المراحل الكبرى لحضارة بلاد الرافدين

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: مدخل الى تاريخ الحضارات القديمة
Livre: المراحل الكبرى لحضارة بلاد الرافدين
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Friday 22 November 2024, 13:56

Description

ستجدون في هذه المحاضرة التسميات التي اطلقت على بلاد الرافدين واصل سكانها والمراحل الكبرى التي مرت بها حضارتها

1. أصل التسمية

يشغل العراق القديم المنطقة الممتدة من هضبة أرمينيا في الشمال – حيث ينبع نهرا الدجلة والفرات- حتى الخليج العربي في الجنوب، ومن الفرات غربا حتى ما وراء الدجلة شرقا، أي من البواد السورية غربا إل جبال إيران شرقا.

   عرفت المنطقة بتسميات عدة، ولا يزال الجدل قائما بين الباحثين المتخصصين حول أصل تسميتها، وقد أطلق عليها المؤرخ اليوناني بوليبيوس تسمية "ميزوبوتاميا "Mésopotamia التي تفيد معنى "أرض ما بين النهرين"، وكان المقصود بهذه التسمية المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات، وتمتد حتى حافة المناطق المرتفعة في الشمال، حيث يدخل النهران الهضبة إلى منطقة بغداد الحالية حيث يقترب نهرا الدجلة والفرات من بعضهما وتضيق المسافة بينهما إلى أقل اتساع.

   وذهب بعض الكتاب الإغريق إلى قصور لفظ ميزوبوتاميا، وأضافوا إليه لفظ بارابوتاميا "parapotamia" أي خارج النهرين أو ما حولها.

   لقد أصبحت تسمية ميزوبوتاميا متداولة ومعروفة أكثر بعد ترجمة التوراة، حيث ورد في سفر التكوين( وأخذ العبد عشرة جمال من جمال مولاه ومضى وفي يده كل خير مولاه، وقام ومضى إلى آرام النهرين إلى مدين ناحور) ، وكلمة "آرام نهارين " والتي وردت في العهد القديم فهي تعني " آرام النهرين"، أي بلاد ما بين النهرين، هذه التسمية تمت ترجمتها إلى اليونانية على هيئة " ميزوبوتاميا " ومن هذه المنطقة جاءت تسمية ميزوبوتاميا، وقد أصبحت الكلمة مألوفة لدى قارئ التوراة وهذا لأنها تعني البلد الذي جاء منه إبراهيم – عليه السلام.

   وبالنسبة لكلمة العراق الحالية فأصلها غير مؤكد وإن كان يرجح أنها كلمة فارسية تعني " السواد" أو "السهل" أو "البلاد السفلى"، وقد أطلق العرب على القسم الجنوبي من العراق اسم السواد أو العراق، أما القسم الشمالي فأطلق عليه اسم "الجزيرة"، وهي كلمة تطابق في معناها الكلمة اليونانية ميزوبوتاميا.

   وفي القرن الثاني عشر قبل الميلاد وردت التسمية على هيئة "أريقا " للدلالة على إقليم في وسط العراق، ثم حرفت إلى "إيراك" وعربت،اتسع مدلولها ليشمل قسمين الأوسط والشمالي بعدما كان يشمل القسم الجنوبي فقط.

2. السكـــان

 

إن الحديث عن طبيعة بلاد الرافدين يستوجب الحديث عن الأقوام البشرية التي سكنت المنطقة، وهذه الأقوام تتمثل في السومريين والساميين، فمن هذه الاقوام؟ و ما هو موطنها الأصلي؟.

أ- السومريون:

   لقد اختلف العلماء والباحثين في تحديد أصل السومريين وقد وردت عدة آراء حول أصولهم ونسبهم وموطنهم:

 حسب طه باقر: "هم أحد الأقوام الذين عاشوا في جهة ما من واد الرافدين في عصور ما قبل التاريخ، ثم استقروا في السهل الرسوبي منه في حدود الألف الخامسة قبل الميلاد استوطنوا في القسم الجنوبي من العراق ".

