4. ثالثا-الفرق بين عصري الفتح الإسلامي وعصر الولاة في بلاد المغرب الإسلامي

الفرق بين الفتح الإسلامي وعصر الولاة في المغرب الإسلامي:

تعد فترة تبعية المغرب للخلافة (عصر الولاة) - والتى تمتد من سنة(96هـ = 715م) إلى سنة (184هـ =800م) - من أهم الفترات وأخطرها فى تاريخ المغرب الإسلامى، وقد اختلفت هذه الفترة عن سابقاتها، لأن فترة الفتح كان يغلب عليها النشاط العسكرى، واتسمت بالامتدادوالانحسار، والخوف والاضطراب، ولم يعرف المسلمون شيئًا من الاستقرار بالمغرب إلا بعد تأسيس مدينة «القيروان» على يد «عقبة بن نافع»، ثم تمَّ لهم الاستقرار بفضل جهود: «زهير بن قيس»، و «حسان بن النعمان»، و «موسى بن نصير».

وقد اتسم عصر الولاة بسمات وصفات معينة؛ فهو عصر الاستقرارالعربى على أرض «المغرب»، ووضح فيه موقف الخلافة من المنطقة، وما ترتب على ذلك من علاقة بين الخلافة والولاة، فضلا عن علاقة الولاة بسكان هذه البلاد، يضاف إلى ذلك الأوضاع السياسية المختلفة التى ترتبت على هذه العلاقات؛ حيث ثار «المغرب الأقصى» وانفصل عن «الخلافة الأموية»، ثم انتقلت عدوى الثورة إلى المغربين الأوسط والأدنى، وبذلت «الخلافة العباسية» جهودًا كبيرة، وأموالا طائلة،ورجالا كثيرين، فى سبيل الحفاظ على هذه الأقاليم، ولكن الأمورأسفرت عن مجرد سلطة اسمية للخلافة العباسية على «المغرب الأدنى» مُمثَّلة فى قيام «دولة الأغالبة»، وقامت دويلات مستقلة بالمغربين الأوسط والأقصى.