4. أنواع الالتزام من حيث المحل.
محل الالتزام هو ما يتوجب على المدين أداؤه للدائن؛ وعلى هذا النحو تنقم الالتزامات إلى: التزام بالقيام بعمل. التزام بالامتناع عن عمل. التزام بإعطاء شيء.
ملاحظة: قسم جانب من الفقه الالتزامات من حيث محلها إلى التزامات إيجابية والتزامات سلبية؛ وتوضيحا للعلاقة بين هذا التقسيم والتقسيم إلى التزام بالقيام بعمل، التزام بالامتناع عن عمل، والتزام بإعطاء شيء، إليك المخطط التالي:
1. الالتزام بالقيام بعمل: يقصد بالالتزام بعمل l'obligation de faire التزام المدين تجاه الدائن ببذل مجهود عضلي أو ذهني أو عضلي وذهني في الوقت نفسه. وقد تكون لشخص المدين في هذا النوع من الالتزامات أهمية واعتبار خاص؛ وتبعا لذلك يتوجب على المدين أداء التزامه شخصيا ولا يجوز أن ينيب أي شخص آخر لينفذ الالتزام بدلا عنه وإلا اعتبر مخلا بالتنفيذ.
مثال: يعتبر شخص الطبيب والمحامي والحلّاق والرسّام... ذو اعتبار خاص في تنفيذ الالتزام؛ ذلك أن التعاقد مع أي منهم جاء نتيجة الكفاءة الشخصية لكل منهم.
2. الالتزام بالامتناع عن عمل: يقصد بالالتزام بالامتناع عن عمل، التزام المدين بعدم القيام بعمل كان مسموحا له قبل التعاقد. وعلى هذا، فإن القول بالامتناع عن عمل لا يقصد منه الامتناع عما يحظره القانون بمعنى الأفعال غير المشروعة، بل بالعكس يقصد منه الامتناع عن عمل يسمح القانون بالقيام به.
مثال: أحسن مثال عن الالتزام بالامتناع عن عمل هو التزام لاعب كرة القدم بالامتناع عن اللعب لصالح أي فريق آخر، بل وحتى الامتناع عن الظهور علنا بلباس رياضي يمثل علامة تجارية منافسة للعلامة التجارية لممولي الفريق الذي يكون قد تعاقد معه.
3. الالتزام بإعطاءشيء: يعتبر الالتزام بإعطاء شيء من الالتزامات الإيجابية التي تقتضي من المدين القيام بتصرف قانوني يتمثل في نقل الملكية؛ إذن نقصد بإعطاء شيء نقل ملكية شيء من ذمة المدين إلى ذمة الدائن.
تنبيه: من المهم التركيز على تحديد الفرق بين الالتزام بالقيام بعمل وبين الالتزام بإعطاء شيء فكل من هذين الالتزامين يعتبران التزامات إيجابية، لهذا فقد يحصل الخلط بينهما. إذن ، نركز على أن الالتزام بالقيام بعمل هو عبارة عن أداء مجهود عضلي أو مجهود ذهني أو مجهود عضلي/ذهني من طرف المدين لصالح الدائن. بينما الالتزام بإعطاء شيء فهو عبارة عن تصرف قانوني يتمثل في نقل الملكية.