2. التاريخ السياسي لحضارة مصر القديمة

ينقسم التاريخ المصري الى مرحلتين هما عصر ما قبل التاريخ والعصر التاريخي الذي ظهرت فيه الكتابة وتبلورت مظاهر الدين والفن، وينقسم هذا العصر الى 30 أسرة ملكية وثلاث دول، نعمت مصر خلالها بحكومة مركزية قوية ، كما مرت بفترات اضمحلال وتفكك يمكن تلخيصها كما يلي:

1- العهد العتيق ( العهد الثيني) 3150 – 2780 ق.م.:

ويشمل الأسرتين الأولى والثانية والتي تعرف بالأسر الثينية نسبة إلى مدينة ثيس وهذا لأن معظم ملوك هذه الأسر يعود أصلهم لهذه المدينة.

الأسرة الأولى: أهم ملوك هذه الأسرة الملك "مينا" الذي نجح في تحقيق وحدة مصر السياسية وأسس أول أسرة حاكمة وكان ذلك في حوالي 3100 ق.م. قد تميزت الأسرة الأولى بأنها فرضت عبادة الإله حورس .

الأسرة الثانية: عرفت مصر في عهد الأسرة الثانية تقدما في جميع نواحي الحياة وتطور استعمال الكتابة الهيروغليفية، وتتكون هذه الأسرة من تسعة ملوك، وقد قام ملوك هذه الأسرة بمجهودات جبارة للحفاظ على وحدة مصر والتصدي لمحاولات الإنفصال في الشمال.

2- عصر الدولة القديمة 2780 – 2181 ق.م.:

ويشمل هذا العرض الأسرة 3، 4، 5، 6، وهو العصر الذي يطلق عليه عصر بنات الأهرام ويعرف أيضا بالعصور المنفية لأن مدينة منف ظلت طيلة تلك الفترة عاصمة للبلاد.

الأسرة الثالثة: يعتبر الملك زوسر هو مؤسس الأسرة الثالثة وهو صاحب القبر العظيم في سقارة المعروف باسم الهرم المدرج، وهو أول بناء حجري ضخم عرفه التاريخ، يتكون من ستة مصاطب، يبلغ ارتفاعه حوالي ستين متر وقد ظهر في عهد الملك زوسر الوزير إيمحوتت الذي يرجع له الفضل في تصميم الهرم المدرج وتنفيذه وقد كان كاهنا للملك ووزيره وأول الحكماء والعلماء والأطباء في مصر القديمة.

 وقد حكم بعد الملك زوسر ثلاثة ملوك هم  "سخم خت"، "خع با"، "جوني".

الأسرة الرابعة: بعد الملك "سنفرو" مؤسس الأسرة الرابعة واشتهر بالإصلاح والقوة وأهم أعماله كانت إرسال أسطول بحري إلى فينيقيا لإحضار خشب الأرز.

   ومن أهم ملوك الأسرة الرابعة كذلك الملك " خوفو" الذي ترتبط شهرته بهرمه الأكبر الذي يعتبر أحد عجائب الدنيا السبع، حيث يبلغ ارتفاعه حوالي 137 م. و عدد أحجاره نحو 2.3 مليون حجر، وحسب المؤرخ هيرودوت فإن بناء هذا الهرم استغرق حوالي 20 عاما.

   وقد شيد خلفاء "خوفو" وهم كل من "خفرع" و " منكاورع" هرمين أقل حجما من الهرم الأكبر، وتابعوا سياسته في التوسع جنوبا في اقليم "النوبة"

الأسرة الخامسة: تتكون هذه السرة من 10 ملوك ويعد الملك " ساحورع" هو أهم ملوك هذه الأسرة، فقد أرسل حملات إلى النوفة وإلى ليبيا، ويعتبر الملك "أوناس" آخر ملوك هذه الأسرة حيث حكم 30 عاما وبنى هرما بلغ ارتفاعه 44 م. وطول قاعدته المربعة 67 م.

الأسرة السادسة: حكم في هذه الأسرة سبعة ملوك، أولهم  الملك "تيتي" وآخرهم الملكة " نيتوكريس" التي حكمت لمدة عامين، وقد واصل حكام هذه الأسرة توسعاتهم في الجنوب .

3-الفترة الانتقالية الأولى 2181 – 2052 ق.م.:

وتشمل هذه الفترة الأسرات من 7 إلى 10 وقد كان هذا العصر عصر فوضى واضطرابات انقسمت مصر إلى عدة ممالك وبرزت مملكتان هما مملكة "أهاناسيا" في الشمال  حيث أسس ملوكها الأسرتان التاسعة والعاشرة، ومملكة " طيبة" في الجنوب.

4 - عصر الدولة الوسطى: وشمل الأسرة 11 و 12.

   اهتم ملوك الدولة الوسطى بالمشاريع التي تعود على جميع أفراد الشعب بالرخاء والخير مثل مشاريع الري والاهتمال بالزراعة والتجارة وقد سمي هذا العصر بعصر الرخاء الاقتصادي ويمتد من 2124 ق.م – 1778 ق.م.

ويبلغ عدد حكام الأسرة الحادية عشر سبعة حكام وهم على التوالي : أنتف الأول ، أنتف الثاني، أنتف الثالث، منتوحوتب الأول ، منتوحوتب الثاني،ة منتوحوتب الثالث، منتوحوتب الرابع.

   ويعتبر الملك منتوحوتب الثاني أعظم ملوك هذه الأسرة، حيث يرجع إليه الفضل إلى إعادة الوحدة للبلاد ووحدتها والقضاء على الفتن ، وقد حكم قرابة 51 سنة .

