أوائل كتاب القرن التاسع عشر مثل (توكفيل) في حديثهم عن المستقبل ( البعيد) إلى "أن إرادة السماء قد إختارت روسيا والولايات المتحدة الامريكية ليتحكما بمصائر نصف العالم". ثم تابع يقول "لقد كانت دولة بحرية مثل (بريطانيا العظمى) وليس هذان العملاقان القاريان، هي التي حققت أعظم تقدم حاسم في الفترة 1660- 1815، وازاحت في آخر المطاف فرنسا عن موقعها كأعظم قوة على الإطلاق. وهنا مرة أخرى لعبت الجغرافيا دورا حيويا وإن لم يكن وحيدا.
وهو حينما يكتب عن القوة البحرية فإنه يعني القوة العسكرية التي يمكن نقلها بالبحر إلى المكان المطلوب، دون أن يعني مجرد الأسطول البحري، ومن ثم فإن التحكم في البحار يعني لديه التحكم في القواعد البرية التي تتميز بالمواقع الاستراتيجية المتحكمة في النقل البحري والقواعد البحرية التي تحميها أشكال السواحل من جهة وعمق خلفيتها الأرضية من جهة ثانية.
وتصبح كتابات ماهان عن السيطرة البحرية مهمة وذات طابع جغرافي حينما يتناول العالم كله في نظرة استراتيجية، وقد أعرب عن ذلك الاتجاه الجغرافي الجيوبوليتيكي لأول (مشكلات آسيا) المنشور ، ١٩٠٠(1)الذي يركز فيه على مشكلات أورو آسيا، وقد شعر أن قارات العالم الشمالية هي مفتاح السيطرة العالمية، وأن قناتي السويس وبنما هما الحدود الجنوبية لعالم الشمال المتميز بتكاثف الحركة التجارية والسياسية العالمية.