3. موقف المملكة الماسيلية من النزاع القرطاجي الروماني
أشارت المصادر الكلاسيكية إلى وجود تحالف بين قرطاجة والمملكة الماسيلية في عهد الملك قايا مابين 213 و208 ق.م ، حيث توجه الامير ماسينيسا على رأس الجيوش الماسيلية إلى شبه جزيرة أيبيريا لمساندة البونيقين في حربهم ضد الرومان،وبقي ماسينيسا يحارب إلى جانب الصفوف البونيقية المرابطة بأيبيريا من 212 ق.م إلى غاية سنة206 ق.م
أدى ماسينيسا وفرسانه للجيوش البونيقية خدمات عديدة:
فقد ذكر تيتوس ليفيوس في سياق حديثه عن هزيمة شيبيون باسبانيا سنة211 ق.م ، عن الدور الذي قام به ماسينيسا و الفرسان النوميديون :" الذين شددوا الخناق على المعسكر الروماني و استمروا في مضايقة الرومان ليلا ونهارا وقام ماسينيسا بالركض أمام المعسكر وادخل الرعب والفزع في الصفوف الرومانية كلما داهمها، فلم يعد للرومان مكان أو زمن لم يدخله الخوف والرعب" .
غير ان مساندة ماسينيسا و المملكة الماسيلية لقرطاجة لم تستمر، و تظهر معالم سياسة ماسينيسا المناوئة للوجود القرطاجي في اعتداءاته العسكرية المتواصلة على الأقاليم القرطاجية ، التي استمرت على امتداد خمسين عاما، فقد استغل ماسينيسا ما جاء في بنود معاهدة زاما الموقعة سنة 201 ق.م ، لتجسيد مشاريعه التوسعية.