   وأول شعب عرفه التاريخ من شعوب منطقة بلاد الرافدين هو الشعب السومري نسبة إلى المنطقة الجنوبية التي كانت تعرف تحت اسم (سومر) والواقعة بالقرب من المصب القديم لنهري الدجلة والفرات، إذ أن هذا المصب بدأ يتراجع نحو الجنوب بفعل انحسار ماء البحر، وتحول البحيرات إلى سهول بفعل الطمي الذي يجلبه النهران من الشمال.

   ولا يزال التاريخ إلى يومنا هذا عاجزا في أن يفصل بصورة نهائية بشأن أصل السومريين والسلالة البشرية التي ينتمون إليها، والطريق الذي سلكوه وصولا إلى المنطقة.

   وقد اتجه العلماء إلى البحث عن العناصر ذات الأصل السومري التي يمكن أن يوجد وجه شبه بينها وبين العناصر الأخرى سواء تعلق الأمر بالجانب الفكري أو المادي، وقد ثبت وجود تلك الروابط بين العيلاميين والسومريين مما أعطى اتجاها شرقيا لأصلهم ويتعلق الأمر هنا بمنطقة السند و بلوخستان (خارابا) من وادي السند، مستندين في ذلك على التشابه الحضاري ما بين حضارة وادي السند والحضارة السومرية،  حيث شابهت في بداية تكوينها طراز الفخار السومري القديم وزخارفه في بلاد الرافدين مع نماذج وزخارف الفخار القديمة التي انتشرت جنوبا وشرقا حتى مقاطعتي خاربا(بلوخستان) وموهنجو دارا بسهول السند.

   غير أن هذا الاتجاه ليس له في الواقع ما يؤكده، ذاك أن العثور على مخلفات حضارية لإحدى الحضارتين في مواقع الحضارة الأخرى لا يعني بالضرورة أن السومريين جاؤوا من الهند فالتبادل التجاري يمكن أن يكون وراء هذه المخلفات.

   وذهب رأي آخر إلى الاعتقاد بأن السومريون قد وصلوا إلى جنوب بلاد الرافدين في فترة العبيد، حيث يلاحظ بروز عناصر حضارية جديدة، وأن إيران كانت  مصدرهم وهذا اعتمادا على فخار العبيد الذي وجد في منطقة إيران من جهة و لتشابه عادات الدفن من جهة أخرى، ثم استمدت الحضارة السومرية خلال عصر الوركاء وازدهرت وتطورت خلال فترة جمدة نصر.   

   وهناك احتمال بأنهم وصلوا إلى بلاد الرافدين عن طريق أرمينيا، وبالتالي فإن أسيا الوسطى تكون هي موطنهم الأصلي، وقد نزحوا منها لاحتلال الجبال المحاذية لمنطقة القوقاز ثم انتشروا بعد ذلك من البحر الأحمر إلى الهند عن طريق الأناضول و إيران وأفغانستان لتعمير بلاد الرافدين، وعيلام على الأقل جزئيا، ثم سوس الأولى والبنجاب.

   وقد اتجه بعض العلماء إلى الاعتقاد بأن السومريين كانوا يقطنون في بادئ الأمر جبال كردستان ويأوون كهوفها ثم هاجروا فيما بعد إلى العراق من هذه المرتفعات الشمالية الشرقية عن طريق أرمينيا وإيران.

     بينما ذهب البعض الآخر من المهتمين بالأصول السومرية إلى اعتبارهم من الأقوام المحلية التي سكنت العراق القديم منذ العصر، وإنما لم تأت من خارج بلاد الرافدين، نزحت من الشمال نحو الجنوب.

ب- الساميـون:

   بالنسبة لتسمية هذه الاقوام بـ( الساميين ) فقد أطلقه لأول مرة الباحث النمساوي ( اوغست فردريك شلوتزر ) في مقالة عن الكلدانيين عام 1781، حيث قال فيها : " من البحر المتوسط إلى الفرات، ومن ارض الرافدين حتى بلاد العرب سادت كما هو معروف لغة واحدة . ولهذا كان السوريون والبابليون والعبريون والعرب شعبا ًواحداً . وكان الفينيقيون ( الحاميون ) أيضا يتكلمون هذه اللغة التي اود ان اسميها اللغة السامية"

