حضارة مصر القديمة
Site: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
Cours: | مدخل الى تاريخ الحضارات القديمة |
Livre: | حضارة مصر القديمة |
Imprimé par: | Visiteur anonyme |
Date: | Friday 22 November 2024, 14:15 |
Description
ستجدون في هذا الملف مصادر دراسة حضارة مصر القديمة وخصائصها الحضارية السياسية والاقتصادية والاجتماعية
1. مصادر دراسة تاريخ مصر القديم
-المصادر المادية:
1-حجر باليرمو:
قطعة من حجر الديوريت الأسود عثر عليها في منف ونقلت إلى صقلية عام 1859م حيث أودعت متحف مدينة بالرمو يبلغ طولها حوالي مترين وارتفاعها حوالي 70سم، وهناك غيرها أربع قطع بالمتحف المصري إلى جانب قطعة سادسة بمتحف الجامعة في لندن.تسجل اللوحة ملوك ماقبل الأسرات في الوجهين القبلي والبحري حتى عهد الملك نفر ايركارع، ثالث ملوك الأسرة الخامسة
.
2- قائمة الكرنك:
أقامها تحوتمس الثالث( 1490- 1436ق.م ) من الأسرة الثامنة عشرة في معبد الكرنك ونقلت منه إلى متحف اللوفر بباريس، وتعرف هذه القائمة أحيانا باسم قائمة حجرة الأجداد، وقد صور في قائمة الكرنك هذه الملك تحوتمس الثالث وهو يتجه بدعواته إلى واحد وستين 61 اسما من أسماء أسلافه الذين تحطم أولهم، ومن ثم فقد كان أولهم سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة، ثم يليه بعض ملوك هذه الأسرة، ثم ملوك الأسرتين الخامسة والسادسة، ثم يتلوهم بعض ملوك الأسرات من الحادية عشرة إلى السابعة عشرة وتنتهي بتحوتمس الثالثا لذي أمر بتدوينها.
3- قائمة أبيدوس:
نقشت في عهد الملك سيتي الأول( 1309- 1291 ق.م )على جدران معبده الكبير في أبيدوس ويمثل المنظر الملك سيتي الأول مصحوبا بولده رعمسيس الثاني( 1290- 1224 ق.م ) وهو يقدم القرابين إلى ستة وسبعين ( 76 ) من أسلافهم الذين لا تقدم صورهم الشخصية وإنما تمثلهم الخراطيش التي كتبت بداخلها أسماؤهم بالهيروغليفية.
4- قائمة سقارة:
لوحة من الحجر الجيري عثر عليها عام 1861م في مقبرة بمنف لأحد رؤساء الأشغال يدعى تلري من عهد الملك رعمسيس الثاني وهي تحوي أصلا خراطيش سبعة وخمسين ( 57 ) ملكا يمجدهم رعمسيس الثاني ولا تبدأ القائمة باسم الملك مينا وإنما بسادس ملوك الأسرة الأولى عدج أبب وتنتهي بالملك رعمسيس الثاني.
5- قائمة بردية تورينو:
ترجع هذه البردية إلى عهد رعمسيس الثاني وتختلف عن بقية القوائم في أنها كتبت على ورق البردي، وبالخط الهيراطيقي كما تمتاز كذلك بأنها قد أوردت بعض الأسماء الملكية التي لم تذكرها القوائم الأخرى وبأنها قد عمدت إلى التبويب التاريخي حيث قسمت الملوك إلى مجموعات ونسبت بعضها إلى العواصم التي حكمت فيها وقد عثر على بردية تورينو الإيطالي دروفلي في منف عام 1820م، ثم وجدت طريقها إلى ملك سردينيا وبعد ذلك حفظت بمتحف مدينة تورينو بإيطاليا
6- تاريخ مانيتو:
وهي القوائم التي دونها الكاهن المصري القديم مانيتو أو مانيتون كما يسميه الإغريق ضمن موسوعته التي كتبها عن تاريخ مصر وأطلق عليها مؤرخوالإغريق إسم إجيبتياكا أي ( التاريخ الكامل لمصر)، ولد مانيتو في سمنود( 323- 245 ق م )وصل في السلك الكهنوتي إلى منصب الكاهن الأكبر في مدينة " أون "( هليوبوليس ) وكان ملما باللغة المصرية القديمة واللغة اليونانية وقد كتب تاريخه حوالي 280 ق م على أيام الملك بطليموس الثاني
- المصادر الادبية: كتابات المؤرخين:
1- هيكاته الميليتي: HekataiosofMiletos
ينتسب إلى مدينة ميليتوس الإغريقية من آسيا الصغرى، وقد زار مصر حوالي عام 510 ق م وكتب كتابه " تخطيط الأرض" وناقش فيه فيضان النيل وتكوين الدلتا ومزروعات البلاد، ويحتمل أنه صاحب العبارة المشهورة " مصر هبةالنيل" أو " هبة النهر" التي رددها هيرودوت من بعده ثم نسبت إليه.
