3. طبقات المجمتع الرافدي
1-طبقة الأحرار:
الطبقة العليا هي التي تضم أحرار المجتمع من الذين يمتلكون الحرية الكاملة، ويتمتعون بكل حقوق القانون العام المقرر للمواطنين وتثبت لهم الشخصية القانونية منذ ولادتهم وحتى مماتهم، كما أفرادها يتقدمون عامة الشعب ويحتلون مراكز اجتماعية مرموقة قد تكون سياسية أو إدارية أو اقتصادية.
ويأتي الملك وأسرته في مقدمة تكون هذه الطبقة ويحتل مركزا مقدما لدى العراقيين القدماء باعتباره ممثل الآلهة على الأرض ونائبها.
وتتكون أيضا هذه الطبقة من الكهنة و أصحاب الإقطاعيات الكبيرة وقادة الجيش وضباطه وكبار موظفي الدولة من حكام وقضاة وكتبة ومفتشين ومراقبين وغيرهم من الموظفين، كما ضمت هذه الطبقة كبار التجار والصناع وأصحاب رؤوس الأموال.
2-الطبقة الوسطى(مشكينوم):
تحتل هذه الطبقة مركزا أوسطا بين الطبقة العليا من جهة وطبقة الأرقاء من جهة أخرى، وكان أفرادها أحرارا يتمتعون بالحرية ولكنها مقيدة ولا يجوز بيعهم من قبل الغير.
وبسبب وضعهم الاجتماعي والاقتصادي الخاص فرضت عليهم قيود قانونية معينة، هذه القيود جعلت الباحثين يختلفون في تسمية أفراد هذه الطبقة فقد ذهب صبيح مسكوني إلى اعتبار اللفظ البابلي "مشكينوم" أساس التسمية وقاربه إلى اللفظ العرب "مسكين"، بينما نعتهم طه باقر بـ"المقيدة حريتهم"،وأطلق عليهم آخرون "الشخص الذي ينفى" أو " المرؤوس، الوضيع"، كما أطلق البعض عليهم بـ" طبقة العامة" أي عامة الشعب من الأحرار.
ومن الباحثين من قال أنصاف أحرار ومنهم من قال أنهم عبيد الأرض، ذكر آخر على أنهم موالي أو فقراء، مما كانت الآراء في ذلك فإنهم في الراجح يشكلون طبقة وسط بين طبقة العلياوالأرقاء، على أساس أن الفرد من هذه الطبقة كان عمليا نصف حر ونصف عبيد وبذلك يحتل مركزا أوسطا بين طبقة الأحرار وطبقة العبيد، فهم بذلك يتألفون من المواطنين الأحرار غير كاملي الحقوق إذ كانت امتيازاتهم الاقتصادية والقانونية أقل بكثير من امتيازات طبقة الأحرار كاملي الحقوق.
وقد كانت مصالح هذه الطبقة تقع ضمن اهتمامات الملك وتحت حمايته من خلال ما سنه من قوانين ونظم، وفي بعض الأحيان يعبر عن تلك المصالح بأنها مصالح القصر نفسه، فقد كانت لأبناء هذه الطبقة الحق في امتلاك البيوت والحيوانات، والأموال ولهم الحق في التصرف بها بكل حرية، وملك بعضهم الرقيق ولكن بعدد قليل، ولذلك فإن العمل الاقتصادي وحده لا يمكن اعتباره السبب الرئيسي أو الوحيد المؤثر في نشأة هذه الطبقة، إذ كان للتطور الاجتماعي والسياسي دور في حصول التمايز الطبقي في المجتمع، وإعطاء هذه الطبقة معالم خاصة بها، فبالرغم من تمتع أبناء هذه الطبقة بالحرية إلا أنهم خضعوا بشكل كبير جدا إلى أفراد الطبقة العليا لحد قيامهم بأعمال السخرة التي يتكفلون بها، وفي كثير من الأحيان كانوا يجبرون على المساهمة في القيام بأعمال الري والبناء، وينفذون أوامر الدولة فيما يخص التجنيد للخدمة العسكرية كواجب عليهم.
3-طبقة العبيد:
العبيد هم الطبقة الدنيا والأخيرة من طبقات المجتمع في بلاد الرافدين، وهم الأقل حظا من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، وقد ازدادت أعدادهم نتيجة تطور المجتمعات وازدياد الحروب والظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية، الأمر الذي جعل القوانين السومرية والبابلية تخصص لهم مواد قانونية تعالج فيها مختلف القضايا المتعلقة بهم.
ويتم الحصول على العبيد من عدة مصادر منها الأسر من خلال الحروب، أو استرادهم من البلدان المجاورة أو من خلال تحول أشخاص أحرار إلى عبيد بسبب ظروف اقتصادية أو اجتماعية قاسية وعجزهم عن دفع الدين إلى الدائن، أو لأسباب قانونية.
ورغم الامتيازات والحقوق التي تحصل عليها أفراد طبقة العبيد في شريعة حمورابي، إل أنهم كانوا في مركز السلعة لا البشر،فالرقيق كأي سلعة تخضع للمعاملات اليومية المختلفة كالبيع والرهن وغيرها، كل ذلك من دون الالتفات إلى رأي الرقيق نفسه لأنه يعد قانونيا معدوم الإرادة.
صورة تجسد الازياء والملابس التي كان يرتديها ابناء الطبقة العليا