4. (الجانب الاجتماعي في مصر القديمة ( طبقات المجتمع

المجتمع المصري مجتمع طبقي يتكون من طبقتين أساسيتين:

أ- الطبقة العليا:

أ1 – الفرعون وزوجته:

الفرعون مصطلح معناه المسكن الفسيح أو القصر أو الصرح العظيم، وهذه الكلمة تطلق على الملك وحاشيته وكذلك الأبناء والموظفين الذين لهم النشاطات السياسية والدينية في نفس الوقت

الفرعون هو في نفس الوقت الملك والراعي ذلك لأنه في اعتقادهم من يمطر السماء ويفضل نوره تنمو المنتجات الزراعية المختلفة وبإمكانه إلحاق الأذى بالأعداء، وإحداث الجفاف في الأرض فالملك في مصر الفرعونية يجمع بين السلطة الدينية والدنياوية

الملك يحكم في مصر منذ أقدم العصور وهو صاحب السلطة العليا في البلاد ومصدر كل السلطات وفي القصر تدار جميع أمور الدولة

وقد وضع ملوك مصر التيجان على رؤوسهم واعتبر التاج رمز القوة ومن أهم تيجان التاج الأبيض رمز الجنوب والتاج الأحمر رمز الشمال

أ2- الأسرة الملكية أو النبلاء:

تتمتع الاسرة الملكية أو النبلاء الذين يتكونون جميعا من حاشية الملك بمكانة مرموقة في المجتمع المصري القديم فإليهم المناصب العليا في البلاد، كمنصب الوزير والموظفين الساميين مصل الكهنة والكتبة والقادة العسكريين والفنانين، وهي مناصب وراثية يحسن أصحابها القراءة والكتابة وأحيانا كان الملك يسند لهم الإشراف على حكم أقاليم

أ3- الوزير:

يتميز الوزير بثقافة واسعة بحيث كان يتلخص في مساعدة الملك على تسهيل شؤون مصر القديمة، خاصة الإدارية والاقتصادية والقضائية وكان يشرف على شؤون كثيرة، كالشؤون المادية والجيش ويراقب فيضان النيل، ويمثل حلقة اتصال بين الملك والموظفين وكان يقدم تقارير يومية للملك على سير شؤون مصر القديمة.

وفي حالة غياب الملك أو اهتمامه بشؤون اخرى كان الوزير هو من يتخذ القرارات في مصر الفرعونية فصلاحيته لا تقل أهمية عن صلاحية الملك.

أ4- الكهنة:

حظي الكهنة بمكانة هامة في مصر قديما باعتبارهم واسطة بين الآلهة والشعب منذ ظهور السلطة، وقد احتلوا المرتبة الثانية بعد الملك ويجب على الكاهن أن يكون من أقارب الملك أو زوجته ووظيفتهم وراثية وقد كانت لهم خصائص ومراتب تتلخص مهامهم في استقبال الهدايا والقرابين الموجهة للمعبد والاهتمام بالعلوم والطب والتأمل في المستقبل والكتابة فقد كان لهم دورا سياسيا في الحضارة المصرية القديمة.

 

أ5- حكام الأقاليم:

كان على رأس كل إقليم حاكم يعينه الملك يسهر على تسيير الامور فيهن وكانت مهمة حكام الأقاليم الإشراف على حفر الترع وشق القنوات وشؤون الري وإحصاء الاراضي الزراعية، واوسعت دائرة حكام الاقاليم بعد أن جمعوا أموال كبيرة زادت في تقوية نفوذهم، نتيجة يهذا بدأ يظهر في مصر ملوك جدد وظهر نظام توريث الأراضي لأبنائهم وجمعوا في أيديهم السلطة الإدارية والدينية والعسكرية بأقاليمهم، وبالتالي تدهورت سلطة الملك وأصبح غير قادر على كبح جماح حكام الأقاليم. 

أ6- الجيش:

بعد أن تكررت الهجمات الأجنبية ضد مصر تطلب الأمر إقامة جيش نظامي دائما غلى جانب المرتزقة، كان الجيش في حالة الحرب والتوتر يقوم بمواجهة الاعداء وبناء الحصون والخنادق والجسور المتحركة، وكان الفرعون الذي يعد القائد الاعلى للجيش يجتمع قبل أية حملة عسكرية بمساعده لوضع خطة الحرب، أما في حالة الامن والاستقرار فإن مهمة الجيش تمثلت في إنجاز المنشأة العامة والمساهمة في الرحلات الاقتصادية إلى الحبشة ومراقبة التجارة القائمة بين إفريقيا وآسيا مراقبة صارمة

أ7- الكتبة والكتاب:

كان للكتبة زورا هاما في مصر القديمة، حيث أوكلت إليهم مهام إدارية وعسكرية كالنقل والإيواء وتموين وتوزيع الغنائم، والكاتب ضروري أن يجيد القراءة والكتابة ويعدون من الموظفين الساميين، ويمكن للكاتب أن يرتقي إلى منصب الوزير أو الكاهن وهم فئة تتمتع بثراء كبير.

أ8- الفنانون والحرفيون:

لقد شهد الفن ازدهارا وتطورا كبيرا في مصر الفرعونية، وذلك راجع إلى ان لهذه الفئة مكانة كبيرة في مصر، حيث كان الفنانون والرسامون والنحاتون يعملون في خدمة الملك، ويتلقون رعاية خاصة منه وكانوا يتقاضون أجورا عالية.

ب- الطبقة السفلى:

ب1- الفلاحون والعمال:

يمثل الفلاحون والعمال الفئة الأكبر في المجتمع المصري القديم، وتكمن مهمتهم في استغلال الأراضي وفي صيانة قنوات الري ومقاومة الفيضان وتصريف المياه وحماية الأراضي من عمليات النهب التي كانت تتعرض لها، وكان الفلاحون مجبرون على دفع ضريبة عالية جدا، وفي حالة عجز الفلاح عند دفع الضريبة كان يتعرض لضرب المبرح ويطرد من الأرض، فقد كانت أوضاع الفلاح جد قاسية.

ب2- العبيد:

يحتل العبيد المرتبة الأخيرة في الهرم الاجتماعي في مصر القديمة، أصلهم إما أسرى حرب أو ينحدرون من عبيد النوبة والحبشة، ويعود تاريخ وجود العبيد في بلدان الشرق الأدنى القديم إلى الألف الثانية قبل الميلاد وكثر عددهم في عهد الدولة الوسطى والحديثة في مصر، ولم يكن لهم حقوق ولكن مع مرور الوقت تمكن بعض العبيد من عتق أنفسهم وتقلدوا مناصب في الدولة المصرية.

هرم يجسد طبقات المجمتع المصري القديم