2- هيرودوت ( 484- 425 ق.م ):Herodotus
ولد هيرودوت عام 484 ق.م حسبما يرى معظم المؤرخون في مدينة " هاليكار ناسوس" زار هيرودوت مصر إبان الحكم الفارسي لها وسجل كل ما رآه وسمعه في مصر في الجزء الُثاني من كتابه المشهور.
3- هيكاته الأبدري:
ينسب إلى بلدة "أيديرا" في بلاد اليونان، وقد زار مصر حوالي عام 320 ق.معلى أيام " بطليموس الأول " ( 323- 284 ق.م ) وقام بوضع كتاب عن مصر، فقد معظمه تحدث فيه عن مصر بصفة عامة وعن العقائد والأساطير الدينية المصرية بصفة خاصة ، وقد اتسمت كتاباته بروح التعصب والتحيز لوطنه.
4- سترابو: Strabo
ولد سترابو في " بونتوس " حوالي عام 64 أو 63 ق.م، وزار الإسكندرية حوالي عام25 ق.م وأقام بها خمس سنوات تتميز كتابات سترابو بأنها نوع من الجغرافية التاريخية، وفي الجزء السادس عشر من مؤلفه " الجغرافية "( Geographica )تحدث عن مصر.
2. التاريخ السياسي لحضارة مصر القديمة
ينقسم التاريخ المصري الى مرحلتين هما عصر ما قبل التاريخ والعصر التاريخي الذي ظهرت فيه الكتابة وتبلورت مظاهر الدين والفن، وينقسم هذا العصر الى 30 أسرة ملكية وثلاث دول، نعمت مصر خلالها بحكومة مركزية قوية ، كما مرت بفترات اضمحلال وتفكك يمكن تلخيصها كما يلي:
1- العهد العتيق ( العهد الثيني) 3150 – 2780 ق.م.:
ويشمل الأسرتين الأولى والثانية والتي تعرف بالأسر الثينية نسبة إلى مدينة ثيس وهذا لأن معظم ملوك هذه الأسر يعود أصلهم لهذه المدينة.
الأسرة الأولى: أهم ملوك هذه الأسرة الملك "مينا" الذي نجح في تحقيق وحدة مصر السياسية وأسس أول أسرة حاكمة وكان ذلك في حوالي 3100 ق.م. قد تميزت الأسرة الأولى بأنها فرضت عبادة الإله حورس .
الأسرة الثانية: عرفت مصر في عهد الأسرة الثانية تقدما في جميع نواحي الحياة وتطور استعمال الكتابة الهيروغليفية، وتتكون هذه الأسرة من تسعة ملوك، وقد قام ملوك هذه الأسرة بمجهودات جبارة للحفاظ على وحدة مصر والتصدي لمحاولات الإنفصال في الشمال.
2- عصر الدولة القديمة 2780 – 2181 ق.م.:
ويشمل هذا العرض الأسرة 3، 4، 5، 6، وهو العصر الذي يطلق عليه عصر بنات الأهرام ويعرف أيضا بالعصور المنفية لأن مدينة منف ظلت طيلة تلك الفترة عاصمة للبلاد.