وهذه التسمية نسبة إلى سام بن نوح، اقتبسه شلوتزر من العهد القديم سفر التكوين الإصحاح العاشر (21-31) والإصحاح الحادي عشر ( 10 – 26) والذي يتحدث عن انساب سام بن نوح وأطلق تلك التسمية على الأقوام التي استقرت في سوريا وفلسطين والعراق منذ أقدم الأزمنة وعلى لغاتها المتشابهة، ثم استخدم المصطلح ليشمل الأقوام العربية الشمالية والأقوام الاكدية والبابلية والأشورية والكنعانية والأمورية والعبرية والأرامية وغيرها من الأقوام على حد سواء، وقد استعمل هذا المصطلح الكثير من الكتاب والمؤلفين العرب والأجانب.

اختلف الباحثون وتعددت الآراء في تحديد الموطن الأصلي للأقوام السامية؛ الغالبية منهم يتفق على أنهم من شبه الجزيرة العربية، وإنما يكمن الاختلاف ضمن حدود الجزيرة نفسها، فمنهم من يرى أنهم من المناطق الساحلية للخليج العربي وتحديداً منطقة العروض في البحرين، ويرى البعض الآخر بان اليمن هي مصدر هجرة القبائل إلى شمال الجزيرة حتى في فترة قبيل الإسلام وبعده.

ويرى آخرون بأنهم جاءوا من المنطق الشمالية الشرقية لإفريقيا بالاستناد إلى بعض المفردات المتشابهة في اللغـات السامية والحامية، ويرى الأستاذ جواد علي بأن أرض الأموريين (المناطق الغربية للفرات) هي الموطن الأصلي لهم.

وهناك من يرى أن أرمينيا وجبالها الأبرز(آرارات) هي الموطن الأصلي للساميين وهذا الرأي نراه يعتمد على النص التوراتي الوارد في سفر التكوين ( 10 : 22، 24 ) حيث يجعل الأمم السامية أبناء ( ارفخشد بن سام ) وهو الذي سميت باسمه منطقة اربخيتيس Arrapachitis الواقعة بين الحدود بين ارمينا وكردستان ، وربما أن نسبة هذه الأقوام ( السامية ) إلى هذه المنطقة راجعة إلى الرواية القائلة بان سفينة النبي نوح -عليه السلام – قد رست بالقرب من تلك المنطقة أو على جبل آرارات في منطقة يريفان (عاصمة أرمينيا)، كما جاء في الاصحاح الثامن واستقر الفلك في الشهر السابع، في اليوم السابع عشر من الشهر، على جبال اراراط.

   إلا أن معظم الباحثين يتفقون على أن منطقة الجزيرة العربية وبوادي الشام والعراق كانت  الموطن الأصلي للساميين ومنها اتجهوا إلى المناطق الاخصب مثل وادي الرافدين.

 

 

3. المراحل الكبرى لحضارة بلاد الرافدين

مر تاريخ حضارة بلاد الرافدين بالمراحل التالية:

-1- العهد السومري القديم:

   كان يسمى هذا العهد الأول من الحكم السومري بفجر السلالات الأولى 2800 – 2370 ق.م، والتي كانت تقوم على نظام المدن الدول، بمعنى كل مدينة هي دولة بحد ذاتها، لها اقتصادها الخاص ومعتقداتها الخاصة وآلهتها الخاصة وحكامها الخاصون، أي مدن دول مستقلة عن بعضها البعض، و أبرزها أوروك ولجش و أوما في الجنوب وكيش في الشمال، أخذت هذه المدن تتصارع وتتنافس فيما بينها، على الأراضي الزراعية وعلى مصادر المياه لأن النشاط الزراعي كان هو أبرز نشاط تقوم به هذه المدن الدول.

وتشير قائمة الملوك السومرية الى ان الملكية نزلت من السماء في كيش، وورد ذكر ثلاثة وعشرين ملكا في وثيقة قائمة الملوك السومرية من بينهم الملك ايتانا صاحب اسطورة الصعود الى السماء، ومن ملوك سلالة كيش يمكن الاشارة الى أجا الذي عاصر الملك جلجماش احد ملوك مدينة الوركاء، وحسب قائمة الملوك السومرية فقد تعاقب على حكم البلاد احدى عشر سلالة من بعد سلالة اور الاولى.