وبالنسبة للأسرة الثاني عشر فقد توسع ملوكها في الجنوب وشيدوا هرم دهشور وقبور بني حسن والبرشة، ومؤسس هذه الأسرة هو إمنمحات الأول الذي اتخذ عاصمة جديدة للبلاد التي هي "إثيت تاوى" وقضى على غاات الأسيويين واللبيين وقد حكم هذا الملك حوالي 30 عاما.

ومن أهم ملوك هذه الأسرة الملك سنوسرت الثالث، حيث حكم 38 سنة  وقد قاد حملات عسكرية إلى بلاد النوبة، وشيد هرم ومعبد في الفيوم ، كما أمر بحفر قناة في شرق الدلتاوهي أقدم اتصال مائي بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، وربط علاقات تجارية مع بلاد البونت "  الصومال حاليا" 

5-القترة الانتقالية الثانية: وتشمل الأسرات 13 و 14 و15 ( 1778– 1570 ق.م.).

تعرضت مصر في هذه الفترة  إلى احتلال الهكسوس الذين ضلوا بها حوالي قرنين من الزمن ، وهم قبائل من البدو جاءوا من غرب آسيا  ويحتمل أن يكون أصلهم من شبه الجزيرة العربية، أو من آسيا الصغرى( الأنظول)، وقد ظل الهكسوس أجانب بالنسبة للمصريين رغم تأثرهم بالحضارة المصرية وتقليدهم للفراعنة في أسمائهم وأزيائهم وتقاليدهم.

6- عصر الدولة الحديثة 1570 – 1580 ق.م.:

ويشمل الأسرات 18، 19، 20، ويعد الملك أحمص الأول هو مؤسس الأسرة 18 التي تمثل بداية عصر الدولة الحديثة، وقد تمكن من هزيمة الهكسوس وطردهم من البلاد وأعاد لمصر استقلالها واتحادها، ولقد لقب عصر الدولة الحديثة بعصر المجد الحربي والتوسعات الخارجية وأشهر ملوك الدولة الحديثة:

من الأسرة 18 نجد الملك تحوتمس الأول، حيث حكم قرابة 30 سنة،وقد توسع جنوبا حتى وصل إلى دنقلة ثم توسع في آسيا وبنى معبدا له هناك.

الملكة حتشبسوت: تعتبر أشهر ملكات مصر حكمت حوالي 18 عاما وقد تميز عهدها الاستقرار والأمان وبالبناء والنهوض بالفنون والتجارة، حيث أرسلت بعثة تجارية إلى بلاد بونت "الصومال حاليا"، ومن انجازاتها اقامة مسلتين بمعبد الكرنك لا تزال احداحما قائمة لحد اليوم، ويبلغ ارتفاعها حوالي 30 مترا، وأقامت كذلك معبد الدير البحري.

الملك تحتومست الثالث:اشتهر هذا الملك بنشاطه الحربي وقام بحوالي 17 حملة في آسيا، وتوسع في بلاد النوبة جنوبا وشيد عدة أبنية ومعابد كما قام بإنشاء أسطول حربي قوي استطاع من خلاله بسط سيطرته على جزر كثيرة من البحر المتوسط والسواحل الفينيقية.

الملك ايمنحوتب الرابع (اخنتون): تول الحكم وعمره لا يتجاوز ال16 سنة تزوج من نفرتيتي ولم يكن هذا الملك مهتما بأمور السياسة والحرب وانشغل كثيرا بأمور الدين، حيث جاء بعقيدة دينية جديدة تدعوا إلى عبادة إله واحد هو آتون، كما غير اسمه إلى أخنتون واتخذ عاصمة جديدة هي "أخيت أتون"، ونتيجة سياسته الدينية الجديدة ثار كهنة الإله أمون ضده.

الملك توت عنخ آمون: حكم قرابة 9 سنوات اتخذ طيبة عاصمة للبلاد من جديد لم تكن لهذا الملك انجازات حضارية كبيرة، وقد تم العثور على مقبرته كاملة سنة 1928م حيث تم العثور فيها على كنوز أثرية ليس لها مثيل.

الأسرة ال19 : أشهر ملوك هذه الأسرة: الملك رمسيس الأول الذي أعاد هيبة الدولة المصرية والملك رمسيس الثاني الذي يعتبراعظم الملوك المصريين صاحب أقدم معاهدة سلام في التاريخ القديم وكانت مع الحيثيين بعد معركة قادش، ومن انجازات هذا الملك بناء معبد أبو سنبل.

 الأسرة 20: أشهر ملوك هذه الأسرة: الملك رمسيس الثالث الذي منع دخول شعوب البحر واللبيبين إلى مصر وفي نهاية عهده بدأت مصر تدخل مرحلة الضعف.

وبعد الأسرة 20 دخلت مصر عصر  الاضمحلال الثالث ويشمل الأسر 21-25 (1085-663 ق.م)، حكم فيها البلاد ملوك من أصل ليبي منهم سيشنق واخزون من أصل نوبي أشهرهم يعنخى.

كما غزاها الأشوريون فثار المصريون بقيادة بسماتيك الأول الذي أسس الأسرة 26  (663-525 ق.م) وارجع لمصر قوتها وبدا عصر النهضة، ثم استولى عليها الفرس من الأسرة 27 الى غاية الاسرة30 ، ثم ينتهي تاريخ الأسرات بغزو الإسكندر الأكبر لمصر سنة 332 وطرده للفرس.

تمثال الملك رمسيس الثاني