الأسرة الثالثة: يعتبر الملك زوسر هو مؤسس الأسرة الثالثة وهو صاحب القبر العظيم في سقارة المعروف باسم الهرم المدرج، وهو أول بناء حجري ضخم عرفه التاريخ، يتكون من ستة مصاطب، يبلغ ارتفاعه حوالي ستين متر وقد ظهر في عهد الملك زوسر الوزير إيمحوتت الذي يرجع له الفضل في تصميم الهرم المدرج وتنفيذه وقد كان كاهنا للملك ووزيره وأول الحكماء والعلماء والأطباء في مصر القديمة.
وقد حكم بعد الملك زوسر ثلاثة ملوك هم "سخم خت"، "خع با"، "جوني".
الأسرة الرابعة: بعد الملك "سنفرو" مؤسس الأسرة الرابعة واشتهر بالإصلاح والقوة وأهم أعماله كانت إرسال أسطول بحري إلى فينيقيا لإحضار خشب الأرز.
ومن أهم ملوك الأسرة الرابعة كذلك الملك " خوفو" الذي ترتبط شهرته بهرمه الأكبر الذي يعتبر أحد عجائب الدنيا السبع، حيث يبلغ ارتفاعه حوالي 137 م. و عدد أحجاره نحو 2.3 مليون حجر، وحسب المؤرخ هيرودوت فإن بناء هذا الهرم استغرق حوالي 20 عاما.
وقد شيد خلفاء "خوفو" وهم كل من "خفرع" و " منكاورع" هرمين أقل حجما من الهرم الأكبر، وتابعوا سياسته في التوسع جنوبا في اقليم "النوبة"
الأسرة الخامسة: تتكون هذه السرة من 10 ملوك ويعد الملك " ساحورع" هو أهم ملوك هذه الأسرة، فقد أرسل حملات إلى النوفة وإلى ليبيا، ويعتبر الملك "أوناس" آخر ملوك هذه الأسرة حيث حكم 30 عاما وبنى هرما بلغ ارتفاعه 44 م. وطول قاعدته المربعة 67 م.
الأسرة السادسة: حكم في هذه الأسرة سبعة ملوك، أولهم الملك "تيتي" وآخرهم الملكة " نيتوكريس" التي حكمت لمدة عامين، وقد واصل حكام هذه الأسرة توسعاتهم في الجنوب .
3-الفترة الانتقالية الأولى 2181 – 2052 ق.م.:
وتشمل هذه الفترة الأسرات من 7 إلى 10 وقد كان هذا العصر عصر فوضى واضطرابات انقسمت مصر إلى عدة ممالك وبرزت مملكتان هما مملكة "أهاناسيا" في الشمال حيث أسس ملوكها الأسرتان التاسعة والعاشرة، ومملكة " طيبة" في الجنوب.
4 - عصر الدولة الوسطى: وشمل الأسرة 11 و 12.
اهتم ملوك الدولة الوسطى بالمشاريع التي تعود على جميع أفراد الشعب بالرخاء والخير مثل مشاريع الري والاهتمال بالزراعة والتجارة وقد سمي هذا العصر بعصر الرخاء الاقتصادي ويمتد من 2124 ق.م – 1778 ق.م.
ويبلغ عدد حكام الأسرة الحادية عشر سبعة حكام وهم على التوالي : أنتف الأول ، أنتف الثاني، أنتف الثالث، منتوحوتب الأول ، منتوحوتب الثاني،ة منتوحوتب الثالث، منتوحوتب الرابع.
ويعتبر الملك منتوحوتب الثاني أعظم ملوك هذه الأسرة، حيث يرجع إليه الفضل إلى إعادة الوحدة للبلاد ووحدتها والقضاء على الفتن ، وقد حكم قرابة 51 سنة .
وبالنسبة للأسرة الثاني عشر فقد توسع ملوكها في الجنوب وشيدوا هرم دهشور وقبور بني حسن والبرشة، ومؤسس هذه الأسرة هو إمنمحات الأول الذي اتخذ عاصمة جديدة للبلاد التي هي "إثيت تاوى" وقضى على غاات الأسيويين واللبيين وقد حكم هذا الملك حوالي 30 عاما.
