مملكة كانم بورنو في السودان الأوسط
تجدون في هذه المحاضرة التكوين السياسي والتطور الحضاري لمملكة كانم بورنو في السودان الاوسط.
7. ضعف المملكة وظهور محمد الامين الكانمي
بعدما توفي إدريس ألوما عام 1603م تاركا مملكة واسعة المساحة والأمن، خلفه عدد من المايات الذين حافظوا على انجازاته وحافظوا على ازدهار المملكة لبضع سنوات خاصة خلفائه من أبناءه الثلاث، لكن بدأ الضعف يدب في أوصل المملكة بعد ظهور أمراء ضعاف وبداية الإعتداءات الخارجية وانتشار المجاعات.
حيث عرفت المملكة هجمات من طرف الطوارق وهجمات أهل كوار، رغم ارسال حملات تأديبة لهؤلاء لكن دون جدوى، حيث تعرضت المملكة للحصار عدة مرات في العاصمة، ومجاعة كبيرة في عهد الماي علي ابن الحاج، بعدها دخلت البلاد في اضطراب وفوضى دامت سبعة أعوام.
أمام هذا الوضع ظهر الشيخ محمد الأمين الكانمي وهو من مواليد منطقة فزان في ليبيا، عمل على نشر الإسلام وثقافته في السودان الأوسط، فحارب البدع والخرافات الوثنية العالقة بالإسلام، حيث استقر في كانم وتزوج من ابنة أمير من أمراء كانم بورنو .
ولما تعرضت البلاد لغزو الفلاتة بزعامة محمد عثمان دان فوديو نظم جيشا صغيرا من الكانميين فتصدى لتوغل قوات دان فوديو نحو بحيرة التشاد التي سقطت العاصمة في ايدي الفلاتة، ففر الحاكم أحمد بن علي إلى الشمال، وتولى الحكم من بعده ابنه دوناما بن أحمد الذي ساعده محمد الكانمي في تنظيم الجيش، والعودة إلى العاصمة لتحريرها من يد الفلاتة، لكن الفلاتو تمكنوا مرة أخرى من الهجوم على العاصمة البرناوية وهرب الماي دوناما منها، وهنا استغل محمد الأمين كانمي الوضع وأصبح الحاكم الفعلي على مملكة بورنو عام 1809م، واتخذ من عاصمة كاكا عاصمة له، ليبدأ عهد جديد من تاريخ المملكة وهو عهد حكم شيوخ الدينيين، حيث أصبح الملوك يلقبون بالشيوخ إلى غاية ان سقطت مملكة كانم بورنو الإسلامية على يد الإستعمار الأوروبي، حيث تفتت الإمبراطورية وتقاسمتها الدول الاستعمارية ( بريطانيا وفرنسا وألمانيا) في عام 1894م.