6. المبحث الخامس
فائدة علم الكلام في نظر علماء الكلام :
يرى الإمام الإيجي – وهو من علماء الكلام - أن فائدة علم الكلام تتمثل في :
- إرشاد المسترشدين بإيضاح الحجة، وإلزام المعاندين بإقامة الحجة .
- الترقي من حضيض التقليد إلى ذروة اليقين .
- حفظ قواعد الدين عن أن تزلها شبه المبطلين .
- أنه أساس للعلوم الشرعية وعليه تبنى وإليه يؤول أخذها واقتباسها .
- صحة النية والاعتقاد، إذ بها يرجى قبول العمل، وغاية ذلك كله الفوز بسعادة الدارين.
وأما الإمام السفاريني فيحدد فائدة علم الكلام بقوله : " ومنفعته في الدنيا انتظام أمر المعاش بالمحافظة على العدل والمعاملة التي يحتاج إليها في إبقاء النوع الإنساني على وجـه لا يؤدي إلـى الفسـاد، وفـي الآخـرة النجـاة مـن العـذاب المرتب على الكفر وسوء الاعتقاد " .
وهذه الفائدة تتحقق في حال الرد على المبتدعة والمنحرفين والدفاع عن مذهب السلف وأهـل السنـة. أمـا فـي حـال الدعـوة إلـى باطـل أو الدفاع عن باطل فهو كلام مرفوض منهي عنه بل هو تنطع نهى عنه الرسول وتوعد صاحبـه بالهلاك عندما قال : " هلك المتنطعون " قالها ثلاثاً . ولذلك قال الإمام الغزالي : " فاعلم أن حاصل ما يشتمل عليه علم الكلام من الأدلة التي ينتفع بها، فالقرآن والأخبار مشتملة عليـه، وما خرج عنهما فهو إما محاولة مذمومة وهي من البدع ... وإما مشاغبة بالتعلق بمناقضات الفرق لها وتطويل بنقلٍ لمقالات التي أكثرها ترهات وهذيانات تزدريها الطباع وتمجها الأسماع"[1] .