ومن أهم ملوك هذه الأسرة الملك سنوسرت الثالث، حيث حكم 38 سنة وقد قاد حملات عسكرية إلى بلاد النوبة، وشيد هرم ومعبد في الفيوم ، كما أمر بحفر قناة في شرق الدلتاوهي أقدم اتصال مائي بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، وربط علاقات تجارية مع بلاد البونت " الصومال حاليا"
5-القترة الانتقالية الثانية: وتشمل الأسرات 13 و 14 و15 ( 1778– 1570 ق.م.).
تعرضت مصر في هذه الفترة إلى احتلال الهكسوس الذين ضلوا بها حوالي قرنين من الزمن ، وهم قبائل من البدو جاءوا من غرب آسيا ويحتمل أن يكون أصلهم من شبه الجزيرة العربية، أو من آسيا الصغرى( الأنظول)، وقد ظل الهكسوس أجانب بالنسبة للمصريين رغم تأثرهم بالحضارة المصرية وتقليدهم للفراعنة في أسمائهم وأزيائهم وتقاليدهم.
6- عصر الدولة الحديثة 1570 – 1580 ق.م.:
ويشمل الأسرات 18، 19، 20، ويعد الملك أحمص الأول هو مؤسس الأسرة 18 التي تمثل بداية عصر الدولة الحديثة، وقد تمكن من هزيمة الهكسوس وطردهم من البلاد وأعاد لمصر استقلالها واتحادها، ولقد لقب عصر الدولة الحديثة بعصر المجد الحربي والتوسعات الخارجية وأشهر ملوك الدولة الحديثة:
من الأسرة 18 نجد الملك تحوتمس الأول، حيث حكم قرابة 30 سنة،وقد توسع جنوبا حتى وصل إلى دنقلة ثم توسع في آسيا وبنى معبدا له هناك.
الملكة حتشبسوت: تعتبر أشهر ملكات مصر حكمت حوالي 18 عاما وقد تميز عهدها الاستقرار والأمان وبالبناء والنهوض بالفنون والتجارة، حيث أرسلت بعثة تجارية إلى بلاد بونت "الصومال حاليا"، ومن انجازاتها اقامة مسلتين بمعبد الكرنك لا تزال احداحما قائمة لحد اليوم، ويبلغ ارتفاعها حوالي 30 مترا، وأقامت كذلك معبد الدير البحري.
الملك تحتومست الثالث:اشتهر هذا الملك بنشاطه الحربي وقام بحوالي 17 حملة في آسيا، وتوسع في بلاد النوبة جنوبا وشيد عدة أبنية ومعابد كما قام بإنشاء أسطول حربي قوي استطاع من خلاله بسط سيطرته على جزر كثيرة من البحر المتوسط والسواحل الفينيقية.
الملك ايمنحوتب الرابع (اخنتون): تول الحكم وعمره لا يتجاوز ال16 سنة تزوج من نفرتيتي ولم يكن هذا الملك مهتما بأمور السياسة والحرب وانشغل كثيرا بأمور الدين، حيث جاء بعقيدة دينية جديدة تدعوا إلى عبادة إله واحد هو آتون، كما غير اسمه إلى أخنتون واتخذ عاصمة جديدة هي "أخيت أتون"، ونتيجة سياسته الدينية الجديدة ثار كهنة الإله أمون ضده.
الملك توت عنخ آمون: حكم قرابة 9 سنوات اتخذ طيبة عاصمة للبلاد من جديد لم تكن لهذا الملك انجازات حضارية كبيرة، وقد تم العثور على مقبرته كاملة سنة 1928م حيث تم العثور فيها على كنوز أثرية ليس لها مثيل.
الأسرة ال19 : أشهر ملوك هذه الأسرة: الملك رمسيس الأول الذي أعاد هيبة الدولة المصرية والملك رمسيس الثاني الذي يعتبراعظم الملوك المصريين صاحب أقدم معاهدة سلام في التاريخ القديم وكانت مع الحيثيين بعد معركة قادش، ومن انجازات هذا الملك بناء معبد أبو سنبل.
الأسرة 20: أشهر ملوك هذه الأسرة: الملك رمسيس الثالث الذي منع دخول شعوب البحر واللبيبين إلى مصر وفي نهاية عهده بدأت مصر تدخل مرحلة الضعف.
