1. مفهوم التعلم الحركي
أن التعلّم مبدأ أساسي في حياة الإنسان وفي تطوير شخصيته الاجتماعية ، ونحن نفهم تحت هذا المصطلح اكتساب الجديد ، أو استمرار التطور للتصرف ولمستوى الأشكال بواسطة التفاعل الإيجابي للفرد مع محيطه .
ويُعد التعلّم الحركي جزءً أساسياً ومهماً من أجزاء التعلّم ، وقد وضع الكثير من الباحثين سواء في مجال علم النفس ، أو في مجال علم الحركة العديد من التعاريف التي توضح مفهوم التعلّم الحركي ، وسيورد الباحث جملة من هذه التعاريف التي توضح مفهوم التعلّم الحركي .
فيعرّف ( Schmidt ) التعلّم الحركي على أنه : " مجموعة عمليات مترابطة بالممارسة أو الخبرة وتؤدي إلى تغيير دائمي نسبياً في التصرفات الحركية " ، ويعرّف أيضاً على أنه " عملية تغيير في السلوك والأداء يحدث نتيجة الممارسة " ، ويعرّف " بتعلم الحركات أو المهارات الرياضية مقرونة بالمقدرة والاستيعاب للفرد معتمداً على التجارب السابقة " ، ويعرّف أيضاً بأنه : " تغيير ثابت نسبياً ودائم في السلوك الحركي وهو تكيف للظروف نتيجة الخبرة والممارسة في هدف أو واجب أو مهارة معينة " .
أما (Schanable ) فيعرّفه بأنه : " عبارة عن عملية الحصول على المعلومات الأولية عن الحركة والتجارب الأولية للأداء وتحسينها ثم تثبيتها " .
والتعلم الحركي من وجهة نظر التدريب الرياضي : " فهو النمو بالقدوة على الأداء الحركي من خلال التمرينات أو الخبرات التي تؤدي إلى تغيرات ثابتة نسبياً في قابلية الفرد على الأداء المهاري " .
أما من وجهة نظر علم النفس فيعرّف على أنه : " العملية التي من خلالها يستطيع المتعلم تكوين قابليات حركية جديدة أو تبديل قابلياته الحركية عن طريق الممارسة والتجربة " .
مما تقدم يمكننا أن نعرّف التعلّم الحركي على أنه : ( عملية اكتساب الجديد من الحركات ، أو تغيير أداء الحركات المتعلمة سابقاً نحو الأحسن عن طريق الممارسة والأداء المدعم بالتصحيح ) .
وهناك من ميّز بين التعلّم والتعليم : " فقد حدد مفهوم التعليم كونه ينطوي على اختيار وتنظيم وتقويم السلوك ثم قياس النتائج ، والتعليم هنا يدور حول المتعلم وينصب عليه ، والذي يقوم به المعلم أو المدرب أو المربي من واجبات وإسداء التوجيهات لطلبته ، أما التعلّم فهو ذلك النشاط النفسي الذي يقوم به الطالب من انتقاء وتعزيز وتعميم وتمييز والذي يؤدي إلى تغيير سلوكه داخل الساحة ، وأن نشاط المدرس أو المعلّم أو المدرب هو نشاط ظاهري أما نشاط الطالب في هذه العملية هو نشاط داخلي غير مرئي ، إلاّ أنه يمكن ملاحظة نتائجه ، والتي تكون على شكل أداء حركي للمهارة المراد تعلّمها " .
ومن الباحثين من أكد على وجود فرق جوهري بين التعلّم والتعليم ، فالتعليم مجهود شخص لمعونة شخص آخر على التعلّم ، أما التعلّم فهو مجهود شخصي ونشاط ذاتي يصدر عن المتعلّم نفسه بمعونة المعلّم وإرشاده ، بعبارة أخرى ، فالتعليم هو توجيه عملية التعلّم وهو تحفيز المتعلّم واستثارة قواه العقلية ، ونشاطه الذاتي ، وتهيئة الظروف التي تمكنّه من التعلّم أيّاً كان نوعه " .