1. أصل التسمية

يشغل العراق القديم المنطقة الممتدة من هضبة أرمينيا في الشمال – حيث ينبع نهرا الدجلة والفرات- حتى الخليج العربي في الجنوب، ومن الفرات غربا حتى ما وراء الدجلة شرقا، أي من البواد السورية غربا إل جبال إيران شرقا.

   عرفت المنطقة بتسميات عدة، ولا يزال الجدل قائما بين الباحثين المتخصصين حول أصل تسميتها، وقد أطلق عليها المؤرخ اليوناني بوليبيوس تسمية "ميزوبوتاميا "Mésopotamia التي تفيد معنى "أرض ما بين النهرين"، وكان المقصود بهذه التسمية المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات، وتمتد حتى حافة المناطق المرتفعة في الشمال، حيث يدخل النهران الهضبة إلى منطقة بغداد الحالية حيث يقترب نهرا الدجلة والفرات من بعضهما وتضيق المسافة بينهما إلى أقل اتساع.

   وذهب بعض الكتاب الإغريق إلى قصور لفظ ميزوبوتاميا، وأضافوا إليه لفظ بارابوتاميا "parapotamia" أي خارج النهرين أو ما حولها.

   لقد أصبحت تسمية ميزوبوتاميا متداولة ومعروفة أكثر بعد ترجمة التوراة، حيث ورد في سفر التكوين( وأخذ العبد عشرة جمال من جمال مولاه ومضى وفي يده كل خير مولاه، وقام ومضى إلى آرام النهرين إلى مدين ناحور) ، وكلمة "آرام نهارين " والتي وردت في العهد القديم فهي تعني " آرام النهرين"، أي بلاد ما بين النهرين، هذه التسمية تمت ترجمتها إلى اليونانية على هيئة " ميزوبوتاميا " ومن هذه المنطقة جاءت تسمية ميزوبوتاميا، وقد أصبحت الكلمة مألوفة لدى قارئ التوراة وهذا لأنها تعني البلد الذي جاء منه إبراهيم – عليه السلام.

   وبالنسبة لكلمة العراق الحالية فأصلها غير مؤكد وإن كان يرجح أنها كلمة فارسية تعني " السواد" أو "السهل" أو "البلاد السفلى"، وقد أطلق العرب على القسم الجنوبي من العراق اسم السواد أو العراق، أما القسم الشمالي فأطلق عليه اسم "الجزيرة"، وهي كلمة تطابق في معناها الكلمة اليونانية ميزوبوتاميا.

   وفي القرن الثاني عشر قبل الميلاد وردت التسمية على هيئة "أريقا " للدلالة على إقليم في وسط العراق، ثم حرفت إلى "إيراك" وعربت،اتسع مدلولها ليشمل قسمين الأوسط والشمالي بعدما كان يشمل القسم الجنوبي فقط.