3. المظهر الثقافي والديني
الحياة الثقافية:
استعمل الفرس الكتابة المسمارية التي اقتبسوها عن البابليين ، ولكنهم عدلوا العلامات المسمارية الصعبة وبسطوا مقاطعها وجعلوها 36 رمزا بعد ان كانت 300 علامة ، وجعلوا منها حروف هجائية مسمارية يمثل كل رمز حرفا واحدا .
واستعملوا الى جانب اللغة الفارسية اللغتين الاكادية والعيلامية، ودونت بعض النقوش والوثائق باللغات الثلاث وخاصة انتصارات الملك داريوس على صخور "بهيستون " في احدى ممرات جبال زاغروس.
وقد كان الفرس مولعين ببعض انواع الشعر والاساطير ولكن لم ينشا ادبا يمكن ان يطلق عليه ذلك الاسم ، ولم يتركوا من المخلفات الادبية الا الكتب الدينية وبعض رسائل الملك داريوس الاول ووثائقه وبعض النصوص القانونية.
اما التعليم فكان على الغالب مقصورا على ابناء الطبقات الغنية الذين يعدون لتولي المناصب الحكومية، ويشترط على التلميذ بلوغ سن السابعة للدخول الى المدرسة، وكانت مواد التعليم تشمل الدين والقانون والطب ، والمدارس كانت تقام بعيدا عن الاسواق لما يسود فيها من نفاق وغش يفسد الصغار.
اسطوانة الملك قورش المكتوبة بالخط المسماري
الحياة الدينية:
عبد الايرانيون قديما في بداية الامر القوى الطبيعية مثل الشمس كمعبود باسم "مثرا"والارض باسم" زام" والريح باسم" وهيو" وقسموا معبدواتهم الى قسمين ، الهة خيرة تكون مصدر لظواهر خيرة مثل الجمال والحب والخصب والصحة والهة الشر تكون مصدر لظواهر شريرة مثل الليل والخداع والفساد والكذب ، وعل هذا الاساس اعتقد الايرانيون ان العالم يحكمه معبودان هما :
- اله الخير يسمى" اهورا مازدا" الذي خلق كل ما هو خير وما هونافع
-اله الشر يسمى" اهريمان" الذي تجتمع في داخله كل العناصر الشريرة والضارة .
وبعد ظهور زرادشت استنكر عبادة الالهة القديمة وتقديس النار وتقديم القرابين والادعية والاناشيد لها، ودعا الى عبادة اله واحد هو" اهور مزدا "اله الحق والخير والعدالة ، وخالق الارض والسماء زكل شيء، والكتاب المقدس لدى الزرادشتيين هو "الافيستا" وهو مجموعة كتب جمعت فيها اقوال زرادشت بعد موته ، واضيف اليه كتاب اخر سمي " زنداي" وهو شرح للكتاب الاول وضعه الكهنة.
شعار الاله اهورا مازدا في معبد زراديشتي
وقد اعتقد الفرس بخلود الروح وبالحياة بعد الموت ، حيث حسب اعتقادهم بعد وزن الروح نجد ان الارواح النقية تجتاز ما يشبه المعبر وتتجه الى الجنة، اما الارواح الشريرة فمصيرها النار ، وقد كان الفرس يدفنون موتاهم تحت ارضيات منازلهم وتغطى اجسادهم بالتراب الاحمر (اللون الاحمر يرمز الى الدم)، وانتشرت فيما بعد ظاهرة عرض اجساد الموتى للطيور المفترسة التي تقوم بنهشها ، ثم يقومون بجمع الهيكل ودفنه.