5. العلاقات العامة في العصور الحديثة

 إن اصطلاح العلاقات العامة بمعناها الحديث ، قد استخدم لأول مرة في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر وقد كان ” دومان ايتون ” من مدرسة بيل للقانون أول من استخدم الاصطلاح في خطاب ألقاه 1882 بعنوان ” العلاقات العامة وواجبات المهنة القانونية ”ثم ظهر الاصطلاح سنة 1906 م وكذلك سنة 1913م في الأحاديث التي ألقاها مديرو شركات السكك الحديدية في ” بلتيمور “و” أومايو ” حول السكك الحديدية ومشكلات العلاقات العامة التي تتصل بها وقد أصبح الاصطلاح شائعا ومألوفا في العشرينيات عندما ابتدع ” بيرنيز ” عبارة ” مستشار العلاقات العامة ”رغم ما قوبل به من سخرية على أنه اصطلاح مرادف لعبارة السكرتير الصحي وإن كان ينطوي على تفخيم سخيف ” ولم تظهر العلاقات العامة بشكل أكثر وضوحا حتى الثورة الأمريكية ، إذ كان الوطنيون الأمريكان واعين بالدور الهام الذي يمكن أن يلعبه الرأي العام في الحرب مع الإنجليز وبناءا عليه فإنهم خططوا نشاطاتهم ، وعلى سبيل المثال فإنهم خططوا لإحداث حفلة شاي ببوسطن لجذب انتباه الجمهور ، واستخدموا مجموعة من الرموز كشجرة الحرية التي يمكن ملاحظتها بسهولة وتساعدهم في تصوير قضيتهم بشكل إيجابي ”.

ويرجع الفضل في تحديد معالم العلاقات العامة الحديثة إلى الرجل الأمريكي " إيفي لي Ivy Lee  " حيث يعتبر أبو العلاقات العامة بعد أن وضح كثيرا من مبادئها خلال رحلته مع المهنة كمستشار للنشر، وخبير النشر، ومديرا للنشر عام 1921، واستخدم لأول مرة تعبير العلاقات العامة في النشرة التي أصدرها تحت عنوان " العلاقات العامة" Relation public"، وأدرك أن النشر وحده لا يكفي لكسب تأييد الجمهور، وفيما قبل كان إيفي لي يشغل منصب المدير العام للشركة بنسلفانيا للسكك الحديدية عام 1906، وكان "إيفي لي"  أول من استخدم الإعلان كوسيلة من وسائل العلاقات العامة لتحقيق أهدافها.

وبعد الحرب العالمية الاولى ظهر منافس لا فيلي على لقب رجل العلاقات العامة هو" إدوارد بيرنيز" كان يعمل وكيلا صحفيا قبل الحرب، ثم أثناء الحرب في اللجنة التي أنشأها الرئيس الامريكي " وليسن" لتغذية الجمهور بالمعلومات وتعبئة الرأي العام ويعتبر كتابه "تعبئة الرأي العام" 1923 الذي نشره الأول من نوعه في معالجة موضوع العلاقات العامة، وقد قام في نفس السنة بتدريس مادة العلاقات العامة في جامعة نيويورك.