3. ميدان علم الصرف
يختص الصرف بدراسة نوعين من الكلمة:الاسم المتمكن،أي:الاسم المعرب، أو الفعل المتصرف. أما الحروف وشبهها من الأسماء المبنية، والأفعال الجامدة نحو:عسى وليس فلا اختصاص، ولا تعلق لعلم الصرف بها، فلا تشتق ولا توزن؛ أي لا يبحث علم الصرف إلا في الأسماء المتمكّنة أي المعربة والأفعال المتصرّفة، فيدرس بنيتها وقواعد التغيير فيها، لذلك فإنّ الحروف والأصوات والكلمات المبنية كأسماء الشرط وأسماء الإشارة ولاأسماء الموصولة والضمائر واسماء الأفعال والاسماء الأعجمية والأفعال الجامدة، لا يهتم بها علم الصرف لأنّها ثوابت لغوية غير خاضعة لاشتقاق ولا تقبل التصريف ولا تتولّد عنها صيغ أخرى ذلت دلالات جديدة.
أمّا الحروف فلا يهتم بها علم الصرف لجهل أصولها وعدم اشتقاقها، يقول ابن جني: "والحروف لا يضحّ فيها التصريف ولا الاشتقاق لأنها مجهولة الأصول، وإنّا هي كالأصوات نحو: صه ومه ونحوهما. فالحروف لا تمثّل بالفعل أي لا توزن بأحرف الميزان الصرفي التي هي: الفاء والعين واللام لانّها لا يعرف لها اشتقاق".
وأمّا الأصوات والأسماء الأعجمية فقد ذكر ابن عصفور أنّ علم الصرف لا يدخل فيها لأانّ "الأصوات حكاية ما يصوّت به، وليس لها اصل معلوم، وأنّ الأسماء الأعجمية نقلت عن لغة قوم ليس حكمها كحكم هذه اللغة.
وامّا الأسماء المينة فلا يختص بها علم الصرف لأنّها في حكم الحروف، فكما أنّ هذه الحروف لا تشتق ولا تمثل من الفعل كذلك هذه الأسماء المبنية.
وأمّا الأفعال الجامدة فقد أخرجها علم الصرف من ميدانه كونها لا تقبل التحويل والتغيير إلى صور مختلفة، بل تلتزم حالة واحدة.