3. أهم مبادئ النسبية العامة
3.4. نظرية المجال الموحد
أدرك أينشتاين أن كل ما يستطيعه العلم الفيزيائي الفلكي أن يتعرف على العلاقات الرياضية الموجودة بين الكميات في هذا الكون ويكشف القوانين التي تجمعها معا في شمل واحد،فأراد بذلك أن يكشف القوانين التي تفسر حركات كل الأجرام السماوية،لاعتقاده الجازم أن الوجود منسجم في وحدة سواء تعلق الأمر بعالم الكيانات الفلكية أو عالم الذرة والمتناهيات في الصغر.
وإذا كان المجال الكهرومغناظيسي هو من يمسك بالذرات والجزيئات ،فهو لا يختلف عن مجالات الجاذبية التي تمسك بالنجوم والكواكب والمجرات في أفلاكها ،لكن أينشتاين كان همه الوحيد أن يبحث في مجال واحد تتحقق فيه وحدة الوجود،حيث قدم سلسلة من القوانين التي تسيطر عليها ظواهر الجاذبية والكهرومغناطيسية ،وعليه ترتد كل هذه الظواهر إلى قانونين هما الجاذبية والكهرومغناطيسية.
وهنا يذهب أينشتاين إلى أن التشابه بين ظواهر الجاذبية والظواهر الكهرومغناطيسية يدعو إلى التفكير في أن الكواكب السيارة التي تقع في مجال جاذبية الشمس والالكترونات التي تدور في المجال الكهرومغناطيسي عبارة عن قطعة مغناطيسية هائلة ،ما نتج عنه نظرية المجال الموحد.
ومن هنا أصبح المجال الجاذبي والكهرومغناطيسي تبعا لهذه النظرية وجهين لعملة واحدة ،لكن سر هذا الاكتشاف لا يزال غامضا حتى وقتنا الحالي،ولو تم الأخذ بها فإن الفوارق بين مجالات الجاذبية والمجالات الكهرومغناطيسية فتصبح مجالا موحدا،وهو ما سينعكس على الفكر الفلسفي وتصبح فلسفة العلم من هذا المنظور مجالا لتوحيد آراء الإنسان عن العالم الطبيعي.