2. موقف المملكة الماسيسيلية من النزاع القرطاجي الروماني
2.1. روما تتصل بسيفاكس
كانت الانتصارات الرومانية على قرطاجة في ﺇسبانيا ، بمثابة الحافز الذي شجع الأخوين شيبيون على الاتصال بالملك النوميدي سيفاكس، و كانت روما تهدف من وراء هذا التقارب إلى فتح جبهة ضد القرطاجيين على الأراضي الإفريقية للضغط على القوات القرطاجية المتواجدة في ايطاليا بقيادة حنيبعل ، ومن ثم فك الخناق على الأراضي الايطالية .
كما شجعتهم المستجدات السياسية الإفريقية المتمثلة في تأزم العلاقات القرطاجية الماسيسيلية و دخول الملك سيفاكس في حرب ضد قرطاجة سنة 213 ق.م ، إغتنمت روما هذه الفرصة الثمينة وعملت على اﻹستفادة من هذه الخلافات المحلية وتوسيعها بالتقرب من الملك الماسيسيلي حيث كلفت روما قائد جيشها في شبه جزيرة أيبيريا بإجراء الاتصالات مع الملك النوميدي سيفاكس ، في شأن التحالف معه ضد الملك قايا و ضد قرطاجة والقبول بصداقة الشعب الروماني و مناصرته .
ملاحظة :
جاء عرض الرومان للملك سيفاكس بعدما شاهدوا عجز البونيقيين في خوض الحرب على واجهتين مختلفتين في نفس الوقت، و يخبرنا أبيانوس أن " قرطاجة اضطرت إلى سحب قسم كبير من جيشها المرابط في اسبانيا لإخماد ثورة سيفاكس".
وفي إطار كسب ود وصداقة الملك سيفاكس أرسلت روما وفدا للتفاوض مع الملك سيفاكس خلال سنة 213ق.م ، لتتواصل في 210ق.م، غير ان الملك النوميدي لم يحسم موقفه بعد لصالح الرومان ، الامر الذي جعل من القائد الروماني شيبيون نفسه يتنقل من اسبانيا الى سيقا سنة 206 للقاء سيفاكس لما يمثله هذا الملك دعم و سند قوي ،لمن له أنظار حول إفريقيا، سيفاكس الذي كان وقتئذ اغني ملوك الأفارقة حسب ما اورده ليفيوس .