محتوى المحاضرة الخامسة
2. أولا-الفتوحات الإسلامية في شمال إفريقيا
1-مراحل الفتوحات الإسلامية:
مرت الفتوحات الإسلامية لبلاد المغرب بمرحلتين رئيسيتين:
أ-المرحلة الاستكشافية:
التي شملت حملات عمرو بن العاص وعبد الله بن سعد بن أبي السرح ومعاوية بن حديج
ب-مرحلة الفتح الحقيقي:
التي تتضمن حملات عقبة بن نافع وأبو المهاجر دينار وزهير بن قيس البلوي وحسان بن النعمان وموسى بن نصير.
حملة عمرو بن العاص كانت نقطة البداية، فقد أُرسل إلى فتح برقة وطرابلس وفزان، وكان ذلك بعد فتح مصر مباشرة. رغم نجاحه في فتح طرابلس، إلا أن الخليفة عمر بن الخطاب منعه من المضي قدمًا في فتح المغرب بسبب مخاوفه على جيش المسلمين وتشتته في مناطق شاسعة.
وتتضح أسباب الفتح الإسلامي للمغرب العربي أكثر في النقاط الآتية:
- نشر الإسلام في المغرب القديم.
- تأمين الحدود الغربية للدولة الاسلامية بعد ضم مصر.
- توسيع الرقعة الجغرافية بضم أقاليم جديدة للدولة الاسلامية.
- ضم عناصر جديدة للمجتمع الاسلامي.
- طرد المحتل البيزنطي من شمال افريقيا.
2-استئناف الفتوحات الإسلامية:
عند تولي الخليفة عثمان بن عفان، قرر استئناف تلك الفتوحات، فقام بتعيين عبد الله بن سعد بن أبي السرح على رأس حملة قوية. تمكن عبد الله من تحقيق انتصار كبير على البيزنطيين في معركة سبيطلة. ولكن بسبب الفتنة في مصر، اضطر عبد الله للعودة إلى مصر.
ثم أُوكلت مهمة الفتح لمعاوية بن حديج من قبل معاوية بن أبي سفيان، حيث اتخذ من مدينة القيروان قاعدة انطلاق لمواجهات جديدة ضد البيزنطيين، وتمكنت قواته من السيطرة على مدن ساحلية هامة.
وقد توجت حملات عقبة بن نافع وأبو المهاجر دينار بالحملات الأكثر شهرة، حيث أسس عقبة مدينة القيروان كمركز عسكري، وقاد حملاته اللازمة لتأمين الفتوحات. قام أبو المهاجر بإكمال المسار العسكري وفتح مدن جديدة بالتعاون مع البربر ضد البيزنطيين، مما مكنهم من توسيع حدود الفتوحات.
ومع ذلك، كانت هناك تحديات كبيرة واجهتها الفتوحات، منها صعوبة الجغرافيا وكثرة القبائل المقاتلة. كان البربر يلجأون إلى المقاومة بشكل مستمر، حيث ارتدوا عن الإسلام أكثر من مرة. كما كانت القوات الإسلامية تُواجه هجمات بحرية مؤذية من البيزنطيين، فضلاً عن قلة عدد الفاتحين العرب مقارنة بمساحة المغرب الشاسعة وكثافة سكانها.
3-استكمال الفتح الإسلامي في شمال إفريقيا
أدت حملات حسان بن النعمان وجهود موسى بن نصير إلى إنجاز الفتح النهائي وتمكنهم من التوغل إلى المحيط الأطلسي، ما وضع أسس التقسيم الإداري وقاد إلى تعزيز العلاقات بين العرب والبربر، فقد قام حسان بن النعمان بدور حاسم في استقرار الحكم الإسلامي من خلال:
- استرداد القيروان سنة 74هـ
- مواجهة مقاومة الكاهنة
- الانتصار النهائي وقتل الكاهنة سنة 82هـ.
- تنظيم المناطق المفتوحة إداريا
أما فترة موسى بن نصير فقد شكلت مرحلة الاستقرار النهائي للفتح الإسلامي من خلال:
- إخضاع القبائل المتمردة
- فتح قلعة زغوان
- تنظيم الإدارة والجباية
- نشر الإسلام بين البربر
- تمهيد الطريق لفتح الأندلس
ويمكن أن نلخص فترة الفتح الإسلامي في بلاد المغرب في الجدول الآتي:
ومما سبق تعد الفتوحات الإسلامية في المغرب مرحلة فارقة في التاريخ الإسلامي، وقد واجهت صعوبات عديدة نقلت البلاد إلى مرحلة جديدة في تاريخها.