2. البرنامج البحثي
ذهب العلماء في الصباح لمعاملهم ومكاتبهم في الجامعات على أمل أن يتمكنوا من تحقيق إنجاز علمي عظيم بقوة نسبية آينشتاين أو مسارات فاينمن التكاملية، يبدو لكل واحد منهم أن العلم هو تجربة خاصة به وبما يمكن له أن ينتج، تمر أيام وأسابيع وربما سنوات حتى يتحصل أحدهم على شيء جديد أو فكرة مختلفة، ينبهر بها كما يفرح الطفل بدمية جديدة ويبدأ في صياغة نظريته.
العجيب في الأمر هو أنه لا أحد منهم أو حتى من مجموعة فلاسفة العلم التي تسهر حتى صباح اليوم التالي لتتأمل مجموعات من الأبحاث والكتب العتيقة والحديثة، يعرف سبب حدوث اكتشافات كتلك أو نمط تطورها، أو الآليات الدائرة لتبريرها بحيث تصبح جزء من قاعدة بيانات العلم المهولة المبنية على مدى مئات الأعوام، هذا المقال يتحدث عن أحد تلك المحاولات الهامة، وصاحبة التأثير الأكثر شهرة خلال النصف الثاني من القرن الماضي.
قبل توماس كون تصور الفلاسفة1 والمؤرخون أن العلم يتطور بنمط خطي، بالضبط كما يظهر في ذلك الشكل البياني المرفق، خط شبه مستقيم يعبر عن نمو العلم عبر تراكم النظريات العلمية ببطئ شديد مع الزمن، يشبه الأمر أن تقوم بكتابة دفتر كامل يدعى "العلم" بمعدل يقترب من "صفحة" كل يوم.