2- العهد الاكدي: (2370 –  2230ق.م.)

 يرتبط نشوء الدولة الاكدية بشخصية" سرجون الاكدي" الذي استطاع توحيد البلاد، وينتمي "سرجون" وعائلته إلى قبائل تتكلم أحد اللهجات السامية، ويعتقد أن أصوله تنتمي إلى البدو نصف المتحضرين على أواسط الفرات، وما ساعده إلى الوصول إلى سدة الحكم ولملمة الدول المتبعثرة تحت حكمه المركزي الموحد هو تنازع تلك الدول فيما بينها ، وتذمر الشعب من فساد سلطة الكهنة من جهة أخرى.

   استطاع سرجون القضاء على جميع منافسيه، انطلقت حملته من مدينة "كيش" إلى أن وصل إلى الخليج العربي، أما حدوده الشمالية فقد وصلت إلى مملكة "ماري"، وقد حكم "سرجون" 56 سنة استطاع خلالها خلق وحدة سياسية مركزية، التي قضت على نظام المقاطعات حكام مدن الدول، فأصبح الملك يدير شؤون المقاطعات الزراعية، دون أن يكون للكهنة دورا فيها. 

   وقد حكم حكام كثر من بعد سرجون الاكدي كان أشهرهم " نرام سين" الذي اعتبر أقوى ملوك الأكاديين بعد "سرجون"، نظرا للقوة التي وصلتها البلاد في عهده، حيث استطاع أن يمد حدود الإمبراطورية الأكادية إلى مدينة "ابلا"، كما عرفت الإمبراطورية  استقرارا في عهده، غير أن الحكام من بعده لم يكونوا بنفس المستوى، مما دب في أرجاء الإمبراطورية الضعف.

3- عهد الاحياء السومري: (2012-2004 ق.م )

يطلق عليه كذلك العهد السومري الحديث، يرتبط هذا العهد باخر اسرة سومرية حكمت المنطقة وهي سلالة "ارو الثالثة" التي اسسها "الملك اورنمو" ، وقد قام هذا الملك باخضاع بلاد سومر وبلاد اكاد، وهو صاحب زيقورة اور الثالثة، واشتهر كذلك بتشريعه للقوانين

   دامت فترة حكم سلالة اور الثالثة 108سنوات، تعاقب على الحكم 5 ملوك استطاعوا أن يؤسسوا دولة تمتد من الخليج الغربي جنوبا إلى أقصى الرافدين شمالا، أي نفس الحدود التي كانت للدولة الأكادية.

   كان الملك في هذا العصر لا يستمد سطته من المصدر الإلهي بل كان نفسه هو المصدر الإلهي لأن الملك إله في هذا العصر.

   مع تغلغل قبائل " المارتو" إلى داخل بلاد الرافدين بدأ الانهيار يدب في سلالة أور الثالثة، هذه القبائل التي كانت توصف في اللغة الأكادية "بالعموريين " التي كانت سببا في تلاشي عصر سلالة أور الثالثة، التي دخلت بلاد الرافدين إلى أقصى سهول الرافدية الجنوبية، تسمى هذه القبائل السامية الغربية، وبالكنعانية تارة أخرى.

4- العهد البابلي :

يقسم الباحثون التاريخ البابلي الى إحدى عشرة سلالة مرت على حكم مدينة بابل اشهرها :

- سلالة بابل الأولى (العهد البابلي القديم) :(1894 -1531 ق.م):

ظهرت سلالة بابل الأولى في وقت كانت البلاد مقسمة الى عدة دويلات مدن متنافسة وأشهرها مدينتي "ايسن"و"لارسا"، وقد حكم هذه السلالة 11 ملكا لمدة ثلاث قرون كان أشهرهم الملك حمورابي الذي أعاد الوحدة السياسية للبلاد.

الملك حمورابي: (1792-1750 ق.م) حين تولى حمورابي  الحكم في مدينة بابل بدأ مشروعه الكبير في إعادة توحيد البلاد، وأنجزه في العام الثامن والثلاثين من حكمه، وأعقب ذلك إصداره لشريعته المشهورة. واشتهر هذا العصر بإنجازاته الكبيرة مثل بناء المعابد وتقوية الحصون والأسوار في عاصمته بابل وفي مدن مملكته الأخرى وتنظيم الجيش وشؤون إدارة البلاد.

