3. الفكر الاقتصادي الأوربي المعاصر
3.5. المدرسة الكنزية
يعتبر ماينارد كينز 1883-1946 هو رجل الذي أخرج العالم الرأسمالي من أزمته الاقتصادية سنة 1930 التي جاءت انطلاقا من الهزات العنيفة النقدية للحرب العالمية الأولى ابرزها التضخم الذي اصاب بعض دول خاصة المانيا ، تمزق اوصال التجارة ، اختلال موازين مدفوعات الدول الكبرى اضافة خروج الاتحاد السوفياتي من النظام الرأس مالي ، مما أدى للانهيار اسواق الأوراق المالية فاغلقت المصانع و انتشرت البطالة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية .
و يعد كتاب " النظرية العامة في النقود و التوظيف و سعر الفائدة " الذي الفه كينز سنة 1936 الذي اشار فيه كينز على ضرورة تدخل الدولة الرأسمالية واتخاذ اجراءات تدخليه في اقتصادها القومي تهدف الى زيادة الاستثمارات و الحد نوعا ما من الادخارات ، و بهذا التدخل من جانب الحكومة لمعالجة أزمة الرأسمالية المعاصرة أعلن كينز عن ميلاد رأسمالية جديدة تؤمن بنوع من التدخل الحكومة .
و هكذا نجا النظام الرأسمالي و بدأت الأزمة تنحسر شيئا فشيئ.
و الفكرة المحورية التي جاءت بها نظرية كينز هي ربط الحجم الكلي لتوظيف بطلب الكلي على استثمار و الاستهلاك معا ، و معنى ذلك أن البطالة ترتبط بالنقص الذي يطرأ على هذا الطلب ، و طالما أن الطلب الكلي يتعادل و حجم التوظيف و الدخل القومي ، فان معنى ذلك أن الزيادة تطرأ على حجم التوظيف تؤدي لزيادة في الدخل القومي .
و حتى تصل الحكومات الى هدف التوظف الكامل في المجتمع لابد من مباشرتها لبعض الاشراف على اوجه النشاط الاقتصادي الاستثماري دون أن تتحول هذه الرقابة الى تأميم .[1]