وبعد الأسرة 20 دخلت مصر عصر الاضمحلال الثالث ويشمل الأسر 21-25 (1085-663 ق.م)، حكم فيها البلاد ملوك من أصل ليبي منهم سيشنق واخزون من أصل نوبي أشهرهم يعنخى.
كما غزاها الأشوريون فثار المصريون بقيادة بسماتيك الأول الذي أسس الأسرة 26 (663-525 ق.م) وارجع لمصر قوتها وبدا عصر النهضة، ثم استولى عليها الفرس من الأسرة 27 الى غاية الاسرة30 ، ثم ينتهي تاريخ الأسرات بغزو الإسكندر الأكبر لمصر سنة 332 وطرده للفرس.
تمثال الملك رمسيس الثاني
3. الاقتصاد في حضارة مصر
أ-الزراعة:
تعود خصوبة الأراضي المصرية إلى الفيضان السنوي لوادي النيل الذي كون على مر السنين سهولا غنية بالمواد العضوية.
كانت الزراعة المصرية القديمة في البداية متوقفة على فيضان النيل وكان الانتاج وفيرا والموسم الزراعي ناجحا، اذا مافاض النيل وروى الأرض الزراعية، أما إذا تأخرت عملية الفيضان فيحدث الجفاف ويقل الانتاج وتحل المجاعة.
كان على المصريين تحدي لمواجهة هذه المشكلة، لذلك لجا المصريون القدماء إلى إنشاء السدود وقنوات نقل المياه وانشاء خزانات كبيرة لتخزين المياه من أجل ري الاراضي في الأيام الأخرى.
يعد القمح والشعير من أهم المزروعات التي قام عليها الاقتصاد المصري، ونرى هذا واضح من خلال الرسومات المنقوشة على الجدران.
ويعد نبات البردي من أشهر النباتات التي اشتهرت بها مصر وخاصة منطقة "الدلتا"، وهو نبات الذي استغله المصريون في صناعة ورق البردي الذي كتبوا عليه
لوحة تجسد ممارسة سكان مصر القديمة للزراعة
ب- الصناعة:
شهد جانب الصناعة في مصر تطور كبير حيث صنع المصريون القدامى الكثير من المنتوجات، حيث ابدعوا في صنع الحدادة والنجارة ونسيج الاقمشة وصناعة الأحدية وصناعة الحلي وغيرها، وقد ساعد على توفر هذه الصناعات وجود المواد الأولية في مصر، كما تم استيراد بعض المواد من المناطق المجاورة.
من أهم الصناعات كانت صناعة الورق البردي وتحويلها إلى لفافات كبيرة ثم إلى كراريس ليتم الكتابة عليه.
كما شهد مجال البناء والعمارة تطورا كبيرا في مصر وهذا راجع إلى تطور مجال الصناعة الخاصة بالبناء، إلى جانب توفر الأحجار كالرخام والمرمر والجير وغيرها، بالإضافة إلى وجود المادة الاولية لصناعة الأواني الفخارية، والتي هي الطين الموجود على حواف واد النيل ساعد في صنع أواني عالية الجودة، لتوفر مصر على رمال ممتازة تمكن المصريون من اختراع الزجاج منذ منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد وتمكنوا من تطويره إلى زجاج شفاف في 1300 ق.م.
وقد كان الحرفيون يورثون صناعتهم لأبنائهم من بعدهم مما أدى إلى توارث العديد من الأسر لصناعة معينة.
صناعة الحلي في الحضارة المصرية
ج- التجارة:
تعود شهرة مصر الفرعونية في التجارة الخارجية إلى موقعها الاستراتيجي الهام بين بلدان شرق المتوسط وغربه شماله وجنوبه وقد ساعدت الملاحة المباشرة بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر منذ الألف الثانية قبل الميلاد على تنشيط التبادل التجاري بين آسيا وإفريقيا وأدت إلى مراقبة الطرق التجارية بآسيا وموانئ فينيقية
كان ضرب العملة في مصر الفرعونية مبكرا في الألف الثالثة قبل الميلاد، في شكل حلقات من ذهب تسمى "شات "Shats" تزن الواحدة منها حوالي 5،50غرام، وفي عهد الدولة القديمة ظهرت مسكوكات تعرف بإسم "دبن "Deben" تصل قيمتها 12 "شات"
نتيجة لهذا الظهور المبكر للعملة كان المصريون لا يتعاملون بالمقايضة على غرار الأقوام القديمة إنما كان يتعاملون بالبيع والشراء.