-الاسرة البابلية الثانية (1740- 1500 ق.م):

تعرف بسلالة القطر البحري، نشأت هذه السلالة في الجزاء الجنوبية من البلاد، حكم هذه السلالة 11 ملكا، دخل حكام هذه السلالة في صراع كبير مع ملوك بابل، ودمرت نتيجة هذا الصراع مدن كثيرة في الجنوب من بينها مدينة" اور" ، ولم يتمكن احد الطرفين من القضاء على الاخر الا ان جاء الكشيون وقضوا على استقلالها في سنة 1500ق.م

-الاسرة البابلية الثالثة (الكشيون):1518- 1157 ق.م:

يرجح ان يكون الكشيون قد نزحوا من المنطقة الوسطى من جبال" زاجروس"، ودخلوا بابل بعد انسحاب الحثيين منها، وقد تلقب ملوك الكشيين بلقب "ملك سومر وأكاد" و"ملك بابل"، وأطلقوا على بابل تسمية" كار دويناش" أي بلاد الاله دويناش"، وانتهت دولتهم على يد العيلاميين بعد ان حكموا بلاد الرافدين لأكثر من اربعة قرون.

الاسرة البابلية الرابعة: 1124- 1103 ق.م:

امتد حكم هذه السلالة لقرن من الزمن تقريبا حكم خلاله ستة ملوك اشهرهم نبوخذ نصر الاول .

5- العهدالآشوري:

   إن الآشوريين من القبائل السامية التي استوطنت قبائلها المناطق ما بين نهرين في الشمال الغربي حوالي الألف الثالثة قبل الميلاد، وقد اشتهرت المدينة " آشور" بازدهارها التجاري وأخذت كعاصمة للدولة الآشورية في أغلب مراحلها.

  العهد الآشوري القديم 2100 – 2530 ق.م.:

   تتشكل الفترة من ظهور مدينة "آشور" حتى زوال سلالة بابل الأولى، تمتاز الفترة المبكرة من تاريخهم بالغموض بحيث دخلوا في النفوذ السومري في عهد سلالة " أور الثالثة " ثم تحت السيطرة البابلية، وظهر من الآشوريين عدد من الملوك أشهرهم "شمش داد"، الذي سيطر على القسم الشمالي من بابل، وعاصر الملك البابلي "حمورابي" وانكسر طموحه في مد سلطانه على جنوب بلاد الرافدين.

  العهد الآشوري الوسيط 1500 - 911 ق.م.:

   حكم آشور في هذه الفترة ملون ضعفاء في ظل وجود قوتين متصارعتين، إلى أن جاء الملك الآشوري "أبلوط الأول" الذي استطاع وضع النواة الأولى للإمبراطورية الآشورية القوية.

 العهد الآشوري الحديث 911 – 612 ق.م:

   ويعرف كذلك بالعهد الإمبراطوري، غلب على هذا العهد الحكم المطلق والطابع العسكري للدولة، هذا العهد ازدهر كثيرا وتطور معماريا، حيث كانت آشور في هذا العصر قوة عسكرية كبيرة، وتمكنوا من الوصول إلى المناطق الجنوبية من بلاد ما بين النهرين وفي الشمال وصلوا حتى نينوى.

6- العهد البابلي الحديث (الدولة الكلدانية) 626-539 ق.م

بعد ان تمكن" نبوبلاصر" من هزم الأشوريين في نيبور، اعلن نفسه ملكا على بابل مؤسسا بذلك الأسرة البابلية الحادية عشرة التي تعرف بالمملكة الكلدانية.

ويعتبر الملك" نبوخذ نصر الثاني" أشهر ملوك هذا العصر، حيث كانت له انجازات كثيرة منها هزيمته لمصر ومختلف القوى المتحالفة معها في الشرق الأدنى القديم، وكذلك تدميره لبيت المقدس سنة 586 ق.م وسبيه لليهود وتهجيرهم الى بابل.

وفي سنة 539 سقطت الدولة الكلدانية على يد الفرس بقيادة الملك "قورش"