3. الاقتصاد في حضارة مصر
أ-الزراعة:
تعود خصوبة الأراضي المصرية إلى الفيضان السنوي لوادي النيل الذي كون على مر السنين سهولا غنية بالمواد العضوية.
كانت الزراعة المصرية القديمة في البداية متوقفة على فيضان النيل وكان الانتاج وفيرا والموسم الزراعي ناجحا، اذا مافاض النيل وروى الأرض الزراعية، أما إذا تأخرت عملية الفيضان فيحدث الجفاف ويقل الانتاج وتحل المجاعة.
كان على المصريين تحدي لمواجهة هذه المشكلة، لذلك لجا المصريون القدماء إلى إنشاء السدود وقنوات نقل المياه وانشاء خزانات كبيرة لتخزين المياه من أجل ري الاراضي في الأيام الأخرى.
يعد القمح والشعير من أهم المزروعات التي قام عليها الاقتصاد المصري، ونرى هذا واضح من خلال الرسومات المنقوشة على الجدران.
ويعد نبات البردي من أشهر النباتات التي اشتهرت بها مصر وخاصة منطقة "الدلتا"، وهو نبات الذي استغله المصريون في صناعة ورق البردي الذي كتبوا عليه
لوحة تجسد ممارسة سكان مصر القديمة للزراعة
ب- الصناعة:
شهد جانب الصناعة في مصر تطور كبير حيث صنع المصريون القدامى الكثير من المنتوجات، حيث ابدعوا في صنع الحدادة والنجارة ونسيج الاقمشة وصناعة الأحدية وصناعة الحلي وغيرها، وقد ساعد على توفر هذه الصناعات وجود المواد الأولية في مصر، كما تم استيراد بعض المواد من المناطق المجاورة.
من أهم الصناعات كانت صناعة الورق البردي وتحويلها إلى لفافات كبيرة ثم إلى كراريس ليتم الكتابة عليه.
كما شهد مجال البناء والعمارة تطورا كبيرا في مصر وهذا راجع إلى تطور مجال الصناعة الخاصة بالبناء، إلى جانب توفر الأحجار كالرخام والمرمر والجير وغيرها، بالإضافة إلى وجود المادة الاولية لصناعة الأواني الفخارية، والتي هي الطين الموجود على حواف واد النيل ساعد في صنع أواني عالية الجودة، لتوفر مصر على رمال ممتازة تمكن المصريون من اختراع الزجاج منذ منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد وتمكنوا من تطويره إلى زجاج شفاف في 1300 ق.م.
وقد كان الحرفيون يورثون صناعتهم لأبنائهم من بعدهم مما أدى إلى توارث العديد من الأسر لصناعة معينة.
صناعة الحلي في الحضارة المصرية
ج- التجارة:
تعود شهرة مصر الفرعونية في التجارة الخارجية إلى موقعها الاستراتيجي الهام بين بلدان شرق المتوسط وغربه شماله وجنوبه وقد ساعدت الملاحة المباشرة بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر منذ الألف الثانية قبل الميلاد على تنشيط التبادل التجاري بين آسيا وإفريقيا وأدت إلى مراقبة الطرق التجارية بآسيا وموانئ فينيقية
كان ضرب العملة في مصر الفرعونية مبكرا في الألف الثالثة قبل الميلاد، في شكل حلقات من ذهب تسمى "شات "Shats" تزن الواحدة منها حوالي 5،50غرام، وفي عهد الدولة القديمة ظهرت مسكوكات تعرف بإسم "دبن "Deben" تصل قيمتها 12 "شات"
نتيجة لهذا الظهور المبكر للعملة كان المصريون لا يتعاملون بالمقايضة على غرار الأقوام القديمة إنما كان يتعاملون بالبيع والشراء.
أهم صادرات مصر الفرعونية كانت هي الأقمشة المصنوعة من الكتان والأدوات الفخارية والزجاجية والعاج والنحاس والحديد والسمك المجفف وورق البردي.
أما المستوردات فقد كانت العاج والبخور والصمغ وجلود الفهود والأسود والذهب وريش النعام، وكانت هذه المواد تستورد من بلاد النوبة وكانوا يستوردون الخشب من فينيقيا والنبيذ والزيت من جزيرة كريت والنحاس من آسيا الصغرى أما التوابل والبخور والنباتات العطرية والمواد الثمينة فمن الجزيرة العربية والهند وبلاد الرافدين.
فيما يخص الطرق التجارية فقد كان لمصر طرق تجارية برية داخلية بين الأقاليم المصرية وبحرية بين الأقطار المجاورة عن طريق البحر الأبيض المتوسط خاصة الحضارات التي تطل عليه والبحر الأحمر وطريق نهر النيل الذي يشق مصر عموديا من شمالها إلى جنوبها.
فقد كان لمصر آلهة خاصة بالتجارة يتذرع لها التجار من أجل تسهيل تجارتهم وآلهة خاصة بالملاحة يتذرعون لها قبل الانطلاق في عملية سير قوافلهم التجارية ومن بين المعبودات التجارية كان الإله "ست" راعي القوافل البرية والبحرية