أهم صادرات مصر الفرعونية كانت هي الأقمشة المصنوعة من الكتان والأدوات الفخارية والزجاجية والعاج والنحاس والحديد والسمك المجفف وورق البردي.
أما المستوردات فقد كانت العاج والبخور والصمغ وجلود الفهود والأسود والذهب وريش النعام، وكانت هذه المواد تستورد من بلاد النوبة وكانوا يستوردون الخشب من فينيقيا والنبيذ والزيت من جزيرة كريت والنحاس من آسيا الصغرى أما التوابل والبخور والنباتات العطرية والمواد الثمينة فمن الجزيرة العربية والهند وبلاد الرافدين.
فيما يخص الطرق التجارية فقد كان لمصر طرق تجارية برية داخلية بين الأقاليم المصرية وبحرية بين الأقطار المجاورة عن طريق البحر الأبيض المتوسط خاصة الحضارات التي تطل عليه والبحر الأحمر وطريق نهر النيل الذي يشق مصر عموديا من شمالها إلى جنوبها.
فقد كان لمصر آلهة خاصة بالتجارة يتذرع لها التجار من أجل تسهيل تجارتهم وآلهة خاصة بالملاحة يتذرعون لها قبل الانطلاق في عملية سير قوافلهم التجارية ومن بين المعبودات التجارية كان الإله "ست" راعي القوافل البرية والبحرية
4. (الجانب الاجتماعي في مصر القديمة ( طبقات المجتمع
المجتمع المصري مجتمع طبقي يتكون من طبقتين أساسيتين:
أ- الطبقة العليا:
أ1 – الفرعون وزوجته:
الفرعون مصطلح معناه المسكن الفسيح أو القصر أو الصرح العظيم، وهذه الكلمة تطلق على الملك وحاشيته وكذلك الأبناء والموظفين الذين لهم النشاطات السياسية والدينية في نفس الوقت
الفرعون هو في نفس الوقت الملك والراعي ذلك لأنه في اعتقادهم من يمطر السماء ويفضل نوره تنمو المنتجات الزراعية المختلفة وبإمكانه إلحاق الأذى بالأعداء، وإحداث الجفاف في الأرض فالملك في مصر الفرعونية يجمع بين السلطة الدينية والدنياوية
الملك يحكم في مصر منذ أقدم العصور وهو صاحب السلطة العليا في البلاد ومصدر كل السلطات وفي القصر تدار جميع أمور الدولة
وقد وضع ملوك مصر التيجان على رؤوسهم واعتبر التاج رمز القوة ومن أهم تيجان التاج الأبيض رمز الجنوب والتاج الأحمر رمز الشمال
أ2- الأسرة الملكية أو النبلاء:
تتمتع الاسرة الملكية أو النبلاء الذين يتكونون جميعا من حاشية الملك بمكانة مرموقة في المجتمع المصري القديم فإليهم المناصب العليا في البلاد، كمنصب الوزير والموظفين الساميين مصل الكهنة والكتبة والقادة العسكريين والفنانين، وهي مناصب وراثية يحسن أصحابها القراءة والكتابة وأحيانا كان الملك يسند لهم الإشراف على حكم أقاليم
أ3- الوزير:
يتميز الوزير بثقافة واسعة بحيث كان يتلخص في مساعدة الملك على تسهيل شؤون مصر القديمة، خاصة الإدارية والاقتصادية والقضائية وكان يشرف على شؤون كثيرة، كالشؤون المادية والجيش ويراقب فيضان النيل، ويمثل حلقة اتصال بين الملك والموظفين وكان يقدم تقارير يومية للملك على سير شؤون مصر القديمة.
وفي حالة غياب الملك أو اهتمامه بشؤون اخرى كان الوزير هو من يتخذ القرارات في مصر الفرعونية فصلاحيته لا تقل أهمية عن صلاحية الملك.
