5. أنواع الالتزام من حيث حدود مسؤولية المدين
1. الالتزام ببذل عناية: ينتظر الدائن من وراء التنفيذ السليم الالتزام الذي يتحمله المدين مسألة محددة؛ فاذا اقتصر نطاق هذه المسألة على بذل العناية اللازمة في تنفيذ الالتزام، كان هذا الالتزام هو التزاما ببذل عناية. بمعنى أنه إذا كانت نتيجة تنفيذ الالتزام بالشكل السليم غير محققة أو على الأقل غير محددة بشكل دقيق، كان الالتزام التزاما ببذل عناية. لأن العبرة هنا في المجهود المبذول من طرف المدين، بغض النظر عن النتيجة التي قد تتحقق وقد لا تتحقق. فيقع على المدين في هذا النوع من الالتزامات بذل العناية التي يفرضها عليه القانون وهي عناية الرجل العادي، أو ما يطلق عليه كذلك بعناية الرجل المعتاد.
نص قانوني: تنص المادة 1/172 من التقنين المدني الجزائري على أنه: " في الالتزام بعمل، إذا كان المطلوب من المدين أن يحافظ على الشيء، أو أن يقوم بإدارته أو أن يتوخى الحيطة في تنفيذ التزامه فإن المدين يكون قد وفى بالالتزام إذا بذل في تنفيذه من العناية ما يبذله الشخص العادي، ولو لم يتحقق الغرض المقصود. هذا ما لم ينص القانون أو الاتفاق على خلاف ذلك."
2. الالتزام بتحقيق نتيجة: على خلاف الالتزام ببذل عناية، فإن الدائن في الالتزام بتحقيق نتيجة لا يكتفي بالعناية المبذولة في سبيل تنفيذ الالتزام، وإنما ينتظر من المدين تحقيق النتيجة المحددة في الالتزام. بمعنى أنه يكون في الالتزام بتحقيق النتيجة مضمون الأداء الذي يقوم به المدين هو بذاته الغاية المحققة والتي يسعى إليها الدائن.
مثال: تعتبر الالتزامات المترتبة عن عقد البيع التزامات بتحقيق نتيجة؛ فالبائع يلتزم بنقل الملكية، ويلتزم في المقابل المشتري بدفع الثمن، ولا يكون كل من البائع والمشتري منفذا لاتزامه إلا بتحقيق هتين الواقعتين( نقل الملكية ودفع الثمن).