أ4- الكهنة:
حظي الكهنة بمكانة هامة في مصر قديما باعتبارهم واسطة بين الآلهة والشعب منذ ظهور السلطة، وقد احتلوا المرتبة الثانية بعد الملك ويجب على الكاهن أن يكون من أقارب الملك أو زوجته ووظيفتهم وراثية وقد كانت لهم خصائص ومراتب تتلخص مهامهم في استقبال الهدايا والقرابين الموجهة للمعبد والاهتمام بالعلوم والطب والتأمل في المستقبل والكتابة فقد كان لهم دورا سياسيا في الحضارة المصرية القديمة.
أ5- حكام الأقاليم:
كان على رأس كل إقليم حاكم يعينه الملك يسهر على تسيير الامور فيهن وكانت مهمة حكام الأقاليم الإشراف على حفر الترع وشق القنوات وشؤون الري وإحصاء الاراضي الزراعية، واوسعت دائرة حكام الاقاليم بعد أن جمعوا أموال كبيرة زادت في تقوية نفوذهم، نتيجة يهذا بدأ يظهر في مصر ملوك جدد وظهر نظام توريث الأراضي لأبنائهم وجمعوا في أيديهم السلطة الإدارية والدينية والعسكرية بأقاليمهم، وبالتالي تدهورت سلطة الملك وأصبح غير قادر على كبح جماح حكام الأقاليم.
أ6- الجيش:
بعد أن تكررت الهجمات الأجنبية ضد مصر تطلب الأمر إقامة جيش نظامي دائما غلى جانب المرتزقة، كان الجيش في حالة الحرب والتوتر يقوم بمواجهة الاعداء وبناء الحصون والخنادق والجسور المتحركة، وكان الفرعون الذي يعد القائد الاعلى للجيش يجتمع قبل أية حملة عسكرية بمساعده لوضع خطة الحرب، أما في حالة الامن والاستقرار فإن مهمة الجيش تمثلت في إنجاز المنشأة العامة والمساهمة في الرحلات الاقتصادية إلى الحبشة ومراقبة التجارة القائمة بين إفريقيا وآسيا مراقبة صارمة
أ7- الكتبة والكتاب:
كان للكتبة زورا هاما في مصر القديمة، حيث أوكلت إليهم مهام إدارية وعسكرية كالنقل والإيواء وتموين وتوزيع الغنائم، والكاتب ضروري أن يجيد القراءة والكتابة ويعدون من الموظفين الساميين، ويمكن للكاتب أن يرتقي إلى منصب الوزير أو الكاهن وهم فئة تتمتع بثراء كبير.
أ8- الفنانون والحرفيون:
لقد شهد الفن ازدهارا وتطورا كبيرا في مصر الفرعونية، وذلك راجع إلى ان لهذه الفئة مكانة كبيرة في مصر، حيث كان الفنانون والرسامون والنحاتون يعملون في خدمة الملك، ويتلقون رعاية خاصة منه وكانوا يتقاضون أجورا عالية.
ب- الطبقة السفلى:
ب1- الفلاحون والعمال:
يمثل الفلاحون والعمال الفئة الأكبر في المجتمع المصري القديم، وتكمن مهمتهم في استغلال الأراضي وفي صيانة قنوات الري ومقاومة الفيضان وتصريف المياه وحماية الأراضي من عمليات النهب التي كانت تتعرض لها، وكان الفلاحون مجبرون على دفع ضريبة عالية جدا، وفي حالة عجز الفلاح عند دفع الضريبة كان يتعرض لضرب المبرح ويطرد من الأرض، فقد كانت أوضاع الفلاح جد قاسية.
ب2- العبيد:
يحتل العبيد المرتبة الأخيرة في الهرم الاجتماعي في مصر القديمة، أصلهم إما أسرى حرب أو ينحدرون من عبيد النوبة والحبشة، ويعود تاريخ وجود العبيد في بلدان الشرق الأدنى القديم إلى الألف الثانية قبل الميلاد وكثر عددهم في عهد الدولة الوسطى والحديثة في مصر، ولم يكن لهم حقوق ولكن مع مرور الوقت تمكن بعض العبيد من عتق أنفسهم وتقلدوا مناصب في الدولة المصرية.
هرم يجسد طبقات المجمتع المصري القديم